المقالات

الوجه الآخر لانسحابات الجيوش الأجنبية من العراق

1385 20:19:00 2007-09-17

( بقلم : علي حسين علي )

أكدت الحكومة الامريكية انها تنوي سحب بعض من قواتها في العراق قبل نهاية هذا العام.. وانها ستخفضها الى مائة ألف جندي في منتصف العام المقبل.. وكذلك اعلنت بعض الدول المنضوية في القوات المتعددة الجنسية عدم إبقاء جنودها في الاراضي العراقية بعد نهاية العام 2008. وقد تثير هذه الإعلانات لغطاً في الأوساط السياسية إلاّ ان الأمر بحقيقته على غير ما يصوره أصحاب الغرض السيء.. وكما يقال فإن الفرق بين المتفائل والمتشائم يحدده وصفهما للكأس نصف الفارغة. فالمتفائل يقول عنها: ان نصف الكأس ممتلئ، بينما المتشائم يقول ان نصفها فارغ. وعلى هذا نعتقد ان الانسحاب العسكري من العراق ان كان جزئياً او كلياً، لا يعني إلاّ شيء واحد، وخصوصاً حين تلتزم واشنطن بتعهدها بتدريب الجيش والشرطة العراقيان وتجهيزهما بأحدث الاسلحة الى حد قدرتهما على دحر الارهاب.. وما يعنيه الانسحاب ان تم الايفاء بالعهود هو ان بقاء الجيوش الاجنبية لا يظل له مبرر ولا حاجة اليها.. فعندما يصل عديد الجيش الى ثلاثمائة ألف منتسب في العام المقبل، كما قال رئيس اركان الجيش العراقي مؤخراً، فإن هذا الجيش المسلح والمدرب قادر على حماية حدود الوطن اولاً، ووضع حد للتسلل الارهابي إليه ثانياً، فضلاً عن ذلك فإن الجيش العراقي المدرب والقوي يستطيع ان يحتوي أي عمل ارهابي في داخل البلاد ثالثاً.اذن، لن نخشى شيئاً على بلادنا في حال انسحبت الجيوش الاجنبية منه، بل على العكس من ذلك، فإن انسحابها يعني ان لدينا من الأجهزة الأمنية(جيش وشرطة) قادرة على فرض النظام وتطبيق القانون وحماية المواطن وصيانة حدود البلد. وإذا اردنا ان نستند الى الوقائع فإن بعض الانسحابات قد حصلت فعلاً في العمارة مثلاً واستطاعت القوات العراقية بعد انسحاب القوات البريطانية ان توفر الأمن للمواطن وتفرض سلطة القانون وتحمي حدودنا..

 ثم هناك تسليم سلطة قد تم في النجف الاشرف، ولم تشهد المحافظة أي حدث ذو أهمية بأستثناء حدث(الزركة) التي استطاعت القوات الأمنية، التعامل معه بكل كفاءة وحسم.. وحتى البصرة، فإن انسحاب القوات البريطانية من بعض اجزائها لم يؤثر على الوضع الامني، بل على العكس شهد الوضع الامني استقراراً لم يشهده خلال السنوات الاربع الفائتة.

ولهذا لن تخيفنا الانسحابات من العراق، كما يريد بعض السياسيين في الداخل والخارج ان يصور للعراقيين، بل على العكس من ذلك فإن الانسحابات المبرمجة والمتوافقة مع الايفاء بالتعهدات أمر نطلبه جميعاً ونسعى إليه بكل هيمنتها وما أوتينا من قوة وتصميم.. فالانسحاب الاجنبي من العراق ان تم فهو يعني إننا قد استطعنا بجهودنا وأرادتنا ان نحمي الوطن والمواطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك