المقالات

مسؤولية إدارة الدولة... بين المصلحة العليا والمصلحة الضيقة

995 2018-12-23

عبد الكريم آل شيخ حمود

 

من البديهيات في العمل السياسي ، هو ترجيح المصلحة العليا للوطن والشعب على أي مصلحة ، لان الوطن والشعب يمثلان المفهوم الكلي وما عداهما من عناوين فردية أو إثنية،تندرج ضمن المفهوم الجزئي؛فالمسؤول السياسي في الدولة ، مهما علت مرتبته وموقعه يبقى الخادم على مصلحة الوطن وكذا مصلحة المواطن ،الذي هو القيمة العليا وعلة وجود الدولة ككيان قائم.
من هنا فقد تترتب على العامل في الحقل السياسي مسؤلية أخلاقية غاية في الخطورة ؛فهو المخول والراعي في أموال الشعب ،وصونها يعتبر أحد أركان العقد الإجتماعي بينه وبين من وضعه في دكة المسؤلية وهو عموم الأمة ؛ هذا في النظام الديمقراطي الذي اختاره الشعب العراقي بعد التغيير الكبير في التاسع من نيسان عام 2003.
ولنا في عهد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لعامله على مصر ، الصحابي الجليل مالك الاشتر ،خير دليل على المستوى العالي والخطير من المسؤولية؛فالإمام عليه السلام الذي أرسى قواعد المسؤولية السياسية ؛يعتبر الأول بعد رسول الإنسانية صلوات الله وسلامه عليهم ،في وضع نظام سياسي متكامل يخدم عموم البشرية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فحكومة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام،هي المعيار والأسوة الحسنة لأي متصدي لرعاية مصالح الناس على إختلاف توجهاتهم الدينية والاجتماعية؛لنفتبس أهم فقرة من فقرات كتابه عليه السلام:
(وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطإ ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ، فإنّك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك ! وقد استكفاك أمرهم ، وابتلاك بهم) 
والاحساس بالمسؤولية وإستشعار خطورتها لدى المسؤول الأول في البناء الهرمي للدولة، يحتم التشديد على المادون والمراقبة ، بل حتى زرع العيون لمعرفة مستوى الأداء السياسي وترجيح المصلحة العليا على المصلحة الآنية للفئة أو الحاشية التي تحيط حول المسؤول.
ومن البديهيات في القوانين الوضعية هي مقولة "إن الناس متساوون أمام القانون" فلافرق بين الحاكم والمحكوم أمام القانون، فاطلاق الناس يبعث برسالة إلى المسؤول أولا بأنه مواطن قبل كل إعتبار،سوى المسؤولية الاعتبارية التي وضعته خادماً وساهراً واميناً على مصالح البلاد والعباد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك