الدكتور عباس الأسدي
حباه الباري النبوغ منذ نعومة اظفاره، حتى انه تصدى للمرجعية وهو بمنتصف الاربعينات من عمره الشريف، وكان يقرأ، ويلقي العلوم على طلبة الحوزة، وعلى مريديه، وعلى عامة الناس، ويفتي، ويؤلف ما يفتح الأبواب المغلقة، او ما يحيطه الغموض من موضوعات شائعة بين الناس.
يصعب ان تجد حديثا يدور بين جماعة دون ان يكون له الدور الأكبر فيه، ويصعب ان تجد بيتا من دون ان يكون لواحد من كتبه مكانا فيه، ولا تجد باحثا، او مثقفا دون ان يكون قد تأبط اقتصادنا، او فلسفتنا، او الأسس المنطقية للاستقراء، وغيرها، ولكن للأسف كان ذلك في سبعينات القرن المنصرم، وبعد هجمة البعث اللعين عليه، وعلى الإسلام بوجه عام، ولكنه يستقر في ذاكرة الأجيال، ويؤثر في الوعي الإنساني، وحين تتصفح الذاكرة العراقية تراه شاخصا يدعوك بروحه السمحة الى الغوص في سيرته العطرة وما تعرض له من صعوبات، وضغوط، ومحن، وقتل على يد أبشع شخص، وابشع نظام.
سيدي محمد باقر الصدر، لن تموت، فذكراك عطرة، ومؤلفاتك باقية، وطلبة البحث يتناولون ما سطرته بالدراسة الاكاديمية، وتأثيرك دائم، وليست مصادفة ان يسقط النظام، ودكتاتوره بنفس تاريخ اعتداه عليك، فما زلت عنوانا ساميا، وستبقى رمزا للأجيال.
https://telegram.me/buratha
