سميرة الموسوي
الحشد الشعبي في دلالة وجوده الأسمى يتجلى آية من آيات الله في الآفاق وفي أنفسنا ، فقد إنبثق إقتحاما، وتضحية ،وجودا بالنفس من رحم إنسانية الإنسان في أدق وأخطر موقف تهددت فيه الحرية والحق والعدالة والكرامة ، والسلام الوطني ، والإقليمي ، والعلمي .
ومولد الحشد الشعبي في لحظة إقتحامه الحياة بالفتوى الباذخة ثراء التلاحم الإنساني كان واجب الوجود من أجل إيقاف وإبعاد إرادة التوحش المستهدفة تدمير الوجود بمقوماته الانسانية .
والحشد الشعبي بهذا المفهوم الحقيقي ضرورة تاريخية إنسانية في أسباب وجوده وكيفية تبلوره المضمخة بدماء آلاف الشهداء وبالفتوى الفريدة المتفردة المستوعبة لكل عناصر الحفاظ على الانسانية بمفهومها الحر الكريم العادل .
وتأسيسا على ذلك فإن ..
ـ الحشد الشعبي هو تجليات الإرادة الإنسانية الكريمة لهذا الزمان متسددة باللطف الإلهي لكي تتناسل دلالات وجوده وتستمر لتكون منارا ، ونبراسا ، وفنارا لكل إنسان مؤمن بأن الحياة بكرامة ، وبمكارم الأخلاق هي إرادة ربانية ( ولقد كرمنا بني آدم ) .
ـ والحشد الشعبي بدأ من رحم العراق بعد أن تهيأت أسباب ومسببات وجوده ، فهو إذن الطريق الذي على الاحرار أن يسلكوه لأنه طريق الحق الموحش لقلة سالكيه .
ـ والحشد الشعبي حقيقة وواقع متلازمان لا مناص منه لكل أحرار العالم حيثما كانوا للدفاع عن حرية وكرامة الشعوب .
ـ والحشد الشعبي تكوين إنساني ضروري يقوم ضابطا حتميا لأية قوة من القوات المسلحة وفي أية دولة لكي لا تكون القوات المسلحة هراوات باطل بيد الحكام ضد شعوبهم وضد شعوب العالم .
ـ والحشد الشعبي بهذه الحقائق ضروري الوجود في أية دولة تريد وضع حدود إنسانية لأية قوة من قواتها المسلحة وتحريرها من الإرادات التي تتحكم برسم سياسات حركتها .
ـ فالحشد الشعبي هو قوة الحق والحرية والعدالة والكرامة المتلابسة مع القوات الأخرى بمختلف إختصاصاتها ضد إرادات الاعتداء والهيمنة والاستعمار ، ومصاديق أسباب ضرورات وجود الحشد الشعبي تتجلى في إفتقاد قوات الدول العظمى لحشد شعبي بمواصفات الحشد الشعبي العراقي وإشعاعاته حيث يتحكم الحكام بتلك القوات المسلحة التقليدية فيظلمون بها الشعوب تحت مسميات وذرائع مختلقة وإدعاءات شتى وكما نرى ذلك في إعتداءات حكام أمريكا على دول العالم ومنها العراق ، وكذلك الكيان الصهيوني في إحتلاله لفلسطين وغيرها وبدعم مالي وإعلامي ونشاط حكومي من بعض الحكام الخنوعين الاذلاء .
ـ والحشد الشعبي ليس قوات مسلحة بالسلاح المعروف وإنما هي وبالتوازي قوات مسلحة بالإيمان والحق والكرامة والعدالة ، وإن السلاح التقليدي ليس سوى آلات يجب أن تحركها تلك المباىء وهي التي ترسم مسارها .
ـ والآن نفخر بأن حشدنا الشعبي غير موازين القوى في العالم وفرض معايير حديثة ، وأضاف مراتب جديدة للعراق بين دول العالم .
هذه رؤية الاحرار لقوى الحق والحرية والعدالة والكرامة .
وما النصر إلا من عند الله .
* سميرة الموسوي - كاتبة عراقية
https://telegram.me/buratha
