المقالات

الشباب .. طاقات كبيرة لكنها مبددة 

1125 2018-12-11

فؤاد الطيب 


يعتبر العراق من الدول الفتية , من حيث نسبة سكانها الفتية التي تصل إلى 65 % من العراقيين الشباب ، والذين لا تزيد أعمارهم عن 40 سنة ، ونظرا لسلسة الحروب التي عانى منها العراق خلال العقود الماضية , والتي تراجعت خلالها قدرته الاقتصادية , وغابت البنى التحتية ، فانه بحاجة لإعادة بناء شاملة ، ويقينا أن هذه المسؤولية الكبيرة مناطة بفئة الشباب ، إلا أن الأمر ليس سهلا أمامهم لتولي تلك المهمة , ما لم يتم بنائهم بناءا وطنيا وعقائديا صحيحا ، وإبعادهم عن التأثيرات المدمرة للمجتمع . 
وفي ضل المتغيرات الهائلة في عالم العولمة , وسرعة التطور التكنولوجي والمعلوماتي الواسع , الذي بدا بضخ ملايين الأفكار والآراء الجاهزة والنظريات المختلفة الأهداف والمآرب , مما يجعل شبابنا اليوم بأمس الحاجة إلى من يرعاهم , ويأخذ بأيديهم ويسلط الضوء عليهم , بهدف حمايتهم من الانزلاقات الفكرية الخطيرة , والتي يمكن أن تغير مسار حياتهم إلى منحدرات نخسر بها أبناءنا , وتلك هي مهمة الفئات الأكبر عمرا، من الآباء والمربين وأصحاب الخبرة والتجارب العميقة لإعادة بوصلة شبابنا إلى مكانها الصحيح , الأمر الذي سيحقق توازنا في المعادلة السليمة لعراق المستقبل . 
ورغم ما يدور اليوم في الساحة الاجتماعية العراقية , من فوضى فكرية غير مستقرة , إلا إننا نرى الكثير من النشاطات الناجحة والمتميزة التي تبناها نخبة من الشباب , كان من بينها نشاطات إنسانية وخدمية تبناها عدد من فرق الشباب المتطوعين , على مستوى مساعدة الفقراء , أو حملات التنظيف بالمدن والأحياء , وحملات ازالت مياه الأمطار التراكمية من الطرقات , وغيرها من الجهود المثمرة الذاتية , فضلا عن البرامج الثقافية والتعليمية . 
ويمكن لهؤلاء الفتية العراقيين , أن يجعلوا من العراق بلدا فتيا بطاقاتهم الشابة , وقدرتهم على تغيير واقع الحياة المتردي لمجتمعنا , إذا ما تم استثمارهم بالصورة الصحيحة , لتحقيق جميع فرص التنمية الشاملة في مجالات الاقتصاد والتربية والتعليم والخدمات العامة والبرامج التطوعية الكبيرة . 
لذا نتمنى على جميع المسؤولين في الحكومة والمعنيين في شؤون الشباب , الأخذ بايدي أبناءنا , وحمايتهم من الانزلاقات الخطيرة , وإبعادهم من جميع مغريات الحياة التي غررت بالكثير منهم , وأدت إلى ضياعهم وخسارتهم , وفقدان مستقبلهم , والعمل وفق برامج مدروسة وعلمية , للاستفادة من طاقاتهم في البناء الحقيقي في تنمية المجتمع العراقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك