المقالات

الحسين في الوجدان الكردي

1362 2018-09-26

 

ريزان حدو - عفرين المحتلة 

 

 

( إن الشعوب المستضعفة والمظلومة والمغصوب حقها لابد أن تتخذ من نهضة الإمام الحسين عليه السلام القدوة التي يجب أن يقتدى بها .... المهاتما غاندي ) 

لعل ما قاله غاندي يصح أن يكون مدخلا" مناسبا" للحديث عن العلاقة بين ثورة الإمام الحسين و الكرد .. 

فأكثر من يفهم ثورة الإمام الحسين وعظمتها هم من تعرضوا للظلم والخذلان ، 

ومن يتبنى نهج الحسين عليه السلام فعليه أن يدافع عن المظلومين . 

و من نافل القول أن كرد عفرين تعرضوا و مازالوا لظلم كبير على يد الاحتلال التركي و أدواته من الجماعات الإرهابية ، و لعل ما يزيد في مظلوميتهم أنهم يقتلون و يبادون ماديا و معنويا ، فإضافة إلى عشرات المجازر و الانتهاكات ( خطف - تعذيب - حرق للأشجار و المحاصيل - مصادرة الممتلكات ) التي ارتكبت بحقهم و التي ترقى لمستوى التطهير العرقي ، تبرز مظلومية أخرى أكثر إيلاما في انقسام المجتمع الدولي و شخصيات دينية و سياسية و إعلامية و أحزاب و منظمات بين صامت متجاهل لتلك المجازر ، و بين مرحب بها ، و داعم لها عبر تزوير الحقائق و فبركة أحداث و قصص و فتاوى ( عفرين لايوجد فيها جوامع و الكرد ملاحدة ) .. و أخبار لتبرر مجازر حصلت و لتمهد لمجازر مستقبلية ، تماما كما تم تزوير الكثير من الكتب التي تحدثت عن مآساة الحسين و آل البيت سلام الله عليهم ، ( أَوَ كان عليّ يُصلّي؟!!! ) 

و فبركة أخبار و قصص عن الحسين و مشاريعه و طموحاته الشخصية مهدت لمآسي تعرضت لها عائلة الحسين ، ومن بعدها كل الأمة تعرضت لمآسي وويلات . 

و هذا ما ذكره الزعيم الكردي عبدالله أوجلان ( لقد قتلوا أحفاد النبي محمد المحببين إلى قلبه كثيراً ، قتلوا سيدنا الحسين بأفظع الأشكال وحشية ) . 

و في ذات السياق نقل عن الكاتب الإيرلندي جورج برنارد شو قوله : ( ما من رجل متنور إلا وعليه الوقوف وقفة إجلال واحترام لذلك الزعيم الفذ ، الذي وقف تلك الوقفة الشامخة أمام حفنة من الأقزام الذين روعوا واضطهدوا أبناء شعوبهم ) 

و يعتبر عام 61 للهجرة تاريخ ولادة أول ثورة هادفة لمنع استخدام الدين لتحقيق مآرب شخصية و هذه الفكرة أوردها الكاتب انطوان بارا في كتابه الحسين في الفكر المسيحي : ( إن ثورة الحسين كانت أول ثورة سجلت في تاريخ الإسلام ، وفي تاريخ الأديان السماوية الأخرى ) 

 

ماورد أعلاه يفسر سبب انتشار أسماء الحسين و علي بين الكرد ، و يوضح العلاقة بين الإمام الحسين و الكرد ، فهي علاقة وجدانية صادقة و لربما فريدة من نوعها . 

 

الحسين عند الكرد رمزا للمظلومية ، 

ووالده أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب رمزا للشجاعة و القوة ، و يستدل على ذلك بقول ملاي جزيري ( ملا أحمد جزيري ) الكاتب و الشاعر الكردي و الشيخ الصوفي ( لو عادتني الدنيا كلها وكان علي فقط ظهيري لكفاني ذلك ) 

الثورة الحسينية ... ثورة ضمير الأديان ( محبة الله و محبة الناس ) فالحسين تعلم من والده أن الناس صنفان إما أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق . 

و من أروع ما ورد عن الحسين جوابه عندما سئل عن سبب بكائه يوم معركة كربلاء ( أبكي على هؤلاء سوف يدخلون النار بسبب قتلي ) ، و لعلنا في هذا الوقت أكثر ما نحتاج إليه في المنطقة عموما و في سورية خصوصا إستذكار مثل هكذا مواقف لما لها من أثر إيجابي تهذيبي ترويضي لأنفسنا المشحونة بثقافة الحقد و الانتقام . 

 

عظم الله أجورنا و أجوركم في مصاب الحسين .. 

و في عصر الجنون الذي نعيشه يصح أن نقول : 

عظم الله أجوركم و أجورنا في مصاب إخوة لنا في الدين 

عظم الله أجوركم و أجورنا في مصاب نظراء لنا في الخلق 

سلام الله على الحسين ... 

سلام الله على كل مظلوم محروم 

سلام الله على كل من يسعى لتحقيق السلام ...سلام يعيد للإنسان إنسانيته .. و يصوب بوصلته نحو علة وجوده في إعمار الأرض بحب و أمن و سلام 

 

سلام الله على كل من عرف طريق الحق و السلام .. و سلكه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك