عقيل الناصر الطربوشي
تحرص الدول على محاربة الفساد الاداري والمالي، لانه يشكل آفة خطيرة في جميع ميادين الأمن والاقتصاد والتنمية، ويؤدي إلى انهيار منظومة الدولة باكملها مما يسبب اعاقة تقدم البلد بكل جوانبه، ونهب ثرواته ومنع حركة عمران الدول والتقدم والرفاهية الاقتصادية . بالاضافة الى تفشي هذه ظاهرة يسبب عرقلة مسيرة تطور الدولة، وعدم تحقيق الأهداف التي تتوخاها في مسيرة عملها ، ان الفساد الاداري والمالي له امتدادات طويلة في المجتمع العراقي، فهو ينتشرفي البنى التحتية في الدولة والمجتمع والجهازالوظيفي ونمط العلاقات المجتمعية ،فيبطيء من حركة تطور المجتمع والتقدم الاقتصادي لذا يجب أن تعزز الحكومة العراقية، من قدراتها من خلال الشفافية واصدار القوانين الصارمة واكثر حديه، وتطبيقها على ارض الواقع حتى تتمكن من تحديد الفساد ومعالجته ،وفق القانون وبناء مجتمعاً سليماً معافى خالياً من الأمراض الاجتماعية، واعادة الامورالى وضعها الصحيح ومواكبة عجلة تقدم الدول بكافة النواحي .
فعندما نتحدث عن الاحزاب السياسية في بلدنا بعد سقوط النظام فيجب نتحدث عن ماهو دور الحزب السياسي وماهي اهدافه، لان الحزب يمثل شريحة اجتماعية ويدافع عن مصالحها التي يمثلها ،فعلى قادة الاحزاب لتأكيد على النجاح في العمل السياسي ،هذا الامر يتطلب حزمة من الركائز ،والمتطلبات اهمها السعي لبناء الدولة،وليس الحصول على المناصب ،والاستئثار بالسلطة فلابد ان يكون لها برنامج سياسي مخطط له مسبقا ولايكون فوضويا او غير محكوم ،بعمل تنظيمي واضح ، لقد نزلت الاحزاب الى الشارع العراقي بقوة وشكلت لجان اقتصادية، لتمول نفسها عن طريق الكسب الغير مشروع من خلال موظفيهم، سواء كانوا وزراء او وكلاء او مدراء عامين ،وهذه الحالة ادت الى تفشي ظاهر الفساد في العراق ، توغلت هذه الظاهرة الى تنظيماتهم الداخلية، ومع الاسف اصبحت ثقافة في اغلب الاحزاب العراقية، لعدم تنظيمهم بالصورة الصحيحة، ففي البداية التنظيم كان جيد ومهني وبعد اول انتخابات، ونزول بعض الاحزاب عندما لم ياتوا باصوات تاهلهم لتلعب دور اكبر في العمليةالسياسية، فتحوا ابواب التنظيم على مصراعيه ورفعوا الخطوط الحمراء عن اي منتمي، واضافوا في انظمتهم الداخلية يحق لاي شخص يتنمي حتى لو كان والده بعثي، وحتى الذين بنظامهم الداخلي سمحوا لهم بالانتماء،وبعد
مرور اكثر من سنه تم الغاء هذه الفقرات ،بنظام الحزب يحق لاي شخص يتنمي بغض النظر عن انتمائه البعثي قبل السقوط وهنا بدأت الكارثة وابعدوا المجاهدين، وقربوا ازلام البعث حتى وصل الامر الى مدراء زعمات سياسية من ابناء العفالقة،
يتوجب على الاحزاب ان تنظف احزابها من الانتهازين والمنتفعين والبعثين، وتشكيل لجان متابعة وفتح قنواة كثيرة والبحث عن المجاهدين الاوائل او ابنائهم لانهم اصحاب مبدأ وعقيدة ولم ياتي لمصلحة شخصية ، لا ابناء الصدامين وهم الان بيدهم مفاصل في بعض الكيانات السياسية مهم واصحاب قرار في تشكيلاتهم حتى تنهي ظاهرة الفساد المالي والاداري في الاحزاب، هذا ويجب على الاحزاب توخي الحذر من الذين جاءوا لاغراضهم التي تنصب في مصالحهم الفردية متناسين ابناء البلد الجريح فقط
https://telegram.me/buratha