المقالات

حروب خداع وتزييف حقائق


قال معروف الرصافي:" أصبحت لا أقيم للتاريخ وزناً, ولا أحسب له حساباً, لأني رأيته بيت الكذب ومناخ الضلال, ومتجشم أهواء الناس, إذا نظرت فيه كنت كأني منه, في كثبان من رمال الأباطيل قد تغلغلت في ذرات ضئيلة, من شذور الحقيقة". 

تأريخنا العربي مليء بالأباطيل, كذبٌ في كل حدث إلا ما ندر, فصراعٌ حول الحكم والسيطرة, يجدُ له الساعون, ألف حجة وحجة, كي يُظهروا محاسن حكمهم ومساوئ غيرهم, ذلك عميل ونحن وطنيون, ذلك تابع, ونحن نبغض التبعية, ونحن مسلمون ومن حكموكم مرتدين, منطلقات ليست حقيقية, يستهدفون من خلالها, الشعوب المغلوب على أمرها. 

لو أخذنا مثالاً على ذلك, الحكم العباسي وما استغله من دعاية, للسيطرة على الحكم, فقد اتخذ شعاراً يسلب اللب, ويجعل المستمع متعاطفاً معه, ناقماً على بني أمية, لما اقترفوه من جرائم, ضد آل بيت الرسول, صلوات ربي وسلامه عليهم, وما ان استتب لهم الأمر, حتى عاثوا في الأرض فساداً, وبحق أحفاد الرسول "ص", قتلاً وتنكيلا, سماً وتهجيرا, حتى وصل الأمر إلى عدم التصريح بالنَسَب. 

استمر الحال كل تلك القرون, وظهرت المذاهب كلٌ على هواه, أو ما اجتهد به, إرضاءً لولي النعمة الحاكم, ترسخت الأفكار باختلاف رؤيتها, واختلطت المفاهيم على عامة الناس, وقد ورد في الأخبار, عن الصادق عليه السلام, انه قال لأحدهم, عندما سأله: " فلاناً قد اجتهد خلاف ما تذهبون إليه, فرد الإمام عليه السلام:" الحق بَيِّن والباطلُ بَيِّن, فمن تبعهُ تَبعه ومن تبعنا تَبعنا". 

وَصل التأريخ لعصرنا الحديث, مليء بالمغالطات والأكاذيب, ناهيك عن تزويق الشوائب, فدين الخالق واحد, والرسول واحد والقرآن واحد, فما وجه الخلاف بين المسلمين؟, إنها الاجتهادات والتملق, والمصالح الشخصية, والخوف من سيف الحاكم, في قول الحقائق, الذي تدعمه فتاوىً ظالمة مُظِلة. 

اتخذ بعض ممتهني السياسة, دين الباري عز وجل, سُلَّما لتحقيق مراميهم, فظهرت الحركات الإصلاحية زوراً وبهتانا, وكانت أوضحها الحركة الوهابية, تلك الحركة التي نمت وترعرعت, في نجد برعاية بريطانية, لتؤهل تأسيس دولة موالية للغرب, تعترف بالكيان الصهيوني. 

أرض الجزيرة تلك الأرض, التي ولد فيها رسول الإنسانية, ليكون رحمة للعالمين, سيطر عليها الشذوذ الفكري, بكل ما أوتي من قوة, دولية مستعمرة, وقبلية لا تعرف من الإسلام إلا اسمه, فأخذت بتكفير كل من لم يعتقد بفكرها. 

أصبحت ارض الجزيرة, مرتعاً للفكر الشاذ, تبعتها دول الخليج, لتثبيت حكمها والحفاظ عليه من الزوال, إلا أن ظهور حركات أخرى, كحزب الإخوان المسلمين, أثار معضلة بين دول العرب, مع توافقهما على إرهاب المخالفين لهم. 

ربيعٌ عربي باسم الإسلام, مدفوع من الجانبين, طال مصر واليمن, وسوريا وليبيا, ولكنه طالَ بلدان الغرب, فانقلب السحر على الساحر, فحُلِبَت دولة بني سعود, وحوربت قطر!. 

قال الروائي العربي الجزائري:" الكذب في بلادنا ليس استثناءً، ولكنه من فرط التكرار, صار يشبه الحقيقة", فهل تفرق الشعوب العربية, بين الكذب والحقيقة؟. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك