المقالات

ترامب يهين السعودية ؟!


محمد حسن الساعدي 

عند كل مناسبة أو لقاء يحضره الرئيس الأمريكي إلا وينهال على السعودية وملوكها وأمرائها بالسباب والشتائم،ويصرحها جهاراً نهاراً أننا نريد أموالهم لنحميهم من إيران، وفي كل اتصال بين ترامب وسلمان يتركز الحديث حول دفع الرياض ثمناً للحماية العسكرية التي توفرها لها واشنطن،ويمضي الرئيس الأمريكي بالقول أن السعودية دولة ثرية جداً، ونحن ندافع عنها ونقوم بحمايتها، وهي لا تملك سوى المال ، حيث تؤكد التقارير أن السعودية أشترت ما قيمته 450 مليار دولار وهذا ما لايمكن خسارته بالنسبة لواشنطن، وفي تجمعات مماثلة يؤكد ترامب أن السعودية ستسقط خلال يومين في حال تعرضت للهجوم من اليمن، وإنها موجودة بفضل وجودنا ووجود قواتنا على الأرض، وهنا لابد من تساؤل : لماذا يصر ترامب على توجيه الاهانة للسعودية على الرغم من طبيعة الشراكة القوية التي تربط واشنطن بالرياض ؟! 

العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية تستند منذ فترة طويلة على معادلة بسيطة ملخصها أن تقوم واشنطن بشراء النفط السعودي مقابل شراء الرياض السلاح الأمريكي مع توفير الحماية اللازمة في حال وقوع أي هجوم خارجي،إلى جانب كون الولايات المتحدة شريك اقتصادي مهم للسعودية، واكبر شريك تجاري لها في الشرق الأوسط ، لذلك فان السعودية لا تملك خيارات كثيرة في طريقة التعاطي مع واشنطن ، فإما افتعال الأزمات الداخلية للرياض ، وتفعيل الخلافات بين الأمراء ، أو القبول بالأمر الواقع ودفع "الإتاوات" . 

واشنطن تعودت سياسة أرضاخ الدول على سياستها ، وفرض الأمر الواقع على هذه الدول ، بل في فترة حكم ترامب الحالية ، عكست سياسة واشنطن تخلف واقعي ، في طريقة أرضاخ الشعوب ، مع وجود حكام خانقين بالأصل ، إلى جانب سعيها لتشكيل "نظام أمن إقليمي" بمشاركة دول الخليج وربما الأردن لمواجهة "الخطر الخارجي،" أي إيران؛ والذي لا يعدو كونه يأتي في سياق ابتزاز أميركي للمنطقة بمجملها. 

أن سياسة إسقاط الأنظمة، كإستراتيجية معتمدة أميركيا، هي إحدى تعبيرات الفشل الاستراتيجي الرامي لإخضاع النظم والشعوب ومواردها البشرية والمادية للسيطرة الأميركية. إلقاء نظرة سريعة على "تجربة" واشنطن في أفغانستان، كعنوان للاحتلال والهيمنة، يشكو الأفغان من شح الاستثمارات لتحسين الأوضاع الاجتماعية: عدم بناء مدارس أو مستشفيات، بل لم تشهد البلاد شق طرق حديثة إلا بما يخدم انتشار وحركة القوات الأميركية ذاتها ، وغيرها من الدول التي دخلتها واشنطن ، وسيطرت على مقدراتها ، لذلك فأن البيت الأبيض بسياسته الهوجاء لايمكن له آن ينجح بسياسته والتي لم تجلب سوى الخراب والدمار للمنطقة ككل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك