أحمد كامل عوده
أكثر من عامين مضت منذ انتهاء عمليات التحرير الكبرى ، وإعلان النصر العظيم على قوى الكفر والظلام بعد احتلال داعش لمحافظات من العراق ووصوله إلى تخوم بغداد ، وبفضل الفتوى المباركة والتي استنهضت فيها الهمم ، وزيادة العدة والعدد من أبناء العراق الغيارى ، وليكونوا سنداً وطرفاً قوياً في المعارك ، وإعادة التوازن من جديد للقوات الأمنية من الجيش والداخلية ، وبفضل الله والاستقتال لدى الأبطال من المقاتلين وتقديم الدماء الزكية لقاء تحقيق الانتصارات ، تحقق ذلك النصر الذي يرتقبه الجميع ، فمنهم من احتفى بعودة العراق ، ومنهم من خسئ وخاب بعد فشل مخططاته ومكائده .
وبدأت الحياة تعود تدريجياً لتلك الأراضي وتوسم الناس خيراً ، وبعد فترة بدأت تسمع أصوات هنا وهناك تطالب بسحب قوات الحشد من الأراضي المحررة ، لأنها قد تستفز مشاعر البعض ، معللين ذلك بإنتفاء الحاجة من قوات الحشد بعد تحرير أراضيهم ، وسمعنا كذلك أصوات تطالب بحل الحشد أو من خلال دس السم بالعسل من خلال سحب الحشد من قياداته وضمها للجيش ، لأنهم على علم اليقين أن القوات قوتها بقياداتها ، وما ان بدأت جحافل الحشد الشعبي سحب قواتها من الأراضي وتسليمها للقوات الأمنية ، وقوى الحشد العشائري في تلك المناطق ، حتى صرنا نسمع العديد من الأخبار تتحدث عن وجود خلايا نائمة ، وبدأت ترفع رؤوسها من الحفر والجيوب الخفية ، لتستهدف غدراً القوات الأمنية ، وكانت العمليات أغلبها تحدث في جنح الظلام ، لأن قتال الظلام شيمة الغادرين ، وأدت تلك الأحداث إلى استشهاد العديد من أبناء القوات الأمنية، وكان أخطر تلك الأحداث عندما حدث تعرض للقوات الأمنية في جرف النصر (الصخر سابقا) ،واعتبرت تلك الحادثة جرس إنذار أعاد للاذهان الأحداث في ٢٠١٤ مما استدعى ذلك إلى إعادة تهيئة الصفوف ، ووضع الحلول السريعة قبل تفاقم عمليات الغدر ، وتحولها إلى هجمات علنية ، وتعود بالعراق إلى الوراء بعد أن قدم الكثير في سبيل الحصول على النصر وتحرير الأراضي ، وفعلاً بدأت وزارة الدفاع عملياتها العسكرية ، لتكون استكمالاً لعمليات النصر وتحرير الأراضي في محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار من الخلايا الإرهابية النائمة والجيوب الخفية التي تحتمي بها عصابات الإرهاب ، لما تمتلكه طبيعة الأرض في المحافظات المذكورة من صحاري واسعة وتضاريس وتعرجات ، وقد أطلق على تلك العمليات ب ( إرادة النصر ) وبمشاركة بعض من قوات الحشد والحشد العشائري ، إضافة إلى قوات الجيش وبمساعدة الطيران الجوي ، وسوف تستمر تلك العمليات حتى الحدود السورية وهي بمثابة تطهير كامل الأراضي العراقية كما يطهر الجسد المريض من بقايا المرض خوفاً من إعادة استفحاله .
https://telegram.me/buratha
