المقالات

لعنة الاكتفاء. والرياح الهوجاء ..!

1805 2018-11-11

مصعب ابو جراح


الاكتفاء الذاتي ( Autarky) أو الاقتصاد المغلق Closed Economy يقصد به أن يعتمد بلد ما على إمكانياته الخاصة للحصول على احتياجاته من السلع الاستهلاكية والاستثمارية، بهدف التقليل من مستوى التبعية السياسية والاقتصادية للدول الأخرى وبالتالي تحقيق درجة أعلى من الاستقلالية في قراراته ومواقفه الدولية والداخلية. الاكتفاء الذاتي لايعني بأي حال من الأحوال وقف أو قطع التبادل التجاري مع الدول الأخرى وإنما إعداد وتأمين شروط وظروف داخلية وطنية لتحقيق ربحية أعلى للتبادل الاقتصادي عبر قنوات تقسيم العمل الدولي وذلك رغبة منه في تنمية الإنتاج المحلي كميا ونوعيا. بالتالي تحقيق مستوى إشباع نوعي وكمي أعلى لاحتياجات المواطنين الاستهلاكية والاستثمارية. من جهة أخرى يؤدي هذا الوضع الجديد إلى ارتفاع مستوى الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية بشكل عام. كل هذه التحولات لا تحدث تلقائيا ولابد من بذل الجهود المكثفة والحثيثة من جميع الوحدات الاقتصادية، أفرادا ومؤسسات وعلى كافة المستويات، ضمن أجواء الديموقراطية والشفافية الاقتصادية، السياسية والاجتماعية.
وهذا ما حصل في الفترات السابقة بعد ان كان العراق يعتمد اعتماداً اساسيا على ما ينتج من معامله ,واراضيه الزراعية لتغطية حاجة السوق المحلية من أي سلعة يحتاجها ,لكن بعد عام 2003 اضمحلت الصناعة في العراق والزارعة ايضاً واصبح العراق من بلد منتج الى بلد مستهلك فقط.
واكبر دليل على هذا بعد ان كان العراق يصدر التمر الى الخارج اصبح وبقدرة قادر يستورده ,والمحاولات اليائسة من الحكومة لحماية المنتج المحلي بتشريعها قانون حماية المنتج الوطني لسنة 2015من خطر الاندثار بائت بالفشل والسبب, حيتان الفساد الذين هم متغلغلين بكافة مفاصل الدولة الذين اذا استلموا مكان عاثوا فيه فسادا واعتبروه مغارة علي بابا, واكبر المصائب التي تحصل حالياً متى ما اعلنت أي وزارة او مؤسسة او مديرية الاكتفاء الذاتي من حاجة معينة الا وحصل هناك مطب او نكبة ارجعتها الى ما دون الصفر ومنها ما حصل عند اعلان الاكتفاء الذاتي من مادة السمنت بعد فترة قصيرة تم اغلاق معمل سمنت ام قصر الذي يغطي حاجة السوق المحلية في المحافظات الجنوبية.
ومن المصائب التي حصلت خلال هذه الفترة النفوق السريع والغير مسبوق لألاف الاسماك في البحيرات الصناعية الممتدة على نهر الفرات دون معرفة السبب الرئيس وراء الذي حصل ,فقط بعد ان اعلنت دائرة الثروة السمكية اكتفاء العراق من الاسماك.
ويعتبر هذا اكبر دليل على ان هناك ايادي خفية تريد بالعراق السوء سواء من داخله ,او من خارجه كي يبقى العراق يدور في دوامة الاستهلاك لا الانتاج ختاما يامن تعتبرون انفسكم ابناء العراق رفقاً به واجعلوه يتبوأ منصبه بين الدول المجاورة 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك