المقالات

الشهيد القائد الذي يبحث عنه الجميع..!


الدكتور علي رمضان الاوسي..لندن

 

في الذكرى السنوية 16 لاستشهاد شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم (رض)

بين الواقعية والمبدئية في العمل السياسي في مسيرة شهيد المحراب رؤى حاذقة ومواقف شجاعة  فالمبدئية  لديه  كانت تعني الحفاظ على أسس ومتبنيات الفهم الديني للأشياء  بينما شكلت  الواقعية في مسيرته الشريفة  التعامل المرن  في اطار القدرة والمصالح  ودرء المفاسد.

فالقائد الناجح هو من يقدر ان يفكك او يمزج بينهما كيف ومتى؟  وبذلك حقق الشهيد  ظواهر سياسية رائعة في الألفة والانسجام والوحدة الوطنية و شمولية الاطار التنظيمي المعارض :

1- التوازن بين التحرك الاجتماعي والاهتمامات السياسية الكبرى:

فقد أولى شهيد المحراب (رض) اهتماماً كبيراً للمشاريع الاجتماعية التي تسهم في رفع المعاناة أو تخفيفها عن كاهل العراقيين في المهاجر آنذاك سواء في الجوانب الصحية أو الأسرية أو العشائرية وغيرها الكثير. هذا الى جانب المسؤوليات الجسام التي تحملها شهيد المحراب في مواجهة ومقارعة طغيان ودموية النظام الصدامي الاستبدادي الظالم.

وبهذا التوازن استطاع (رضوان الله عليه) أنْ يؤسس لعلاقات وقيم سياسية رائعة أبرزها انصاف الأمة وتحمل معاناتها وقد شجع ذلك على تنمية هذا الأفق في التعامل مع هموم الجماهير الاجتماعية من أجل المضي في طريق الخلاص من الدكتاتورية فلم ينعزل عن تلك الهموم وكان في قلب كل تلك التحولات الاجتماعية والسياسية معاً.

2- النظرة الواقعية تجاه مكوّنات العمل السياسي العراقي بغض النظر عن هويتها الدينية أو القومية او العرقية وغيرها، فقد حظي العلمانيون العراقيون باهتمامه والتنسيق المباشر معهم للخلاص من الطاغية وبناء الوحدة الوطينة، كما كان يتعامل مع المتدينين في الوقت نفسه. وكذلك حظي الكرد والتركمان بذات الاهتمام الذي حظي به العرب العراقيون، ولم تحرم الاقليات الدينية من ذلك الاهتمام والتنسيق العملي، وشواهد ذلك كثيرة وواسعة بعدد هذه المكوّنات واكثر.

3- الاسلام إطاراً لوحدة الشعب العراقي، والوحدة طريق خلاص الأمة:

استهلم (رضوان الله عليه) من القيم الدينية السماحة والتعايش مع الآخر والتعاون من أجل البناء الانساني والوطني وتعزيز لحمة هذه المكوّنات كيفما كانت ما دامت تشترك في مصير واحد تتحرك نحوه. باعتبار ان الوحدة فيها عزة وكرامة هذا الشعب والأمة عموماً وبغير الوحدة سوف يواجه الجميع مصائر مجهولة ومستقبلاً غامضاً، وقد بذل جهوداً عظيمة في هذا الطريق الوحدوي من أجل الخلاص من الدكتاتورية ومن أجل بناء مستقبل واعد لهذه الأمة وشعبه العراقي الذي عانى الويلات.

بعد دخوله العراق:

إنّ شهيد المحراب قبل ان يدخل العراق كان خطابه واضحاً وشمولياً، كان يخاطب العراقيين بكل مذاهبهم وقومياتهم واديانهم وهذا المعيار يعتبر أساساً مهماً لتأسيس الوحدة في العراق. وأكد ومضى عليه كذلك بعد دخوله العراق سنة 2003.

يقول الشهيد: (الوحدة فوق الاختلاف، واننا دعونا الى الوحدة الاسلامية ووحدة العراق شعباً وأرضاً وحكومة).

ويقول: (لابد ان نتوافق على ان لا تتـزعزع هذه الوحدة بعد ان زعزعها النظام البائد وان الجرائم المرتكبة ... يقوم بها أزلام النظام وهناك أيد غريبة تعبث في أوساطنا).

فمسؤولية الشعب العراقي هي:

1- رفع شعار الوحدة الاسلامية والعمل لها.

2- كشف المندسين والمتسللين.

3- الوقوف بوجه الفرقة والانقسام بحزم.

كان الشهيد يخشى على وحدة العراق واستقلاله وحرية أهله، ومصالح الشعب وثرواته، ويعتبر الأمة القوة الضاربة، ويدعو بشكل حاسم الى الوحدة الوطنية. كان يركز على مفهوم الأمة في كل أعماله وتحركه السياسي والديني.

لقد بات الشعب العراقي  اليوم يبحث عن هذا الشهيد الكبير  وفكره النير ليخلصه من ازماته ويبلسم جراحه . رحمه الله قائدا فذا لم ينأ ولم ينعزل بنفسه عن مصالح شعبه والامه  واماله وتطلعاته حتى قضى شهيدا في محراب عبادته وسط ابناء شعبه مضمخا بدم الكرامة والشرف.

( لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها نزلا من عند الله وماعند الله خير للابرار)

مركز دراسات جنوب العراق

1 رجب 1440

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك