عبد الكريم آل شيخ حمود
من الثوابت الوطنية في السياسة الخارجية العراقية أن الدولة العراقية اخذت على عاتقها مسؤولية تبني الدفاع عن الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على الأرض الفلسطينية وعدم الانجرار وراء الحلول المشبوهة التي تعطي للكيان العنصري الغاصب الحق في العيش على أرض ليست ملكه، بل وفق وعد بلفور المشئوم في الثاني من نوفمبر ، إضف إلى ذلك أنه جاء وفق متبنيات إستعمارية نتيجة ضروف دولية وإقليمية بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية لصالح دول الحلفاء المنتصرة في هذه الحرب الكونية،وتم تشكيل خارطة الشرق الأوسط على أساس المصلحة الاستعمارية لا مصلحة شعوب وأمم المنطقة.
تسريب تصريح وزير خارجية العراق محمد علي الحكيم،الذي أعطى الضوء الأخضر للاعتراف الضمني بدولة الكيان الصهيوني العنصري الغاصب ،تحت إطار حل الدولتين الى الإعلام وفي هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ المواجهة،يحمل بعداً خطيراً ويؤطر لمرحلة جديدة تنعكس على سياسة العراق الخارجية ،لإضعاف خط المواجهة التقليدي مع الدولة العبرية،لما يتمتع به العراق من ثقل قومي معروف.
لا نريد أن ننتظر ردود الفعل الشعبية،وانما المطلوب هو استدعاء الوزير العراقي تحت قبة البرلمان وأمام نواب الشعب العراقي،وليقل الشعب العراقي ممثلا بنوابه قولته وإسكات الاصوات النشاز التي تحاول جر العراق الى الوقوف في صف المؤامرة الإمبريالية لتضييع حق الشعب الفلسطيني في العودة وبناء دولته على ترابه الوطني وحقه في تقرير المصير.
الصحيح والواضح ، هو أن التصريح الاخير لوزير الخارجية محمد علي الحكيم،جاء متزامنا مع الحراك السياسي الأمريكي لترتيب أوراق المنطقة وفق الرؤية الأمريكية وسعيها الحثيث لردم الهوة بين الكيان العنصري الغاصب والدول العربية لتهياة الظروف المواتية في إنشاء حلف عربي تحت المظلة الأمريكية وتأمين أمن إسرائيل بعد أضعاف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور الممانعة والمقاومة،الذي أخذ على عاتقه الصمود والوقوف بوجه المخططات المشبوهة ، وترجيح المواجهة على جميع السيناريوهات الاستسلامية وتضييع حق الشعب الفلسطيني المظلوم.
https://telegram.me/buratha
