أحمد سلام الفتلاوي
ونحن نعيش ذكرى رحيل مفجر الثورة الاسلامية في ايران الامامِ الخميني (رضوان الله عليه)، الشخصية الاسلامية التي لا يمكن للتاريخ ان يعبرها دون التوقف عندها ، لمواقفة المعروفة وجهوده الكبيرة في بناء الامة وترميمها من كل الشوائب ، الامة التي ابتليت بمشاكل ومنعطفات خطيرة ، السيد روح الله الخميني يعد رائداً للصحوة الاسلامية ومن اكبر دعاة الوحدة بين المسلمين في عصرِنا الحاضر والماضي على حداً سواء ولَة دور كبير في التقريب بين المذاهب الاسلامية والذي تبنى عدة مبادرات بهذا الشأن ، والذي تميز دورة ونهضتة بمعايير القيم والنبل والاخلاق المحمدية الأصيلة ، على الرغم من محاولة الكثير من الجهات المعادية ودوّل كبير على اجهاض مشروعه الا انهم لم يستطيعوا ذلك .
ما تعيش الان الجمهورية الاسلامية الايرانية من تقدم وازدهار ونمو حقيقي ، ونجاح مثمر ، ماهو الا بركة و نتاج ثورة الأمام الخالدة والتي كانت لها الاثر الكبير في نفوس اغلب الحركات الاسلامية المناهضة للاستكبار العالمي ومحاربة الظلم والطغيان . الامام الخميني نجح في أن يقدم تجرِبة لدولة إسلامية حديثة مستقلة عن الشرق والغرب، أصبحت اليوم محل احترام من قبل العالم أجمع ولها الكلمة الفصل في الكثير من الملفات .
عرف السيد روح الله الخميني الموسوي رض بفقية کبیر وفیلسوف عظیم وعارف، ومفکر إسلامي مبدع ومجدد، وله مواصفات ذاتیة کثیرة لما أحدثه في تاریخ الأمة وما أسسه للمستقبل .
اتشرف بأني لم أشارك ولم افعل ولا اتكلم بما قام بة بعض العراقيين المغفلة عقولهم اتجاة هذه الشخصية العظيمة وهذا فخراً قلما يتفاخر بة قليلاً من الشباب الواعي المسلم ، و لم أعى شخصياً على تجربة الامام الخميني في بناء الدولة لكون العمر وقتئذ لم يكون بمستوى المسؤولية والوعي الكامل ، ولكن الان ارى واسمع ثمار التجربة والانتصارات الباهرة وعلى كافة الاصعدة ، وهي رسالة واضحة توجة لباقي الزعماء في العالم بان تجربة الامام استثنائية و تحاول إعطاء درس للغير بأنة السيد الخميني رحمة الله
كان من رواد ودعاة الدولة الاسلامية الحقيقة وليس القائمة على ظلم الآخرين ، وتهميش إدوارهم وانتهاك حقوقهم ، وتعظيم مشاكل الداخل ، وغيرها من الامور المخالفة لمبادئ الدين الاسلامي الحنيف .
الان ونحن في رحاب ذكرى رحيل مفجر الثورة الاسلامية هذة الثورة التي غيّرت وجه المنطقة وجعلتها تسير وفق مبادئ وقيم تختلف عن سابقتها ، نتأمّل بعض تلك المبادئ التي قدّمها الإمام ومثّلت نبراساً لمَن أتى من بعده من قادة المقاومة في الجمهورية وخارجها في مواجهة الشيطان الأكبر أمريكا كما كان يُسمّيها الإمام أو الشياطين الصغيرة من صهاينة يهود وصهاينة عرب . وضرورة بان يكون موقف العرب حازماً وشجاعاً اتجاة بعض الامور المهمة في المنطقة والتدخلات الامريكية خاصة منها .
كان موقف الامام من الولايات المتحدة واضحاً وصريحاً وشجاعاً ومقاوماً بنفس الوقت ، وهي تعتبر لديه آس الفساد حيث كل المصائب التي حلت بنا وكل مشاكلنا من أميركا، كل المصائب التي حلت بنا وكل مشاكلنا من إسرائيل، هؤلاء النواب من أميركا، هؤلاء الوزراء من أميركا، كلهم معينون من قبلهم لقمع هذه الامة المظلومة المضطهدة .
أما موقفه من الكيان الصهيوني فهو يرفض وجوده من الأساس ويعتبره (غدّة سرطانية) لا بد من إجتثاثها من الجذور وضرورة ان يكون للعرب دور في إرجاع القدس المغتصبة حتى ان كلّف ذلك حياة المسلمين ، ولا ننسى أخيرا أنه أسس تقليداً نضالياً سياسياً وثقافياً جديداً من أجل فلسطين حين دعا لجعل الجمعة الأخيرة من شهر رمضان كل عام يوماً عالمياً للقدس وكان لجميع الحركات والتجمعات الاسلامية دوراً كبير في احياء هذا النداء وبما ينسجم مع تطلعات الشعب الفلسطيني وكل المظلومين في العالم .
أن الامام الخمينيي وما ترك من اثر جميل من أجل الامة والقضية الفلسطينية خاصة ، قد أثمرت وانتصرت ، رغم الصعوبات والتضحيات الكبيرة .
وفي الختام أقول ؛
رحمة الله الإمام وحفظ ثورته وقوى المقاومة التي تربّت على مبادئها وروحها العظيمة
https://telegram.me/buratha
