المقالات

الحسين ويوزرسيف


حامد الحمراني

 

قيل لو ان الف نبي جاؤوا الى امة ما فانهم لن يختلفوا قيد انملة ؛ لان الهدف واحد والمصدر واحد والمصير واحد ومشروعهم الاهم تحرير الناس من مطلق العبودية، وقيل لو ان شخصين ينتميان لحزبين مختلفين دخلا قرية فان الله وحده يعلم ما الذي سيكون مصير المواطنين اذا استلم احدهم السلطة وتبنى الاخر معارضته!!

والنبي يوزرسيف والامام الحسين عليهما السلام كلاهما جاء في زمن القحط.

فالمصريون سيواجهون القحط الاقتصادي بعد سبع سنين عجاف، والمسلمون تحت الحكم الاموي متلبسون بالقحط الاخلاقي.

وكلاهما يمتلك مفاتيح الحل، فيوزرسيف اختبر المصريين بالادخار والاكتفاء بقوت الحاجة اليومي كآلية لحل الازمة، والامام الحسين بعد يقينه بلا جدوى الحياة البايولوجية وعقم المواعظ والخطب الرنانة واجتياح منطق التحريف والتشويه، زحف باسرته لتقطعه السيوف اربا اربا ولتبقى جثث اصحابه في الصحراء ثلاثة ايام بعد ان حملت الرماح رؤوسهم وليكون دمهم فيما بعد مشروعا للحياة الحقة ووسيلة للادخار القيمي والاخلاقي ضد الظالمين والمنحرفين والطواغيت في كل مكان وزمان.

صحيح ان فرعون يوزرسيف ساعده على تنفيذ برنامجه بعد ان آمن بالله الواحد الاحد الصمد، في حين قطع فرعون الحسين الطريق امام الفضيلة كي لا تتجدد اوان تنمو بل سحقها لانها خطر على سلطته التي قامت على حين غفلة من المسلمين اساسا على الرذيلة وعبادة (هبل).

اخوة يوسف القوه في الجب، والمصريون القوه في السجن، اما اهل بيت الحسين وصحبه قالوا افعل ما تؤمر ستجدنا ان شاء الله من الصابرين.

اعداء يوزرسيف هم كهنة معبد امون المنحل، اما اعداء الحسين فانهم كهنة الطواغيت واعلامهم وقضاؤهم ودسائسهم وفضائياتهم ومناصبهم ودولاراتهم سواء الذين ينتمون الى اميرهم يزيد او بعده.

لقد انتصر يوزرسيف بعد ان آمن به المصريون وانقذ دولتهم وحفظ ماء وجوههم بعد سبع سنين من التقشف الاقتصادي والاكتفاء بسد الرمق، اما الحسين فقد انقذ البشرية من حكم الطغاة وفضح سياستهم، وذهبت الدول والاشخاص الذين ناصبوا العداء لمشروعه ادراج الرياح واصبحوا هباءا منثورا، فانه ( صلوات الله وسلامه عليه) استطاع ان يرمي بطغاة الامبرطورية الاموية والعباسية ومن جاء بعدهم في سلة المهملات، في حين بقى هو حيا ينبض وينتج امة حالفت الحياة والبقاء لتنتصر انتصارا مذهلا بعد ان عقد بدمه حلفا مستديما مع الخلود والبقاء واشرب اعداءه كاسا علقما من الهزيمة والفناء، حتى ارعب الطواغيت التي ترى اليوم في ذكر اسمه وليس شعائره قضية لا يمكن السكوت عنها لانه بقي حيا كما كان.. وصنع امة مستمرة نابضة نامية لا يعرف الموت اليها سبيلا

لقد نجح مشروع يوزرسيف حيث بنى للمصرين مخازن لادخار الحنطة واخرجها في زمن القحط، اما الامام الحسين فقد ملآ مخازنه بدمه وبدم ابنائه وابناء اخوته واصحابه واتباعه وانصاره، وها هي امته نابضة متدفقة نامية تعلم الهندوس منها كيف يكونون مظلومين فانتصروا!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك