المقالات

عزيزٌ.. أبى ألا أن يكونَ العراقَ عزيزاً

1352 2019-05-11

حلا الكناني 

يرحل بنا التاريخ عبر محطاته، ويستوقفنا عند محطةٍ غاصت بمسافرين أودعوا قلوبهم عندها لتسافرَ بها حيث العزة، والشرف، وحيث الكرامة التي أبت إلا أن ترتدي ثوب الشهادة، والإباء، وكلما استقرت بها حيث إختها وجدوها تفيضُ عطاءاً، وصبراً على العاديات كبيراً.
تلك هي محطات آل الحكيم الكرام عند كل واحدة منها تجد النفوس حيارى في وصف حجم تلك التضحيات، وتلك القرابين الستينية التي اقتربت من مثيلاتها السبعينية لجدها الحسين عليه السلام، ولا عجب في ذلك لأنها ذرية بعضها من بعض.
ما دامت تلكمُ الأنساب شريكة الروح، و الهوى، ستجدها تنضح علماً، ولساناً صادقاً يميز بين الخبيث، والطيب، وإن كثُر الخبيث، وأعجبَ زُرّاعه، أولئك هم آل الحكيم، و عزيزهم الذي جاء يحمل على أكفّه أحلام موطنه العراق، ليستريح بها بين احضانه، ويضمّنها مسلة العزة، والصمود التي أودع فيها ذلك التاريخ العريق، لتكون منهاجا يسير على خطاه كل من رام الوصول الى حياة حرة كريمة.
انتهج عزيز العراق نهج آبائه الأولين، فراح ينسج نسيجاً ضمّ عراقاً بأكمله، ورسم لوحة امتدت بعمقها إلى حيث بابل، وآشور، وتلك الحضارات التي غذّت الإنسانية جمعاء علماً، ومعرفة، فاستوحى من الاهوار حرارة قلوب الامهات الثكالى، ومن سفوح الجبال قرابين سُيّر بها إلى مصيرٍ مجهول قضت فيه نَحْبَها، ومن ذراري الصحاري شهامة أبت ان تنحني ألا لربها، فصارت لوحة أشهر من الموناليزا في عمق تعبيرها، إنها لوحة اتقن الرسام صنعها لأنه رسم خطوطها من شرايين قلبه المثقل بالأسى على وطنه الجريح.
أراد عزيز العراق ان ينعم بلده بكل ما منّ الله عليه من نعمٍ شتّى، وأن يكسر قيود الظلم، والطغيان، ويقتل سلطان الفقر، والحرمان، ويخطّ بفكره النيّر مستقبلاً مليئاً بالنصر على الذل، والهوان، وآمن بأن ما كان للمولى عز، وجلّ ينمو، وما له من زوال، وأن القوة في الوحدة، والضعف في الفرقة، والانعزال، وأن الطائفية تنهش بجسد الأمة كما يفعل السرطان، وأن لا خير فيمن باع أهله بأرخص الأثمان، فاستشرف بذلك مستقبلا مهدوياً يحلّ في ناديه كل أمنٍ، وسلام.
جاهد أبا عمار في الله حق جهاده، حتى أتاه اليقين تاركاً وراءه مشروعاً عميقاً كعمق تضحياته، فأوصى بعراقه خيراً، ان لا تذل يا عراق، ولا تركع إلا لربك الذي جعلك حراً لا تُضام، واحذر شماتة الأعداء فإنها أشد من وقع الحسام، وخذ حذرك ان أنت أكرمت اللئام، وسارع الى الخير، واحتضن الكرام، فسلام عليك سيدي من عزيزٍ فارق الدنيا لا القلوب، وسلامٌ عليك من كريمٍ شقّ الى طريق الحق خير دروب، فنمْ قرير العين مبتهج الفؤاد، فإن عراقك لن يكون إلا كمثلك عزيزاً في أهله، شديداً على المعتدين حين النزال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك