المقالات

العلاق مرة أخرى 

1064 2018-11-14

فؤاد الطيب  

عجت وضجت والتهبت واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية , والأقمار الصناعية , وأسواق الخضرة , وسوق القصابين والباعة المتجولين , وماسحي زجاج السيارات بالإشارات الضوئية , وعمال مساطر البناء , والأطفال من باعة أكياس النايلون بالأسواق , والذين يفترشون الأرصفة ليلا بلا غطاء ولا مأوى , ويشحذون في النهار , والذين يبحثون عن لقمة عيشهم في أكوام القمامة وبقايا طعام الأغنياء , ,, أعود للقول , هؤلاء جميعا شبعوا ضحكا وعجوا بالتندر والارتجال والسرور , عندما سمعوا تصريح السيد علي العلاق , محافظ البنك المركزي العراقي , وراعي أموال العراقيين , خلال استضافته وطلته الجميلة علينا , في مجلس النواب العراقي بجلسته الثالثة عشرة , حينما أعلن بلا وجع قلب أن 7 مليار دينار عراقي قد تعرضت للتلف الكامل والتام , بسبب أمطار وقعت على الأراضي العراقية عام 2014 , لكنه عاد مرة أخرى ليؤكد ويطمئن العراقيين الطيبين , بأن المبلغ لم يكن عشرة مليارات , لا لا لا أبدا بل انه سبعة فقط . 
وتأتي هذه المصيبة , مباشرة بعد سابقة طباعة السيد علي العلاق اسمه على الأوراق النقدية العراقية من فئة 1000 دينار ، والتي أثارت ضجة بين خبراء العملة , والتي لم نصحوا منها حتى الآن ، ولعل تصريح النائب احمد الصافي ، عن استغرابه من ( واقعة ) تلف 7 مليار دينار , من خزائن البنك المركزي، ليؤكد انه ( لم يحدث أن تتلف عملة دولة بهذه الطريقة ) , ورغم احتجاج السيد العلاق على عدم إمكانية تصديق هذه النكتة العجيبة , التي تنص على اختفاء المبلغ دون أثر والتعذر بالأمطار والسيول , والتي أضحكت العالم علينا وحتى من يعيشون بكوكب الشمس والقمر , إلا أن الأمر قد وقع وانتهى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . 
وما يؤكد ذلك هو تصريح للسيد صالح ماهود مدير عام الإدارة المالية في البنك المركزي العراقي لوكالة ( دواڕۆژ ) إن حادثة تلف العملة قد وقعت في العام 2014 وقيمة المبالغ التالفة بسبب مياه الأمطار 7 مليارات و500 مليون دينار وغرقها كان قضاء وقدر , ونحن ليس أمامنا سوى أن نحمد الله على كل قضاء وقدر . 
حقيقة لا املك أي خبرة في مجال تخزين الأموال , وكيفية حفظها في البنوك , لكني لا اعتقد انه من السذاجة أن يقوم خبراء العملة في البنك المركزي العراقي وعلى رأسهم السيد العلاق , بتخزين مبلغ بقيمة سبعة مليار دينار بطريقة يمكن أن تنال منها مياه الأمطار والسيول ببساطة , إلا إذا كانوا قد خزنوها بكراتين البيض الغير مغلفة بالنايلون السميك الخاص بحفظ العملة , ووضعه تحت السلالم مثلا , أو تحت مسقفات السيارات , طبعا , مثل هذا الأمر لا يمكن حدوثه لان الأموال عزيزة , وحرص السيد العلاق لا يسمح له بتبديد ثروة وتلفها بسبب سيول الأمطار , ولا ادري فالأمر يحتاج إلى ( صفنه ) طويلة لمعرفة الإجابة عن سؤال , كيف تبخر مبلغ السبعة مليار دينار دون أن يترك أثرا وراءه ؟ 
نحن نعيش في بلاد العجائب والغرائب وكل شيء يمكن أن يحدث , وقد شهدنا الكثير من المفاجآت التي لا يتوقعها حتى المجنون , لكني انهي كلامي واترك الباقي لأصحاب الدعابة , يلة خيرها بغيرها ....

 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك