المقالات

ظاهرة استهداف المحافظين ....تصفيات في الجسد الشيعي

1496 22:22:00 2007-08-20

( بقلم : ناصر الفرطوسي )

أقل من عشرة أيام على حادث اغتيال محافظ الديوانية خليل جليل حمزة , اليوم اغتيل أيضا محافظ السماوة محمد علي الحساني وفي نفس الطريقة التي اغتيل بها زميله في الديوانية , عبوة ناسفة موضوعة على الطريق ومن النوع الخاص والجميع يعرف سيارات السادة المحافظين هي من النوع المدرع ولهذا استحدثت أنواع من العبوات الناسفة لتؤدي الغرض المطلوب بإيقاع فريستها في نيرانها وتمزيقه مع العجلة المدرعة وهذا ما حدث بالفعل لكلا الشهيدان ...

إن اغتيال شخصيات شيعية هي ليست ظاهرة جديدة وإنما الطريقة والأسلوب والسلاح والتوقيت هو الجديد في الأمر وأيضا الأيادي التي تنفذ هذه العمليات وعلينا الاعتراف بذلك هي أيادي شيعية تعمل في مصلحة البعث الصدامي والتكفيري والارهاي ممن لديهم مصلحة في تدمير العملية السياسية الجديدة في العراق .هذه التصفيات التي بدأنا نخشى أن تنتشر في كل الجسد الشيعي فهي على ما يبدو تستهدف المكون الشيعي بأكمله ومن جهات خارجية هدفها ضرب الشيعة بعدما يأسوا وعجزوا عن إزاحتهم من الحكم , فهي مؤامرة مستمرة على دور الشيعة الجديد في العملية السياسية إلا أن المؤسف في الموضوع أن تكون الأيادي التي تنفذ هذه التصفيات هي أيادي محسوبة على الجسد الشيعي , عصابات تعتاش على أموال الدول الأجنبية التي ترسل اليها كي تقوم بمثل هذه العمليات ...

إن استشهاد المحافظين مع بعض المسؤولين الآمنين وبعض الحمايات معهم يجعل الشيعة الخاسر الأكبر بفقدانها مجاهدين سابقين ممن عملوا ضد النظام المقبور بعدما عجز عن الوصول لهم أثناء مسيرتهم الجهادية ودفع الملايين من الأموال لغرض التخلص منهم ومن غيرهم من المناضلين والمجاهدين لنظامه وفشل بذلك وبقوا على قيد الحياة , اليوم يًقتلون هؤلاء بعدما عادوا من بلدان الهجرة الإجبارية بكل سهولة وأصبحوا أهداف سهلة ويتم تصفية البعض منهم وآخرهم محافظ السماوة .

