المقالات

الشيخ الخاقاني والشهداء.. ملاحم لا تنسى

1605 2019-04-24

رحيم الخالدي 

ليس مخفيا عنا كيف بدأ تشكيل الحشد المقدس.. فتلك الفتوى التي أطلقها المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، بعد أن وصلت الأمور الى حافة الهاوية كانت لحظة مفصلية. 

كان لابد من منقذ للعراق، يأتي بجيش يستطيع صد هذه الهجمة الشرسة، التي أنتجتها المخابرات الأمريكية، بتمويل خليجي، رافقها فتاوى تكفيرية وهابية، الذي أحل كل شيء أمام هذه المجاميع، التي تم إستدعائها من أصقاع العالم، فكان الحشد الشعبي المقدس، الذي أنهى الأسطورة التي هدد بها مشايخ التكفير . 

التشكيلات تجمعت بلمح البصر بعد الفتوى، والتوزيع جاء وفق المعرفة بالقيادات، واضعين الثقة بهم وبحنكتهم في إدارة المعركة والفوز بالنصر المؤزر. 

جاءت الإنتصارات متسلسلة واحدة تلو الأخرى، مما أزعج أمريكا وحلفائها، وبالخصوص مموليها.. ومن ورائهم أسرائيل هذه الغدة السرطانية، التي زرعتها دول الإستكبار العالمي في وسط العرب. 

الإنتصارات المتحققة من تلك المعارك، التي خاضتها القوات الأمنية والحشد بالخصوص، لم تأتي دون دماء طاهرة، حيث توجت تلك الدماء إنتصارات لا يمكن تحققها لولا الحشد وعزيمته على الإنتصار، وهذا أعطى حافزاً لباقي القوات الأمنية، وتعاضدها بالتعاون العالي، فكان إنتصار يستحق أن يسجله التاريخ بأحرف من ذهب، لكن كان هنالك تقصير حكومي.. 

عوائل الشهداء لم يراعوا بشمل صحيح، مما وَلّدَ إستياء لديهم، فهل يهمل من ضحى بدمه؟ ويكرّم من زَوَّرَ الشهادات وجلس على كرسي داخل المنطقة الخضراء ! 

الشهيد المجاهد الشيخ كريم الخاقاني، كان قائد فرقة الإمام علي "صلوات ربي وسلامه عليه"، الذي لبّى نداء المرجعية، وهو أستاذ في إحدى حوزاتها، لم يترك عوائل الشهداء الذين قاتلوا بين يديه ونالوا الشهادة، فيزورهم بين الفينة والأخرى متفقداً إياهم باذلاً كل ما يستطيع في سبيل بقاء العائلة مكتفية بقدر الإستطاعة، وهذا يحتاج الى عدد أكبر، لان المهمة ثقيلة، فكان أحد مبادراته تأسيس مؤسسة ترعاهم، فكانت "المؤسسة الخيرية لرعاية عوائل الشهداء والجرحى" التابعة لفرقته اللبنة الاولى .

لثقل المهمة وعظمة مشروعها، كان لابد من إختيار شخص يشهد له في الإدارة والتفاني، فوقع الإختيار على أحد أمراء الألوية (أبو سجاد)، الذي وقع على عاتقه مهمة صعبة مع الشح المالي، الذي يعاني منه العراق وقت ذاك، حيث كانت الحكومة التي يترأسها العبادي في حالة تقشف.. لابد من وجود ممول لهذه العوائل، مع ما تجود به أيدي الميسورين وهم كثر، مما إهتدى مدير المؤسسة، الى عرض فكرة تبني أبناء الشهداء بكفالتهم، من قبل أؤلئك الذين يرجون رضا ربهم، بهؤلاء الذين ينتظرون سماحة الشيخ الخاقاني، ويعتبرونه أباهم بعد فقدان والدهم . 

طرح الفكرة من قبل (أبو سجاد)، عن طريق مُعَرَفٍ خارج العراق، لاقى قبول كثير من المتبرعين، فمنهم من يرسل معونات عينية، وآخر يرسل ملابس، وغيره أجهزة كهربائية وغذائية إضافة للاموال، حيث وصلوا لدرجة أقل من الكفاية بقليل. 

ما يثير العجب أن إمرأة ضريرة بعد سماعها تلك المبادرة، جاءت للعراق وأصرت مقابلة أؤلئك الأيتام، وتجلس معهم وتسألهم وتبكي لفقدان أحبائهم! حيث تكفلت هذه المرأة عشرة أيتام بكامل متطلباتهم، من المأكل والملبس والسكن . 

البرنامج الثابت منذ البداية ليومنا هذا، سلة غذائية لا تقل عن عشرة مواد، وحسب قاعدة البينات التي يتم تفقد هذه العوائل، وهنالك سلة رمضانية من أربع وعشرين مادة، إضافة لكسوة الأعياد والموسم الدراسي، والقرطاسية والحقائب والزي المدرسي، مع زيارات مستمرة لمدارسهم للإطلاع على مستواهم الدراسي. 

لم تقف عند هذا الحد بل تم جمعهم بمدارس أهلية، لضمان تدريسهم بأعلى مستوى، ولم يكتفوا بل تم ابلاغهم بالذهاب لأسواق، والتسوق وفق بطاقة تم تسليمها لهم، وشراء ما يحتاجون لهم دون الإلتزام بسقف معين . 

بعض العوائل لا تملك دار للسكن، وهؤلاء تم شراء قطع أراضي لهم، وصل العدد لـستين بيت بين بناء وترميم، وفق أحدث المواصفات التي تليق بأسر الشهداء.. لكن ما يحز بالنفس أنه ليس هنالك ممول سوى ميسوري الحال، والوقف الشيعي في محافظة النجف، مع إنعدام التمثيل الحكومي لهؤلاء الأُسر، وكان المفترض من الحكومة أن تقوم بواجبها إتجاه عوائل المضحين، الذين بذلوا مهجهم في سبيل تحرير العراق، من براثن الارهاب التكفيري المتمثل بداعش، ومن ورائهم البعث وخلاياه التي تغلغلت في كل مفاصل الدولة . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك