كَنَدِّي عَبّاس الزهيري
سَرَطان الرُوتِين الَّذِي ينخر في مُؤَسِّسات الدَوْلَة الخَدَمِيَّة ، يُبْقَى بَلّا عِلاج بِالرَغْم مِن التَطَوُّر الكَبِير فِيَّ التكنلوجيا الحَدِيث ،يَبْدُو أَن مَرَض الرُوتِين الَّذِي يتقذى عَلِيَّة الفاسِدِيْنَ قَدّ أَكْتَسِب مَناعَة ضِدَّ أَيّ مُحاوِلَة عِلاج مُمْكِنَة لِلتَقْلِيل مِنْه وَرَفَّعَ المعانات عَن كَآهِل المَواطِن ،
فَالمَواطِن العِراقِيّ بَعْدِ أَن يَمُر فِيَّ سِلْسِلَة مُراجِعات وَأَسْئِلَة مِن أَصْغُر مُوَظَّف فِيَّ الدائِرَة آلَى أَن يُصْل آلَى المَسْؤُول يَكُون قَدّ أُضاع وَقَتَّ كَبِير فِيَّ أَبْسُط دائِرَة مِن دَوائِر الدَوْلَة ،
وَقُدّ يُنْتَظَر أَسابِيع أَو أَشْهَرَ لَإِنْهاء مُعامَلتهُ وَبِالأَخَصّ أَن كانَت تَصِب فِيَّ خِدْمَة المُجْتَمِع حَيْثُ يُخَضِّع آلَى ضَغُوط وَأُكْثِرها يُصْل آلَى الرشوى لَنِهاء مُعامَلتهُ ،
حَيْثُ نَتَساءَل بستغراب لِماذا لا تُدْخِل التكنلوجية فِيَّ الدوائره الخَدَمِيَّة بِشَكْل واسِع الَّذِي يُسَهِّل عَمَلِيَّة الإِنْجاز المُعامِلات وَيَخْفِف عَلى كَآهِل المَواطِن !
رُبَّما أَكْثَرَ الأَجْوِبَة مُطابَقَة هُو بِسَبَب الفَساد الإِدارِيّ الَّذِي يَعْتاش عَلِيَّة الحَيَّتانِ وَيَعْد مُصَدِّر مِن المَصادِر آلَتَيَ تَنْخُر جَسَّدَ الدَوْلَة ،
وَيُبْقَى التسائل آلَى مَتَى تَبْقَى الدَوْلَة غَيَّرَ مُنْتَبِه آلَى هٰذا الحال ،
حَيْثُ يَرَى المَواطِن أَن الدَوائِر الحُكُومِيَّة باقِيَة عَلِى ما هِيَ عَلِيّهُ وَكُنْهاً تُعَيِّش ما قَبْلَ الثَوْرَة الصِناعِيَّة ،
فَالمَواطِن الَّذِي يُراجِع عَلِيّهُ أَن يَتَوَجَّه آلَى الشِباك وَالوُقُوف فِيَّ طابور طويل مِن المُراجِعَيْنِ تَحُتّ أَشِعَّة الشَمْس وَالحَرارَة العالِيَة مِما يَطْر الكَثِير مِنهُم آلَى البَحْث عَن شَخَّصَ لَهُ عَلاقَة بِالمُوَظَّفَيْنِ اوالمسوؤل أَو الذَهاب آلَى المُعَقِّبَيْنِ الَّذِي ضَهْر بِسَبَب الفَساد الرُوتِين ،وَالغَرِيب بِأَنَّ المَسْؤُولِيْنَ لا يُعالِجُونَ هٰذِهِ المَشاكِل أَو الحَدّ مِنها وَذُلّكِ قَدّ يُعَوِّد آلَى ثَلاثَة أَسْباب :
1-قَدّ يَكُون المَسْؤُول مُسْتَفِيد مِن هٰذا الرُوتِين .
2-قَدّ يَكُون المَسْؤُول غَيَّرَ قادِر عَلى إِيجاد حَلّ بِسَبَب تَدَخُّلات جِهات مُتَنَفِّذَة .
3-قَدّ يَكُون بِسَبَب القانُون الإِدارِيّ الَّذِي يَحْتاج آلَى مُراجَعتهُ بِالكامِل .
وَلا يَخْفَى عَلى أَحْدَ بِأَنَّ الدَوْلَة تُدِين مُعَقِّب المُعامِلات لَكُنَ لا تُدِين المُوَظَّف الَّذِي يَتَعامَل مَعَهُ وَهٰذا يُعَدّ مِن التَساؤُلات آلَتَيَ لِمَ تُجِيب عَلَيها الحُكُومَة أَو المَسْؤُولِيْنَ فِيَّ تَلكِ الدائِرَة المَفْرُوض أَن تَكُون فِيَّ خِدْمَة المَواطِن ،كَمّا يُعَدّ الرُوتِين سَبَّبَ بِتَأَخُّر المَشارِيع الخَدَمِيَّة وَمُعالَجَة أَلَّبَنا التَحْتِيَّة لِلبَلَد هٰذا سَبَّبَ أَخِرّ يَدْفَعنا لِلقَوْل بِأَنَّ عَدِمَ مُعالَجَة مَرَض الرُوتِين مُفْتَعَل مِن قَبْلَ المُتَنَفِّذَيْنِ فِيَّ مُؤَسِّسات الدَوْلَة ،
يامل المَواطِن العِراقِيّ بايجاد حَلّ لِتَسْهِيل المُعامِلات عَلى الأَقَلّ تَتَوافَق مَعَ تَصْرِيحات المَسْؤُولِيْنَ فِيَّ السَلَطَة التَشْرِيعِيَّة وَالتَنْفِيذِيَّة ،بِما يظمن كرامت المَواطِن وَسَمِعتِ البَلَد وَبِالخُصُوص مَعَ الشَرِكات الاسثمارية وَإِبْعاد شَبَح الرُوتِين لَخِدْمَة المَواطِن العِراقِيّ ،فَلَيْسَ مِن المَعْقُول فِيَّ بِأَلَدّ كَالعِراق الَّذِي يُعَوِّد تارِيخهُ آلَى أَكْثَرَ مِن سِتّهُ آلاف سِنّهُ أَن تَكُون دَوائِرهُ بِهٰذا الحَجْم مِن الفَساد وَالتَخَلُّف وَإِعْطاء صُورَة سَلْبِيَّة عَن مُؤَسَّساتهُ وَرَصانتها.
فَالرُوتِين بِحَدّ ذاتهُ يُعَدّ ضاهرة مُتَخَلِّفَة ،تُقْع ضَمَّنَ دائِرَة الفَساد وَالشُبْهات مِما يُفْقَد ثِقَة المَواطِن فِيَّ مُؤَسَّساتهُ وَلا سِيما الخَدَمِيَّة مِنها ،
كَمّا يَتَطَلَّع آلَى إِيجاد حُلُول فَعَلِيّهُ تُطَبِّق عَلى أَرْض الواقِع تُحْمِي كَرامَة وَسَمِعة مُؤَسَّساتهُ لَكَّيَ تُعَوِّد الثِقَة بَيَّننَ الشَعْب وَالدَوْلَة .
والا فَلا خير لامة نَخِر الفَساد ضُهُورها وَالباطِل بُطُونها وعشعش الجُلّ فِيَّ رؤسها .
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