نعم عجز صدام ونظامه الوصول لهم ولكن لم يعجزوا المجرمين القتلة في تصفيتهم وسهولة الوصول لهم بفضل توحد مخابرات دول الإقليم على ذلك فكان التخطيط أكثر قوة ودقة واستخدموا أيادي شيعية قريبة كي يصلوا إلى أهدافهم المرسومة وهي تصفية المجاهدين بكل يسر و سهولة , فهذه الأيادي النجسة تنفذ أجندات دول الإقليم مقابل حفنة من المال ... فكان المفروض من أبناء الشيعة أن يكرموا هؤلاء ويحافظوا على المجاهدين من أبنائهم لا أن يقعوا تحت نار بنادقهم وعبواتهم .... إنها عمليات يخشى منها أن تمتد إلى محافظين ومسؤولين آخرين من محافظات الوسط والجنوب ... حالة التصفيات إذا ما استمرت في المناطق الجنوبية فسوف يكون الجنوب في حرب ضد جسده , حرب تقودها دول إقليمية بأيدي مع الأسف شيعية تريد أن تجعل الجنوب ساحة حرب للعصابات المنظمة وتمزق هذه الجسد الهش أساسا , منذ أن أصبحوا في الحكم لم يكن الجسم الشيعي موحدا لا في خطابه السياسي ولا إلى رؤيته إلى العراق الجديد وكيف يكون وضع الشيعة فيه , وهذا ما استفادت منه بعض دول الجوار التي تضخ الأموال والسلاح والارهابين إلى داخل العراق ...هذه العمليات اذا ما استمرت لا سامح الله فإنها تكون اخطر من العمليات الإرهابية كونها تستهدف أناس في مواقع المسؤولية من الذين عجز نظام صدام المقبور من تصفيتهم وتحرم الشارع العراقي والشارع الشيعي بالأخص من خدماتهم وخبرتهم في العملية السياسية . لابد أن تتوحد الصفوف للوقوف بوجه مثل هكذا عمليات إجرامية وتقضي عليها في بدايتها قبل أن تستشري وحينها لا يمكن السيطرة عليها بسهولة ويفقد الجسد الشيعي الكثير من القيادات , والشيء الآخر أذا ما توسعت واستمرت فان هؤلاء المجرمين سوف يتأكدون إنهم نجحوا في ضرب هؤلاء المسؤولين ويعطيهم دافع معنوي بأنهم سوف ينجحون في عملياتهم المقبلة ..

اليوم الحكومة هي المسؤولة بالحفاظ على كل الشخصيات في مواقع المسؤولية وأمنهم وحمايتهم بالإضافة عن امن المواطن بشكل عام ... حدث الكثير في محافظات الجنوب من تصفية للطاقات الطبية والعلمية والثقافية واليوم وصلت إلى الطاقات السياسية وفي مواقع مهمة في المحافظة ..كل هذه العلميات تحصل للأجل إفراغ مناطق الشيعة من هذه الإمكانيات والطاقات التي تساعد على تطوير وتحسين أوضاع المحافظات الجنوبية .. أصبح الواجب مشتركا على الشعب والحكومة أن يحافظ عليهم ويصونهم وان يقف أبناء المحافظات مع الأجهزة الأمنية ويساعدهم على تحديد أماكن وهويات القتلة والمجرمين من هذه العصابات التي تعمل بأجندة إقليمية لجعل ساحات المناطق الجنوبية والوسطى مكان لتصفية بعضهم البعض وانتشار مافيا القتل , الوضع اليوم في مناطق الجنوب أصبح على حافة الاقتتال وانتشار الفتنه بين الإخوة والأهل بسبب هذه الأيدي الخفية التي تحاول نشر الرعب والخوف في ربوع المناطق الامنه وتثبت للآخرين انه لا أمان في هذه المناطق وتحاول أن ترفع الضغط عن الارهابين في المناطق الأخرى وهم محاصرين من قبل القوات الأجنبية والعراقية ...

هناك مسألة مهمة لدى المسؤولين في المحافظات هو التقصير بالجانب الأمني فلا شك إن هؤلاء المجرمين يعلمون جيدا تحركات المحافظين وغيرهم فأتصور إن كل محافظ معروف متى يخرج من داره وأي طريق يسلك لعمله والعكس أيضا , نعتقد لا يزال المسؤولين لا يملكون الثقافة والحس الأمني ولاسيما البلد يمر بهذه الظروف الصعبة جدا وأعداء العراق والعراقيين موجودين في كل مكان في العراق , اللوم أيضا يقع على المسؤولين عن أمنهم وحمايتهم فلا يكفي زيادة عدد الحمايات ونوعية الأشخاص بل المهم هو الطريقة التي يحمون بها المسؤول والتكتيك المستخدم من تمويه وغيرها يعلمها العاملين في مجال حماية الشخصيات , فلا بد أن يفكرون في تطوير أساليب الحماية وعملها في مثل ظروف العراق والتعامل مع كل أنواع المخاطر فهم يعرفون مع من يتعاملون , إنهم مجرمين يستخدمون الحيل والطرق للإيقاع بفريستهم فعلى المقابل أن يكون أكثر حيطة وأكثر حركة منهم , المؤسف استشهد الكثيرون من القادة واغلبها بالتأكيد بسبب أخطاء وضعف امني تسببت بفقدانهم , فمن هذا الضعف الأمني استغل المجرمون ونفذوا إجرامهم وحرموا الشعب من هؤلاء الشخصيات ....

