عقيل الناصر الطربوشي
تظل القدس محتفظة بالهالة المقدسة،والعظمة الكبيرة،التي احباها الله سبحانه وتعالى بها،فهي مدينة الانبياء والرسالات السماوية،ومنها مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام،وفيها المسجد الاقصى اولى القبلتين ،وثالث الحرمين الشريفين،فالقدس زهرة المدائن جميعها ،وهي سيدة متوجة على عرش الجمال والحضارة ،يحاول الاحتلال الاسرائيلي الغاشم، ان يطمس هوية هذه المدينة ،وان يغير ملامحها وشخصيتها الدينية،ليغلفها بطابع لايمت لها بصلة،. من هنا جاء يوم القدس العالمي،في اخر جمعة من شهر رمضان الذي جاء بعد عام من انتصار الثورة ،باقتراح الامام الخميني الذي قلب الموازين حيث كان في زمن الشاه محمد رضا بهلوي الذي اتسمت العلاقات بين الولايات المتحدة وايران بالكثير من الحميمية وظلت العلاقة ممتازة مع رجل امريكا او شرطي الخليج كما يكنى الذي تحالف مع امريكا واعترف بالكيان الصهيوني،حيث كان العرب اصدقاء ايران والخليج الفارسي،ولم تكن هناك اي نغمه ،ولكن عندما جاء الامام الخميني ،واقتلع العلم الصهيوني و اغلق السفارة الاسرائيلية في طهران ،واحتلت السفارة الامريكية الامر الذي رسم الخطوط العريضةفي سياسة طهران المتبعة مع واشنطن والمناهضة لها فاصبحت الاقاويل والاشاعات تردد ايران مجوسية ايران شيعية..
فاصبح اكبر حدث سياسي يجمع الامة العربية والاسلامية في يوم واحد يندد فيه بوحشية واحتلال اسرائيل انه ليس يوم عالمي فقط يوما خاصا بالقدس ،انه يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين، انه يوم مواجهة الشعوب التي عانت من ظلم امريكا، وغيرها انه اليوم الذي سيكون مميزا بين المنافقين والملتزمين ،فالملتزمون يعتبرون هذا اليوم يوما للقدس ،ويعملون ماينبغي عليهم ،اما المنافقون هولاء الذين يقيمون العلاقات مع القوى الكبرى خلف الكواليس ،والذين هم اصدقاء لاسرائيل ،فانهم اليوم غير آبهين،او انهم يمنعون الشعوب من اقامة المظاهرات .
واجبنا تجاه القدس كبير جدا ،خصوصا في هذه المرحلة الصعبة من التاريخ،وماتتعرض لهمن حملات تشويه واعتقالات ،وظلم وقتل لابنائها القدس، هي قبلتنا وملتقى قيمنا وتجسد وحدتنا ومعراج رسالتنا انها قدسنا وقضيتنا وجهاد الفلسطينين، في سبيل تحريرها جهادنا ومسؤوليتنا ،ان الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، المظلوم يقتضي ان لايهنأ المسلمون في مطعم او مشرب،الى ان يكفوا عن اخوانهم واخواتهم ايدي الظالمين المعتدين .
ان قضية فلسطين ومن عنوانهاالمقدس، هو الاقصى الشريف قضية اسلامية عربية كما هي قضية فلسطينية، لابد من التأكد فيها على هذا البعد الديني الشامل .الاعلان حصل في شهر رمضان المبارك،شهر الوحدة بين المسلمين ،الذين يلبي اكثرهم نداء الحق، ويحلوا في ضيافة الرحمن متوجهين نحوه بالدعاء والابتهال ،موطنين انفسهم على القيام بالواجب ،وترك المحرم،وهل هناك اخطر واسوأ من احتلال القدس من قبل الصهاينة.. فلابد منا ان نلبي نداء الحق في هذا الشهر، يجب ان نوجه التحذير لكل القوى الكبرى بما فيها امريكا واسرائيل، بوجوب رفع يدها عن المستضعفين ويوم تثبيت حق المستضعفين، في الوجود والحياة يوم القدس يوم يجب ان تتحد فيه ضمائر الشعوب، ومن اهدافه ايضا هذا اليوم العالمي ،ليشعر الفلسطينيون بوقوف الشعوب الى جانبهم، لتعبر الشعوب عن ارادتها ورأيها، تجاه القضية الفلسطينية حتى تبقى هذه المدينة، مثل الشجرة الشامخة التي تتحدى جميع الفصول والعواصف والحرائق .
https://telegram.me/buratha