حيدر الرماحي
يدفعنى في ذكرى تاسيس المجلس الاعلى الى ان اسطر بعض الحروف عرفانا لذلك العنوان الذي برز وانبثق في وسط كان لا يسمح بأي حراك سياسي معارض، ورغم ذلك كان هذا الاسم معلقا في اذهان الجميع، كمفخرة وامل قادم لتغيير الواقع.
قد لا نختلف في ظروف التاسيس الواقعي للمجلس الاعلى موصوفا آنذاك بـ"الثورة الاسلامية" الا انه كما عرفنا في التاريخ سيرة المناضلين لا تنبثق في ظروف اليسر والرخاء والحرية ، وانما تنطلق لتغير واقع برمته، هكذا هو المجلس الاعلى رفع راية الحرية في وقت اريد للشعب العبودية ورفع عنوان الجهاد في ظروف القتل والتمثيل، واعلن المعارضة الصريحة من الداخل وعلى الحدود في زمن الديكتاتورية،
واذا ما قارنا ظروف اليوم بالامس سنجد اليوم ان المعارضة السياسية لاي نظام في المجتمع الدولي نجدهها تشهد رعاية دولية خصوصا اذا ما تعلق الامر بحجة حقوق الانسان ، اما بالامس القريب فقد كانت المعارضة التي قادها المجلس الاعلى وعلى يد شهيد المحراب (قده) ورفاقه شهدت حصارا وممانعة دولية مطلقة سوى موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية التي وفرت كل الجهود لدعم المعارضة العراقية والدفاع عن الشعب العراقي كجزء من الامة الاسلامية فضلا عن الترابط الكبير بين الشعبين، وكانت الثقة بالنصر الالهي والايمان بالبعد الغيبي والتوكل على الله لدى قيادة المجلس هي السمة البارزة في ظل الكابوس الجاثم على العراق وسلطته الحديدية المدعومة من قبل الاستكبار العالمي.
ومر المجلس الاعلى بهزات كبيرة بعد التحول السياسي في العراق بعد 2003 ذلك التحول الذي حدث كثمرة لجهود سنين طوال وحراك كبير لتغيير وجهة ورؤية المجتمع الدولي، تلك الهزات لو كانت حدثت لكيانات اخرى لانتهى ذكرها ، وابرز تلك كان رحيل رئيسه السيد محمد باقر الحكيم (قده) شهيدا وفي ظروف حالكة لكن تلك الثلمة الكبيرة ما برحت حتى استمرت المسيرة.
وفي ظل ذلك بدات مرحلة عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم(قده) الذي تحمل على عاتقه رعاية الدولة وتغيير مسارات المجلس الاعلى نحو البناء والتنظير السياسي بعد ان انطوت مرحلة الثورة، وهكذا الحال حتى وفاته.
وهكذا مر المجلس الاعلى بمرحلة تغيير المبادئ وانعطافة في الرؤية نحو استقطاب افكار حداثوية وتمدين المبادئ انسجاما مع متطلبات الظهور والكسب الجماهيري ، انتج ذلك انشقاقا داخليا استمر لسنوات ليكون معلنا بعد ذلك، كسب المجلس الاعلى في ذلك الانشقاق الحفاظ على ثوابته والتمسك بمبادئه، ووضوح اهدافه، وحافظ على موقعيته ومحوريته، وبقيادة جهادية علمائية مؤمنة بتقديم الخدمة من اي موقع معلنة الوفاء والثبات على العهد.
https://telegram.me/buratha