المطلوب اليوم هو الحفاظ على الجسد العراقي العليل والجسد الشيعي الذي يتربص به المتربصون وهم يضخون الأموال كي يجعلوه أكثر مرضا وهشاشةَ مما هو عليه الآن , ويجعلوا من الشيعة همهم الوحيد هو التصفيات والاقتتال فيما بينهم ثم يأتي الغير ويمسك بزمام الأمور وتعاد عقارب الساعة إلى الوراء وتصبح الشيعة قد خسرت أبنائها ومكانتها في العراق الجديد ...........

ناصر الفرطوسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو الفضل التغلبي
2007-08-21
قد لا تكفيني 500الف حرف للكلام عن القصور الامني لحماية الشخصيات فا الحماية والشخصية التي يجب حمايتها اهداف سهلة جدا بالنسبة للارهب لان مسؤل الحماية قريب الشخصية وافراد الحماية غير مؤهلين في الغالب وانالا اتكلم عن الشجاعة بل عن التكتيك والتكنيك لحماية الشخصية ولدينا طاقات خلاقة لحماية رموزنا فا فسحو المجال لها بعيدا عن المحاصصة العائلية وعلى المسؤلين ان يحافظوا على حياتهم لانها تهم الجميع وعدم الاتكال على القدر لان قدرنا دائما ان نواجة ابناء ملجم كل يوم .ان عداءنا تمرنو على اعلى مستوى فمافعلنانحن
هاشم
2007-08-21
أن بعض تيارات الشيعة التي استوعبت الكثير من البعثيين والسراق والمجرمين في صفوفها افرزت هذه النتائج المؤسفة والمؤلمة فمن الاغتيالات للعناصر المجاهدة التي بدأت بأغتيال السيد الخوئي وانتهاءا بشهيد الوطن الحساني الى أعمال الفوضى وتحدي القانون ورجال الامن وحمل السلاح وابتزاز المسؤولين والسرقات التي اخذوا يتنافسون عليها لتأمين حاجة احزابهم وتياراتهم من مال العراق ونفط العراق وحتما بفتاوى يبررون بها جريمتهم.. والعجب كل العجب ممن يدعي انتسابه للاسلام ان يستخف بدين الله وتقوى الله ويخالف امر الله ونهيه!!
ابو حسنين النجفي
2007-08-21
نعم اخي الحبيب ناصر لقد عرفتك منذاللحظة الاولى انك مجاهد بالعمل والفعل الحقيقيين اما اليوم ينقصنا في العراق الجريح ثلة من الذين قارعوا نظام المقبور سابقا لانهم اجدر الناس واعلمهم دراية باساليبهم القذرة واما ما قلته بحق الذين هم من المحسوبين على الشيعة فانك والله لقد اصبت انها يد خبيثة تريد تمزيقنا وليس لشيء وانما اعماهم علاوي الكلب بالسلطة والمال الوهابي المدفوع مقدما وانهم واشهد الله على ذلك اكثرهم يشغلون مناصب في الحكومة الحاليه ومنهم يمثلون الدولة خارج العراق وهم فسده ولا يعلمون من الدين شيء
عشتار
2007-08-20
أغبياء أغبياء أغبياء , جهلة جهلة جهلة الذين يقتلون ابناء طائفتهم لأي سبب من الأسباب . ليتعلموا من الذين في نظرهم كفرة في الغرب كيف متحدين مع بعضهم ويستحق الأعجاب بهم .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك