هيثم الزاملي الموسوي
( يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) الحجرات / ١٣
هناك تقديس جاهل حيث يقوم شخص او مجتمع بتقيس شخص آخر ليس اكراما لفكر او ثقافه او أدب يحملهُ المقابل بل يكرمه لأجل ماله او حسبه او نسبه وهذا ما يعانيه اليوم مجتمعنا العراقي بكثرة تجد الناس يقدسون شخص مع علمهم بجهله لكنهم يبررون تقديسهم لهذا الشخص الجاهل بانه ابن عائلة علمية او ابن شخصية علمائية وهذا التقديس لم نجد لهُ اصل في ثقافة الاسلام فالإسلام دين يدعوا لاحترام ورفع الإنسان بعلمه وتقواه حيث يقول قائل
لاتترك الدين إتكالآ على النسب
فقد رفع الإسلام سلمان الفارسي
وقد وضع الشرك الشريف ابا لهب
والمتتبع لثقافة القرآن يعرف ذلك كما في قصة نوح النبي وابنه كنعان الذي كان عاصيآ حيث يذكر القرآن تفاصيل الحوار بين النبي نوح وربه
(وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقّ و أنت أحكم الحاكمينُ) هود: 45
فأجابه الله عز وجل (قال يا نوح إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) هود: 46
فنرى ان القرآن يعبر عن ابن نبي من انبيائه انه ليس من اهلك وبين القرآن كيف هو ليس من اهل نوح حيث علل ذلك بانه عمل غير صالح وكذلك قصة قابيل ابن ادم الذي قتل اخيه هابيل وكذلك يذكر القرآن قصة أبناء النبي يعقوب حيث ظلموا أنفسهم واغوائهم الشيطان على قتل اخيهم ثم استقر رائيهم على إلقائه بغياهب الجب ثم بيعه عبدا لبلاد الفراعنه ولم يتوبوا لله أكثر من ثلاثين سنة حتى افتضح امرهم
ولا يختلف الأمر كثيرا فتلك قصة جعفر ابن الإمام الهادي الذي كان جليس مجلس السياسين وأراد غصب الإمامة بعد استشهاد الإمام الحسن ع وأراد الصلاة على جنازة الإمام الحسن العسكري فخرج عليه الإمام المهدي عج وكان صغير السن فقال تنحَ ياعم وازاحهُ عن الصلاة
* من خلال سلوكيات اهل البيت التي لا تنفصل عن سلوكيات القرآن نجد ذلك جليا حيث يقول الإمام علي ع ( من أبطأ بهِ عَملهُ لم يسرّع بهِ نسبهُ)
* كل انسان في حياته يتربى على ثقافات من شخصيات يراها تمثل قدوة يقتدي بها وهذا جيد لكن نحن كمجتمع إسلامي يقوم على ثقافة قرآنية لابد من الرجوع للقران ولاهل البيت ع. وادبياتهم في اختيار القدوة وتقديسه بما يضمن بناء شخصية تنسجم مع عقائد وأخلاق وثقافة الاسلام
لا أن نختار قدوة حسب العاطفة والعصبية التي نبذها القران
فنرى البعض يقول إتبعت فلان لانه شخصية قوية وكارزما مميزة اخي القرآن لا ينظر لهذه الشكليات حيث يقول رسول الله ص ( ان ألله لا ينظر إلى اجسامكم وصوركم بل ينظر إلى قلوبكم ) بل معيار القدوة في الإسلام هو الورع والتقوى والخوف من ألله
* اما نحن فقدوتنا هي القدوة التي اختارها لنا أمامنا المهدي عج في زمن غيبته وهم العلماء حيث يقول في توقيعه
( ومن وجدتموه من العلماء حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام ان يقلدون ) والتقليد هنا هو اخيار القدوة الحسنه التي تمثل القيادة المباركة للامة
https://telegram.me/buratha
