المقالات

أعمى يدله كلب


ثامر الحجامي

إعتذرت صحيفة " نيويورك تايمز " عن نشر كاريكاتير يصور الرئيس الامريكي " ترامب " أعمي، على رأسه القلنسوة اليهودية، ممسكا بطوق على شكل نجمة داود، يطوق رقبة كلب مرشد على صورة نتنياهو، لإعتبار كثيرين له إن الرسم معاد للسامية، لكنه صور الحقيقة الواضحة، وهي إن أمريكا تسير عمياء خلف إسرائيل. 

على الجانب الآخر؛ وخلاف للأعراف الدوبلوماسية المتعارفة، وبإساءة واضحة لمشاعر ملايين المسلمين، تتجاوز السفارة الأمريكية في بغداد، على السيد علي الخامنائي الذي يمثل مرجعا ورمزا لملايين الشيعة في العالم، بإفتراءات وأكاذيب باطلة، أعطت تصورا واضحا، عن دور السفارة الأمريكية في العراق، وممارساتها الإعلامية التخريبة وبثها الإشاعات المغرضة والهجمات المنظمة ضد رموز المسلمين ومرجعياتهم المقدسة. 

تشهد المنطقة صراعا محتدما بين محورين، أحدهما الجانب الامريكي مدعوما بدول إقليمية في مقدمتها إسرائيل، ضد المحور الآخر متمثلا بجمهورية إيران الإسلامية، وتحاول الولايات المتحدة جاهدة كسب هذا الصراع بطرق مختلفة، أهمها الحصار الإقتصادي المفروض على الجمهورية الإيرانية من طرف الولايات المتحدة، ومحاولة جر العراق بشتى الطرق في أن يكون العراق طرفا في هذا الحصار، مع إنها تعلم عدم قدرة العراق على ذلك، لكنها تحاول أن تجعل الساحة العراقية، أرضا للمعركة مع الجانب الإيراني. 

على ذلك تحاول الولايات المتحدة أن تكون حملتها الإعلامية والسياسية والإقتصادية، منطلقة من الإراضي العراقية لإعتبارات كثيرة، منها محاولة العراق أن يكون بعيدا عن الصراع الدائر في المنطقة وان لا يكون في أي طرف من محاوره، والعلاقات المتينة التي تربط العراق حكومة وشعبا مع الجمهورية الإسلامية، إضافة الى حجم التبادل التجاري الكبير بين العراق وإيران الذي يؤرق الولايات المتحدة، وتحاول ان توجد الأسباب والأعذار لمهاجمته وإجهاضه، حتى لوكان على حساب مصلحة العراق وشعبه. 

حرص العراق على حياديته وعدم أنجراره الى سياسية المحاور، لايعني سكوته عن التجاوزات التي تصدر من أرضه تجاه هذا الطرف او ذاك، وعلى الجميع ان يدرك هذه الحقيقة، وإن الحرب الاعلامية الامريكية ضد ايران لا ينبغي ان تتجاوز الخطوط الحمر وتسيئ الى المرجعيات الدينية، رغم ان الجميع يدرك ان السفارة الامريكية لديها جيوش من الاعلاميين والمدونين، لا عمل لهم سوى ضرب ثوابت وقيم المجتمع العراقي ورموزه الإسلامية، التي أفشلت الكثير من المخططات الاسرائيلية، ووقفت بوجه المشروع الامريكي – العربي الذي جلب الدمار والخراب الى الامة. 

مجرد رسمة كاركاتير لقادة سياسيين، أعتبرت مخالفة لحرية التعبير التي يتشدق بها الغرب، فليس منطقيا أن يرى المسلمون إعتداء صارخا على رموزهم ومقدساتهم، دون أن تكون هناك ردة فعل ، ربما يدفع ثمنها ترامب الأعمى وكلبه المرشد " نتن ياهو ". 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك