المقالات

نحو لجنة تحضيرية للمؤتمر العالمي للفيليين..


طيب العراقي

لا تُذكر الأمة الفيلية إلا وتحضر الى الأذهان، مسيرة الآلام التي عانتها هذه الأمة المظلومة، إذ أن الفليلي وعلى الرغم من حيويته الفائقة، وتطلعه الوثاب نحو الحياة، لكنه يعيش وبشكل دائم، مع كم هائل من الشعور بالحيف والظلم المتراكم..

قصة المظلومية الفيلية؛ لم تنتهي بإنتهاء الحقبة الصدامية، التي كان عنوانها الأبرز إضطهاد الفيليين العراقيين، فهي قصة تحولت الى رواية طويلة؛ بفصول مفتوحة النهايات، لا سيما بعد التجاهل المتعمد، من قبل شركاء الوطن لمظلوميتهم، التي تصور كثيرون أنها انتهت بزوال نظام صدام، الذي كان قد توصل الى حقيقة خبيثة لكنها ساطعة، وهي أنه أذا أستطاع تحطيم الوجود الفيلي في العراق، فإنه يضمن السيطرة على العراقيين جميعا، نظرا لما يمثله الفيليون من، همزة الوصل اللذيذة، والآصرة القوية بين مكونات الشعب العراقي ..

لا يكفي أن نضع القاتل في السجن، أو يحكم بإعدامه إذا ما قتل بريئا عمدا، فالعدالة الحقيقية لا تقف عند هذا الحد، وهي إن لم تذهب الى إنصاف ذوي المقتول؛ وتعويضهم عن ألم فقدهم القتيل، الذي كان عضوا نافعا فاعلا في مجتمعهم، فتلك يمكن أن نطلق عليها العدالة الناقصة..

ركون المظلوم الى الدعة واليأس والقنوط، أحد علامات إنتصار الظالم، وقبول المظلومين بالمظلومية وتعايشهم معها كواقع لا يمكن الفرار منه، إحد أهم علامات تحقيق الظالم لأهدافه، والظالم البعثي الصدامي نجح نجاحا باهرا في هذا الصدد، وإن غاب عن مسرح السياسة والسلطة اليوم..

لقد كان هدفهم إجتثاث الأمة الفيلية من العراق، وتذويب أبنائها أما خارج العراق في المنافي، أو داخل العراق بإمتصاصهم في المجتمعات العراقية المتنوعة، ونجحوا الى حد كبير في تحقيق هذا الهدف الأستراتيجي، وها هي الأمة الفيلية توشك أن تطمس معالمها، وسوف لن ننتظر طويلا إلا ويتحول أسم الفيلي الى تراث!

الحاجة إذأً ملحة جداً الى أن يلحق الفيليون أنفسهم، بعدما أهملهم النظام الجديد، وأن يستعيدوا كينونتهم ووجودهم، ولن يتأتى ذلك بتدبيج المقالات والأحاديث والمدونات، وإن كان ذلك أمرا مندوبا على طريق التوعية بمخاطر التذويب، لكن ذلك بحاجة الى عمل منظم وواسع ومثابر، تقوم به الفعاليات الأجتماعية والوجودات المجتمعية والسياسية الفيلية، وأن ترتب أوضاعها وفقا لآليات التعبئة المتعارف عليها، كي يستعدوا وضعهم ومن ثم الإنطلاق نحو إستحصال وإنتزاع حقوقهم المغصوبة، التي تكاد أن تهدر الى الأبد، على مسرح الصراعات السياسية التي تحول الفيليون  فيها الى وقود..

وعلى الرغم من وجود جود سابقة لدعوتنا هذه ،إلا إنها دعوة لتشكيل لجنة تحضيرية من المتصدين للعمل الفيلي العراقي، من الذين يحملون الهم الفيلي بين أضلاعهم، كي يتم التحظير الى مؤتمر عالمي للفيليين، يضع العالم  والعراق دولة وشعب، والفيليون أنفسهم أيضا، إزاء مسؤولية إستعادة الأمة الفيلية لحقوقها، ولدورها الحضاري المغيب في العراق، مؤتمر تشارك فيه القيادات الفيلية داخل العراق وخارجه، ويحظى برعاية رسمية من الدولة العراقية برئاساتها الثلاث، وبدعم من القوى السياسية العراقية جميعا، لتثبت أنها مع الحق الفيلي المغيب، ولتزيح عن كاهل هذه الأمة المقهورة، شعورها الدائم بالحيف والخذلان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك