المقالات

العراق وإقتراب النصر الناجز


سلام العامري

حَدَثَتْ حُروبٌ كثيرةٌ, منذ بدء الخليقة, قسم منها بأسباب تُعتَبَر تافهةً, لا تعتمد على أُسُسٍ إنسانية, رغبات ونزاعات شخصية, كان من الممكن حلها, بدون إراقة للدماء, بينما كان القسم الآخر بأسباب منطقية, ذات بعدٍ إستراتيجي, أو مساس بعقيدة واضحة المَعالِم.

عِندَ نهايةِ كل حرب, تكون النتيجة إنتصار أحد الطرفين ألمتنازعين, لتبدأ صفحة جديدة, بالصُلح أو الهُدنَةِ غيرِ المُحَدَّدَة, فإما أن تستمر, ليعيش المتقاتلون بوئام, أو يعاود أحد الأطراف الكَرَّة, ليُثيرَ ما قَدْ تَمَّ طَمْرُه, هذا ما يجري في أغلب الحروب التي جرت.

قد تستمر الحروب أياماً أو شهوراً, أو تمتد لأعوام طوال, كحرب "ألقُرم" من عام 1853- 1856م, مدينة بيريك أبون تويد, على الحدود بين الإنكليزية الاسكتلندية, بين روسيا وانكلترا, لم تتوقف الحرب فيها لغاية عام 1966م, كونها لم تدخل ضمن معاهدة السلام.

هناك حرب دامت يوماً واحداً, لكنها مستمرة ليومنا هذا واقعياً, تلك هي واقعة كربلاء, حيث خرج ألحُسَين عليه السلام مع عِيالهِ من الجزيرةِ ألعربيةِ, ونزل كَربُلاءَ في ألعراق, تم قتله وأبناءه إضافة لأخوته وأصحابه, ثم حرقت خيامه وسُبيَتْ نسائه و عياله.

سأل سائل: كيف يكون لحرب أن تستمر أكثر من 1375عاماً؟ نقول إن الحربَ ليست بمقتل قائدها فقط, بل بالحرب على أتباعه من بعده, فقد أخذت معركة ألطف, قوة عقائدية, كون الحسين عليه السلام, هو سبط رسول الأمة الإسلامية صلوات ربي عليه وآله.

معركة كربلاء ليست معركة من أجل سلطة دنيوية, بل هي إصلاح الدين الإسلامي, الذي حَرَفَهُ الفاسدون, عن جادة الحق التي أرادها الخالق, ويأتي ذلك واضحاً من قول سيد الشهداء عليه السلام" ما خَرَجْتُ أَشِراً وَلا بَطِراً, إنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصلاح في أُمَّةِ جدي".

مُجْرياتُ التأريخ تؤكد, إستمرار تلك الحرب, حيث يتم تصفية أتباع ألحسين عليه السلام, إضافةً إلى منع طُقوسِ شيعَتِهِ, وزيارة مَرقَدهِ ألشريف, حتى وصل الأمر لاستهدافهم بالمفخخات, بالآونة ألأخيرة, من قِبَل ألمتسترين باسم الإسلام, تحت تسميات مزيفةِ المعنى, حِقداً وحَسَداً ونِفاقاً.

لقد حان زمن إنهاء هذه الحرب الأزلية, حيث نَرى العلامات, ألواردة عن الرسول ألكريم صلوات ربي عليه وآله, في بحار الأنوار ج52, ألزاخر بالأحاديث ألنبوية ألصحيحة, فمن الفتن, لشورى ألزوراء, مروراً بما يجري في بلاد الشام, واختلاف ألرايات, وصولاً لما يحصل في أليمن.

 

جاء في الكتاب المُبين" وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ الأنبياء105, بناءً على ذلك فإنَّ حكم بني اسرائيل سيزول, عهدٌ عهدناه من رسول الإنسانية, الذي لا ينطق عن الهوى, مهما تم من تشويه للتاريخ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك