المقالات

التسقيط والتسقيط المقابل.....عامل من عوامل هدم البنية الإجتماعية

1732 2019-01-05

عبد الكريم آل شيخ حمود

 

من الواضح والبيَّن في العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والجماعات في أي بيئة صالحة؛ هو سيادة روح المحبة والتفاهم وعدم الانجرار وراء أساليب التسقيط،لأن تسقيط الآخر من شأنه أن يهدم القواعد الصحيحة للمجتمع الواحد وتشرذم البنية الأساسية التي أمرت بها جميع الأديان السماوية عموماً والدين الإسلامي بوجه خاص ؛ فالقرآن الكريم حافل بالنصوص القرآنية التي تحث على نبذ التسقيط ،ومن مصاديق هذا التسقيط هي الغيبة والبهتان التي تعد من أشد الأمراض الاجتماعية شيوعاً بين الناس.
خطاب المرجعية الدينية في خطبة الجمعة الفائته كان واضحاً ، حيث وضع النقاط على الحروف في هذا الصدد ؛بعد إستشراء ظاهرة التنابز بالالفاظ في الإعلام المرئي والمسموع على اوسع نطاق ،والمحرك هو حب الأنا والظهور بمظهر المتمكن؛ فكل طرف يريد أن ينتصر لرأيه عند طريق كيل التهم والنقائص للطرف الآخر.
الإعلام المزيف والموبوء شارك مشاركة أساسية في إشعال فتيل التوترات بين الأطراف المختلفة في طروحاتها السياسية،فكل حزب بما لديهم فرحون ،حتى لو جانب الحقيقة وسار عكس التيار ، فالسائد في جميع الحوارات والنقاشات على القنوات الإعلامية هو بروز مفهومي الجدل والمغالطة في النقاش والحوار،والإبتعاد عن الأسلوب الأمثل والانجع وهو طرح الدليل العقلي والبرهاني على مائدة الحوار لإثبات صحة أي من الآراء والأفكار المطروحة.
الدعوة إلى الحوار الهادف والاقناع بالتي هي أحسن، قد تكون مع العدو في معنى من المعاني وكما أوضحه المولى عز وجل في كتابه الكريم ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
النحل ١٢٦.
يجب أن تشدد القوانين الرادعة في محاسبة الذين يرمون الناس بما ليس فيهم،لان الوازع الديني والأخلاقي قد يفسر عند البعض ضعفاً،فلا جدوى من التوجيه والارشاد عند الذين أصروا أن يسيروا وفق أهوائهم ويحكموا على الآخرين بدواعي النيل منهم وانتقاصهم ،وهتك مروئتهم في أعين الآخرين فقد جاء في الأثر عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام):
من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط من أعين الناس، أخرجه الله عز وجل من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك