المقالات

الأحادية السياسية والأحادية الحزبية..!


طيب العراقي

 

أول أمس كنت أتابع لقاء متلفز، لزعيم الحزب الإسلامي العراقي أياد السامرائي، لم أخرج من متابعة هذا اللقاء، إلا بحصيلة واحدة لا غير، وهو أن السياسة باتت لعبة الخاتم "المحبس"، تتداوله أياد محددة فحسب!

 سنحاول في هذه المقاربة؛ الأجابة على سؤال ملح وكبير مؤداه: هل يمكن أن نبني عملية سياسية ناجحة، ونقوم باصلاح سياسي حقيقي، في أحضان البيئة السياسية القائمة الان في الساحة العراقية؟!

الحقيقة؛ وللإجابة على هذا السؤال، فإن من المفيد الإشارة؛ الى أن هناك فهم خاطيء، لمسألة السيادة المقلقة للأحادية على واقعنا السياسي، والأمر لا يتعلق بالحكومة، أو بقية مؤسسات الدولة، ولا بهيمنة جماعات سياسية بعينه؛ على مقاليد الأمور فقط، وإن كان ذلك مظهرها الأكثر تجسيدا.

لكن الأحادية السياسية باتت منهجا، بدى وكأنه متأصل في الحياة السياسية العراقية، فالواقع وأينما تدلف في ميدان من ميادين العمل السياسي، تجده ماثلا أمامك في شكل زعيم لحزب سياسي، يمسك كل خيوط العمل السياسي والحزبي بإحدى يديه، وباقي أعضاء حزبه، أتباع أو مريدين ليس إلا..اليد الأخرى وهي اليمنى عادة؛ تركها حرة ليملأ بها جوبه وجيوب محاسيبه ومحازيبه، بالمنافع والأمتيازات وطبعا بالأموال!

 الأحادية السياسية؛ باتت الطابع الرئيس للحياة السياسية العراقية، وهو طابع يتسع وينمو بإضطراد، في بيئة تغيب فيها الأطر الديمقراطية في الحياة الحزبية الداخلية، فالقادة السياسيون"قادة" مدى الحياة، لا خلف لهم ولا تبديل، اللهم إلا أحد أولادهم!

في البنية التنظيمية للأحزاب العراقية، فإن أبرز مظاهر الأحادية السياسية، يتجسد في القيادة التأريخية للحزب الفلاني، المتمثلة بمجموعة تجمدت على تاريخها، وعلى دورها في التاسيس، وعظت على ذلك بالنواجذ، فيما الأجيال الأخرى وممنهم شباب الحزب، مطلوب منهم الولاء والسمع والطاعة فقط،والهتاف:علي وياك علي!

على  الصعيد الوطني، إن صح التشخيص الطبي، فإن مرض الأحادية السياسية يتمظهر بشكل حاد؛ في القرار السياسي، الذي أحتكره "نفر" من "القادة" السياسيين، يعدون على أصابع اليد الواحدة، يمكن ان نشخصهم بالثلاثة الكبار ومعهم الرابع الأقل حجما، الذين وضعوا أحزابهم وكتلهم خلف ظهورهم، وعملوا ويعملون كل منهم على قاعدة، " أنا الذي أرى، وأنا الذي أقول، وأنا الذي أقرر"، وهي قاعدة مستنسخة عن الأنظمة الشمولية الديكتواتورية الفردية، لكن بالقسمة على ثلاثة!

ما وصفناه ليس تجنيا أو إبتكارا أو وضع لعربة أمام حصان، لكن المتابع يجده فاشيا في أسلوب إدارة المؤسسات الدستورية، وفي إدارة القوى والأحزاب السياسية،وخلاصة القول؛ وقد إنتهينا من تحديد مرض قاتل، يندرج تحت باب الأمراض السياسية، هل لنا من سبيل للإصلاح السياسي؟!

قبل الإجابة على هذا السؤال، نحاول الكشف عما إذا كان الساسة من أوحديي زمانهم، راغبين بالإصلاح السياسي، لا سيما وأن المشهد معقد بالمصالح، وأن وضعنا الراهن بكل تعقيداته، وصلنا اليه بشق الأنفس، وكان المخاض عسيرا، ولذا فإن الإخطاء كثيرة، ومع أننا جميعا نشخص، بإن الحاجة للإصلاح السياسي، هي حاجة وطنية وضرورة حياتية للعراقيين، إلا أنهم يعودون بنا في كل مرة الى المربع الأول؛ مربع الذات والفئة والحزب، والطائفة والمكون والقومية.

ليس هناك من كلمة سواء يتفقون عليها، نعم يتفقون على وجود الخلل، ويختلفون على تشخيصه، ومن ثم يختلفون بالنتيجة، على الوصفة الطبية للعلاج، لأنهم يعرفون أن العلاج سيؤدي الى بترهم، كسرطانات نامية خارج الجسد الوطني.

قال الثلاثة ومعهم رابعهم الأصغر للشعب؛ إنّا أربابكم فأعبدونا..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك