المقالات

عزيزٌ.. أبى ألا أن يكونَ العراقَ عزيزاً

1244 2019-05-11

حلا الكناني 

يرحل بنا التاريخ عبر محطاته، ويستوقفنا عند محطةٍ غاصت بمسافرين أودعوا قلوبهم عندها لتسافرَ بها حيث العزة، والشرف، وحيث الكرامة التي أبت إلا أن ترتدي ثوب الشهادة، والإباء، وكلما استقرت بها حيث إختها وجدوها تفيضُ عطاءاً، وصبراً على العاديات كبيراً.
تلك هي محطات آل الحكيم الكرام عند كل واحدة منها تجد النفوس حيارى في وصف حجم تلك التضحيات، وتلك القرابين الستينية التي اقتربت من مثيلاتها السبعينية لجدها الحسين عليه السلام، ولا عجب في ذلك لأنها ذرية بعضها من بعض.
ما دامت تلكمُ الأنساب شريكة الروح، و الهوى، ستجدها تنضح علماً، ولساناً صادقاً يميز بين الخبيث، والطيب، وإن كثُر الخبيث، وأعجبَ زُرّاعه، أولئك هم آل الحكيم، و عزيزهم الذي جاء يحمل على أكفّه أحلام موطنه العراق، ليستريح بها بين احضانه، ويضمّنها مسلة العزة، والصمود التي أودع فيها ذلك التاريخ العريق، لتكون منهاجا يسير على خطاه كل من رام الوصول الى حياة حرة كريمة.
انتهج عزيز العراق نهج آبائه الأولين، فراح ينسج نسيجاً ضمّ عراقاً بأكمله، ورسم لوحة امتدت بعمقها إلى حيث بابل، وآشور، وتلك الحضارات التي غذّت الإنسانية جمعاء علماً، ومعرفة، فاستوحى من الاهوار حرارة قلوب الامهات الثكالى، ومن سفوح الجبال قرابين سُيّر بها إلى مصيرٍ مجهول قضت فيه نَحْبَها، ومن ذراري الصحاري شهامة أبت ان تنحني ألا لربها، فصارت لوحة أشهر من الموناليزا في عمق تعبيرها، إنها لوحة اتقن الرسام صنعها لأنه رسم خطوطها من شرايين قلبه المثقل بالأسى على وطنه الجريح.
أراد عزيز العراق ان ينعم بلده بكل ما منّ الله عليه من نعمٍ شتّى، وأن يكسر قيود الظلم، والطغيان، ويقتل سلطان الفقر، والحرمان، ويخطّ بفكره النيّر مستقبلاً مليئاً بالنصر على الذل، والهوان، وآمن بأن ما كان للمولى عز، وجلّ ينمو، وما له من زوال، وأن القوة في الوحدة، والضعف في الفرقة، والانعزال، وأن الطائفية تنهش بجسد الأمة كما يفعل السرطان، وأن لا خير فيمن باع أهله بأرخص الأثمان، فاستشرف بذلك مستقبلا مهدوياً يحلّ في ناديه كل أمنٍ، وسلام.
جاهد أبا عمار في الله حق جهاده، حتى أتاه اليقين تاركاً وراءه مشروعاً عميقاً كعمق تضحياته، فأوصى بعراقه خيراً، ان لا تذل يا عراق، ولا تركع إلا لربك الذي جعلك حراً لا تُضام، واحذر شماتة الأعداء فإنها أشد من وقع الحسام، وخذ حذرك ان أنت أكرمت اللئام، وسارع الى الخير، واحتضن الكرام، فسلام عليك سيدي من عزيزٍ فارق الدنيا لا القلوب، وسلامٌ عليك من كريمٍ شقّ الى طريق الحق خير دروب، فنمْ قرير العين مبتهج الفؤاد، فإن عراقك لن يكون إلا كمثلك عزيزاً في أهله، شديداً على المعتدين حين النزال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك