عقيل الناصر الطربوشي
الصمت احد الغاز المرأة الذي لا يستطيع الرجل فهمه بسهولة ;عرفت النساء دائما بالثرثرة واشتهر الرجل بالصمت ،لكن حينما تلجأ المرأة للسكوت. فاعلم ايها الرجل ان هذه علامة يأس او دليل حزن او هدوء يسبق العاصفة.
قد يكون صمتها ناتج عن مشاعر اكتئابية مصاحبة لها بسبب مشاكل مع الزوج، او صدمات تعرضت لها في حياتها او ارتباطها برجل لا يعرف قيمة المرأة، فتميل إلى عدم التواصل الاجتماعي أو الصمت أو النوم المتواصل.
استوقفتني عبارة عظيمة لوليام شكسبير عندما قال "الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه" إن معناها عظيم وملامستها لكل منا واضح أننا نشعر أحيانا بأثرها الأكبر مع مرور الأيام لنتذكر أحزانا صامتة ،التي تعيش في قلوبنا ،فهناك من تختار أن تحزن بصمت (إن أعمق الحزن احزن بلا دموع ) قالها جونسيون .
صامتة هي وتأتي عليها الكرب الساحقة.. وتجدها صامتة ،وتزورها كل يوم البلايا اللاحقة ..وتجدها صامتة ،حيرت الزمن وأسرت الدهر ، وكأنك تسمع صمتها.. لان قلبها دائما يغادر في جوانح الأيام ،فهي تقرأ الحياة بمعناها ،من بدايتها إلى أقصاها ، فروحها تنصهر لمعاناتها وتذوب أحشائها لمأساتها، إن قضيتها الدموع ،ولغتها باقية ، تصمت لأنها تعرف أن الحياة دائما تضيق بأعدائها، لتشاهد حياتها وكأنها لوحة حزينة لا ينفعها الكلام ولا يبكيها فؤاد، ولكن هذه المرأة تعرف أنها حركت عنفوانها في ذاكرة الأجيال، ونقشت كبريائها في ضمائر البشر.
إن لدموعها لغة المرأة ،تطرق سمع الإنسان ،لتصل إلى القلب ،لأنها تختار دموعها بعناية فائقة ،وترحل محلقة مسافرة ،فتبدأ دموعها ضعيفة ،إلى أن تحتفل برشاقة عيونها،وحلاوة رموشها لان دموعها ساحرة شاردة ..سائرة على ديوان الزمان ، تعاتبنا بتفجع وتحاكينا بتوجع وكأنها تقطر عسلا ، تعاند بكلمة وتصافح بدمعة ،وترضى ببسمة ،وتغازلك بحكمة إلا وهي حكمة الحزن والدموع، للمرأة مع الحزن صفحات ،وللحزن في حياتها قواميس ومجلدات،الحزن الصامت يعصف بقلبك أيها المرأة وأنت تتذكري كم كنت مخلصة معطاء مع الآخرين…
حزن صامت من حياة عشتها من اجل الآخرين على حساب طموحاتك ورغباتك ،فنسيت نفسك تماما وأمضيت مسيرتك بتحقيق ما يتمناه وما يسعدهم ويرضيهم ..فمضى العمر وأنت في مكانك الا يتولد الحزن واليأس خلف صمت
https://telegram.me/buratha