المقالات

اغتيال الحقيقة العراقية

1460 19:37:00 2007-08-20

بقلم: عبد الرزاق السلطاني عضو اتحاد الصحفيين العرب

لقد كان لاعادة النظر في خطط الحكومة العراقية واستراتيجيتها الاثر الكبير والفعال لاخراج البلاد من الازمات التي لازمتها وذلك من خلال تفعيل التكلات المتعدلة والمؤمنة بالعملية السياسية في جبهة وطنية عراقية متحررة من التقوقعات الطائفية والحزبية والقومية، وتعزيز الوحدة الوطنية باعتبار ان التوافق الوطني هو مسؤولية للمشاركة في صنع القرارات ضمن الاطار الشرعي الديمقراطي، الا ان الحركات الرافضة تسهم بشكل فاعل بتعطيل القوانين التي تحرم المواطن الكثير من الامتيازات التي جاوزت المواطنة والمواطن، مما يؤكد ان التوقيتات المتأخرة هي لتعطيل المسارات الوطنية التي ينبغي أن تكون ذات مسارات تؤثر في المحيطين العربي والاقليمي، والقراءة الواقعية هي الرغبة بطرح رؤى وسطية اعتدالية عبرت حاجز التكتلات الطائفية والفئوية والعرقية، في الوقت الذي نطالب به الآخرين التخلي عن العقد الماضوية السلطوية، وابداء قدر مناسب من التسامح، ونحن وان ابدينا تفاؤلا حذرا بسبب كثرة العابثين بالعراق، وقوة المتآمرين عليه والطامعين فيه، والحاقدين على شعبه كله، الا اننا نعتقد بان هذا هو وقت الاختبار الحقيقي للرجال القادرين على مواجهة التحديات والمخلصين للعراق، ونحن على ثقة ان اولئك سيجدون طريق الخلاص من التقوقع والتخندق الطائفي، وهناك مستويات لتحديد هذا الفهم، فكل الدلائل تشير على الارض الى تورط الجوار الاقليمي وبعض الانظمة الديكتاتورية في دعم الجماعات الارهابية في العراق، سواء بالفتوى التكفيرية التي اهدرت دم العراقيين واباحت مقدساتهم واعراضهم واملاكهم، او بالمال الحرام الذي لازال يغذي ويمد تلك الجماعات تحت غطاء سياسي، والكل يعمل تحت مرآى ومسمع حكوماتهم، فضلا عن اموال العراقيين التي هرب بها ايتام النظام البائد والتي وظفت للدعم اللوجستي والتعبئة على اراضي تلك الدول وما يحيط بها من غطاء اعلامي عنفي محرض.

والآخر اتسم بالمرارة والقسوة فاحت منه رائحة الموت الجماعي وازيز الرصاص. لذا فان المسؤولية تقع على قادة الكتل الرئيسة في تجاوز الازمات بالسيطرة على الانفلات الامني، ما يعني ان هذه الخطوات الديمقراطية بكل المقاييس ستحقق السلام والتوافق السياسي الذي سيكون كفيلا للحد من التوترات الداخلية واعمال العنف، فالانموذج العنفي العراقي يدل على شيء واحد مهما تعددت التفسيرات التي تدل اصلا على اننا امام ثقافة منحرفة وايديولوجية خبيثة غطت عليها الشعاراتية والاكاذيب، واهلكتها مظالم الشعوب ومراكمة الحقد والتسلط والبغي مثيلة الصدام قاعدي،ولعل المطلوب صراحة من الدول الاقليمية أن تصالح شعوبها وترحم مواطنيها وتعطيهم حقوقهم لكي تجد تلك الحكومات من يدافع عنها اذا ما لامستها رياح التغيير، وبهذا الوعي يستطيع السياسي العربي ان يقوم بدوره في مواجهة العنف الذي يبدو ملمحا أساسيا في حياته، وبما ان العنف مندمج فيه يجب ان يتخلص منه ليكون في مواجهة ذاته، وضد عنفه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك