المقالات

الفيليون والعمل السياسي الحزبي..الواقع وظروف البدايات..!


طيب العراقي

 

لعل واحد من الميزات التي يمتاز بها الفيليين قبل عام 2003،  أنهم لم يؤسسوا أحزابهم السياسية الخاصة بهم؛ على أساس مكوناتي او قومي، كما فعلت ذلك باقي القوميات والمكونات العراقية، فالعرب العراقيين أسسوا أحزابا قومية عديدة، كحركة القوميين العرب، والأشتراكيين العرب، وحزب البعث العربي الأشتراكي، كما أسس التركمان عديدا من الأحزاب والحركات الخاصة بهم، فيما جميع الأحزاب الناشطة في كردستان العراق، كان التوجه القومي حاظرا في تشكلها، وبضمنها الحزب الشيوعي الكوردستاني، الذي لم يرتبط بالحزب الشيوعي العراقي.

يقف وراء هذا الواقع أسباب عديدة بعضها موضوعي، وبعضها الآخر بنيوي، موضوعيا؛  فإن مستوى مشاعر الأنتماء الوطني لدى الفيليين كان وما يزال مرتفعا، إذ لم يفكر الفيليين بأوضاعهم خارج الأطار الوطني، ولطالما نظروا الى مصالحهم الخاصة المشروعة كمكون عراقي، من خلال مصلحة العراق والعراقيين،.

بنيويا؛ فإن تماهي الفيليين مع باقي المكونات، وعمق تأثرهم وتأثيرهم بسائر العراقيين، وإندكاكهم بالهم الوطني، فضلا عن إمساكهم بالحلقات الأقتصادية الأهم في العراق، كانت عوامل دفعت باففيليين، الى ان تتوزع إهتماماتهم السياسية على الأحزاب العراقية بمختلف توجهاتها، القومية والوطنية والدينية، كما أن خيرة النخب الفيلية من السياسيين، اختارت العمل مع الأحزاب السياسية العراقية والكوردستانية، لاعتبارات كثيرة؛ يأتي في مقدمتها المشاعر العميقة لدى الفيليين، ولاسيما البغداديين منهم بكونهم جزءاً من الشعب العراقي، واندماج الفيليين في بغداد وفي محافظات الوسط والجنوب، بالمجتمع العراقي العربي.

راهنا؛ فإن ظاهرة تشكيل منظمات ومؤسسات وأحزاب سياسية فيلية في داخل العراق وخارجه، حدث استجد في أوساط الفيليين في السنوات الأخيرة، أي قبيل سقوط النظام الدكتاتوري في العراق بقليل، وأتضحت الصورة بشكل أكثر وضوحا بعد السقوط، وعلى ذلك فهي ظاهرة ليست متجذرة في الواقع الفيلي،؛ إي لم تأت في سياق نمو الوعي السياسي للنخب الفيلية في العراق قبل التهجير، كما أنها لم تلد في صلب معاناة الفيليين، في منافي البلدان القريبة والبعيدة بعد الهجرة والتهجير.

كما يعزى فشل الفيليين في تشكيل أحزاب سياسية قوية تمثلهم، إلى افتقار معظم النخب الفيلية في الداخل والخارج، إلى رصيد فكري وإلى تجارب عملية ملموسة؛ في العمل السياسي على صعيد المكون الفيلي، إذ أن جميع المؤسسات والجمعيات التي أنشأها الفيليون؛ منذ أربعينات القرن الماضي حتى بداية عام 2003،  إنما تندرج ضمن المؤسسات الخيرية والأنسانية والمنظمات ذات النفع العام، أي ما يطلق عليه الآن بمنظمات المجتمع المدني، التي لا ترقى إلى مستوى الأحزاب السياسية.

راهنا ايضا، فإن هناك صعوبة بالحديث عن عن مكاسب جوهرية، حققتها الأحزاب والتنظيمات الفيلية، على اختلاف توجهتاتها، وتتسم أوضاعها بالغموض والمطلبية؛ بل والسطحية في أحيان كثيرة، وجميعها وبلا إستثناء؛ لم تلامس الأهداف الأستراتيجية التي يجب أن تصل لها الأمة الفيلية.

 لم تبلور القوى السياسية الفيلية؛ سياسات ناجحة في تعبئة الرأي العام الفيلي، ولم تستطع تعبئة الشباب بشكل خاص، بل في واقع الأمر تعاني تلك القوى، وبدرجات متفاوتة من عزلة واضحة عن جمهور الفيليين، فضلاعن إفتقارها الى برامج محددة المعالم؛ تشكل مناهجا يعتد بها للعمل السياسي الفيلي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك