المقالات

العراق ومتطلبات المرحلة الحرجة


رحيم الخالدي

يعيش المواطن العراقي البسيط أرق سؤال يمزقه.. فمتى نستريح من الحروب، وكأننا "كُتِبَ علينا القتال" .. فقد إبتلينا بحكام يعشقون الحروب، دون الإكتراث بالضحايا وبفضل عنترياتهم ترملت النساء، وتيتم الأطفال، وضاع مستقبلهم، بإستثناء أبناء الذوات طبعا! . 

مر العراق بمراحل وكلها حروب.. فمنذ الإنقلاب على الحكم الملكي تظهر بين الفينة والأخرى عصابة تدعي القومية أو الإنتماء لفكر ما، لتنهي حكما وتستبدله بآخر، وما يجمعهم الدموية، وآخر نكبات العصر حزب البعث الذي إنتهى بإسقاطه على يد أمريكا، بعد إنتهاء دوره في المنطقة، ليأتي الحكم الديمقراطي وحالنا المتردي بمعاناة مستديمة لكل الخدمات . 

برغم كل التجاذبات في المنطقة العربية، من غير الممكن نبقى على هذا الحال, الذي وصل لدرجات لا يمكن السكوت عنها، سيما وقد تنبه المواطن العراقي بما يدور من حوله، وخاصة الأزمة الحالية بين الجارة إيران وأمريكا، ولغة التهديد التي وصلت لدرجة لا يمكن التكهن بما ستؤول اليه الأمور فيما لو نشبت حرب، وحالنا الذي لا يسر الصديق ويفرح العدو، وقد ضاع من عمر الديمقراطية ستة عشر عام . 

ترسيخ الهوية الوطنية من الأبجديات، التي من شأنها أن تعزز ثقة المواطن بقيادته، كذلك الإقتراب منه ومشاركته، والعودة اليه بعد الإبتعاد عنه سابقا، وهذا الإبتعاد ولد حراكا ربما سيغير في الأيام القادمة فيما لو بقي الحال كما هو عليه. 

لا ننسى دور الشباب وطاقاته الدفينة التي يجب إستثمارها بأفضل صورة وتمكننا من النهوض، بدلا من الجمود والمراوحة منذ تأسيس الحكومة وليومنا. 

الحراك العسكري الأمريكي اليوم في الخليج يدعو لليقظة، وترك ما ليس بفائدة لبلدنا، سيما ونحن اليوم لا مصلحة لنا به، ولا ناقة لنا فيه ولا جمل، فالمهم في هذا مصلحتنا التي نعتبرها فوق كل الإعتبارات، لأننا يجب أن نغادر زمن الحروب والعنتريات، التي لا تجلب سوى نتائج وخيمة، لا زلنا نعاني منها، فنحن أصحاب تجربة مع الحروب، التي خلفها لنا نظام البعث المقبور . 

اليوم فرصة مواتية للعراق في لعب دور التهدئة للوضع أفضل من كوننا وسط الصراع السياسي والعسكري، أما غير ذلك فلا يخدم أمننا ودورنا في المنطقة، وهنا يأتي دور السياسة المحنكة التي من الضروري تواجدها، وبلدنا غير قاصر في إدارة الأزمة، ولدينا رجال قادرة أن تقوم بالدور، كذلك دور الحكومة في إسكات الأصوات النشاز، التي تريد حرف البوصلة، وتجعلنا شريك حرب . 

عنصر مهم جداً موجه للحكومة، بضرورة الإنتهاء من ملف الفساد، الذي بدأ به السيد عبد المهدي، والإسراع بمحاسبة الفاسدين، وهذا يعطي دافعا للمواطن بمساندة الخطوة، التي تضعنا بالمسار الصحيح، والذي من شأنه الإنتقال لملف آخر، كذلك ملف الخدمات الذي طال إنتظار تنفيذه، وضرورة التماسك الداخلي واللحمة الوطنية، وتجنب التخوين والتسقيط، والإتهامات المتبادلة بين العراقيين . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك