أحمد كامل
يقفون تباعاً ، ينتظرون دورهم ، وفي كل يوم يتقدمون خطوةً للامامِ نحو مقصلة الحرية ، انها مقصلة الموت ، وعتلتها بيد إعرابيٍ متعجرف لايعرف معنى للرحمة ، ينطقُ آيات القرآن بلسانهِ المعقود لكنه يقفزُ بقراءتهِ عندما يصل إن الله غفورٌ رحيم ! لان الرحمة كلمة غريبة عن قاموسه ، وهو يسوق العشرات الى مقصلة الموت لا من اجلِ ذنبٍ سوى ممارستهم لابسط حقوقهم كما يمارسها كل انسان على وجه الارض وحسب طقوسه ، دون اعتراض من حكوماتهم بل بالعكسِ الدولة هي من تضمن وتأمن كل الوسائل المتاحة في سبيلِ ممارسة شعوبها لطقوسها الدينية او غيرها ، لكن في مملكة آلِ سعود يريدون من الاحساءِ والقطيفِ عبيداً لهم طائعين لأوامرهم متنازلين عن ابسطِ حقوقهم .
أسسوا مملكتهم لتكون سجناً حصيناً ، المخالفة فيه لأوامرهم هي جريمة يحكم عليها قانونهم بقطعِ الرقابِ دون رحمة ، عدالتهم لا تعرف شيء عن قوانين العقوبات سوى الحكم بحزِ النحرِ ،، صفات توارثوها من أسلافهم وهم يحكمون على التهمة دون دليل كما عمل بها معاوية من ذي قبل ، ينظرون للاحساءِ والقطيفِ بعينِ الغضب والقسوةِ ،، لم يعرفوا يوماً معنىً للتعايش السلمي بين ابناءِ الوطن الواحد .
ففي لحظاتِ صمتٍ اعلامي لم يستطع ان يصل صوته الى مسامعِ المجتمع الدولي الغارق في احلامٍ اليقظة وسط الكوارث والمجازر التي تدور حولهم في ماينيمار ونيجيريا ودول افريقيا وغيرها من الابادات الجماعية ، حُكِمَ على 37 مواطناً من اهلِ الاحساءِ والقطيفِ بالاعدامِ ، والاسباب كالعادة هي ممارستهم لطقوسهم او محاولة لاحياءِ مناسباتهم الدينية ، فأهل الاحساءِ والقطيف لم يقتلوا احد ، ولم يعتدوا على احد ، ولم يرفعوا شعارات عنصرية ، ولم يقطعوا شوارعاً ، وصلت اوراقهم امام قاضي المحكمة والذي تعودَ ان يرفض قلمه كتابةَ حكمٍ غير الاعدام ،، الموت يطرق الابواب في الاحساءِ والقطيف ،لايميز كبيراً ولا صغيراً ، ان حكم الاعدام بات امر حتمي للجميعِ ، فقط انها مسألة وقت لا اكثر وكل شيء ينتهي ، وسط صمت دولي رهيب يعتاش على نفطِ آل سعود .
https://telegram.me/buratha
