عبد الكريم آل شيخ حمود
منذ الإحتلال الأمريكي للعراق قبل خمسة عشر عاماً ، والولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة الى ربط مصير الشعب العراقي بمصالحها وإستراتيجيتها المعلنة في المنطقة الحيوية من العالم ، ذلك بتشكيل حلف عربي أمريكي ينضوي تحته الكيان الصهيوني ، فيما يعرف في الأدبيات السياسية بمشروع الشرق الأوسط الكبير ؛ لما يتمتع به العراق من ميزة جيوسياسية ترشحه ليكون خيارها الأول في إنشاء قواعد عسكرية جوية وأرضية تلعب دوراً محورياً في أي صدام عسكري بين عناوين هذا الحلف من جهة ومحور الممانعة والمقاومة الذي رأس حربته الجمهورية الإسلامية الإيرانية من جهة أخرى.
يبدوا إن المعطيات على الأرض والحراك الأمريكي المحموم تسَّلِم بهذا الأمر ، فالزيارة السرية لترامب الى قاعدة عين الأسد الجوية والتي تعد إحدى أكبر القواعد الجوية في غرب العراق والقريبة من الحدود السورية ، وقبلها سحب القوات الأمريكية من سوريا وتمركزها في العراق ، وتصريحات ترامب حول بقاء القوات الأمريكية في العراق ، التي هي رسائل يبعثها ترامب الى الحكومة والأحزاب السياسية العراقية لترتيب الأوضاع العراقية ووفقاً لما تريده إدارة ترامب وفريقه المتطرف.
الأوضاع التي تريدها حكومة ترامب من الحكومة العراقية هي الإسراع بحل الحشد الشعبي وتحجيم دور فصائل المقاومة الإسلامية إلى أدنى مستوى؛لأن الأراضي والأجواء العراقية سوف تكون تحت تصرف القوات الأمريكية تحت شتى الذرائع،منها أن العراق قد وقع على إتفاقية الإطار الاستراتيجي مع الجانب الأمريكي في 2008 التي تعطي الحق بالتواجد العسكري للقوات الأمريكية تحت ضروف معينة،وكلنا يعلم أن أمريكا تخلق الضروف المعينة هذه للتواجد العسكري متى ما شاءت إرادتها،بل إرادة اللوبي الصهيوني لتحريك الأحداث وفق معطيات جديدة على الأرض.
الشيء الواضح هو أن إدارة ترامب لا تريد تكرار الفشل الذي طغى على سياسات الإدارات الأمريكية السابقة ،بل لديها جملة من المخططات التي ربما يتفاجأ بها العالم.
https://telegram.me/buratha
