المقالات

رسالة تأبين في اغتيال الاستاذ محمد على الحساني

1613 18:26:00 2007-08-20

( بقلم : الدكتور جاسم حسين )

بسم الله الرحمن الرحيم إنّا لله وإنّا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ 58 لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ 59 ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ 60 (سورة الحج)41 وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ 42 مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء 43 (سورة ابراهيم)

لقد أقدمت فئةٌ أجيرة لعناصر البعث الناصبية الضالعة في الاجرام على أغتيال الاستاذ محمد علي الحساني محافظ السماوة كجزء من خطة لشق الصف العربي الشيعي بتاجيج العصبية العشائرية وروح الثأر والحزبية بين ابناء المعتقد الواحد.

أن الايادي المجرمة المفسدة التي طال طاغوتها صدامُ ، كبشَ العراقِ ورائده ، الشهيد المظلوم السيد محمد باقر الصدر وبعدها السيد محمد صادق الصدر وشبليه. وواصل سلفيوا البعث الناصبي استئصال شأفة رجال هذا الخط تحت ذرائع مختلفة كلما سنحت لهم فرصة ليجهزوا على رجلٍ من رجالنا يخشون صولته وشبلٍ من اشبالنا يخشون فتوته وامكان مواصلته خط سلفه. وبعد سقوط طاغيتهم أقدمت تلك الايادي الغاشمة نفسها على اغتيال السيد محمد باقر الحكيم وهي نفسها التي اقدمت قبل ايام على أغتيال محافظ الديوانية الشهيد خليل جليل حمزة واليوم محافظ السماوة محمد على الحساني وهي في اعمالها الاجرامية هذه تهدف لمايلي :

1. تصفية بقية الجيل المؤسس من اهل السابقة ممن ساهم في احياء هذا الدين و في رفع راية الجهاد بالكلمة الطيبة ووسائل الجهاد الدفاعي لدفع الحيف ورفع الظلم الذي طال شعبنا الآمن.2. إثارة روح الثأر والانتقام بين أبناء المذهب الواحد والمحافظة الواحدة الذين ينتمون الى فصائلَ سياسيةٍ ومكوناتٍ تحملُ المعتقدَ الواحد والهدفَ الواحدَ بل الشعار الواحد وهم في كيدهم هذا يريدون ان يثيروا في نفوس ابناء الفراتين ما أوشك المشركون والمنافقون على إثارته بين الاوس والخزرج في المدينة المنورة لولا تدارك الرسول الاكرم لتلك الفتنة فوأدها في مهدها بحكمتة وخلقه العظيم المسدد من العلي العليم.3. إن سلفيي البعث باغتيالهم محافظ الديوانية بالامس ومحافظ السماوة اليوم يريدون ان يدخلوا في الوسط الشيعي الامامي العربي مفردة الكيد والقتل بالغدر والاغتيال كاسلوب لفصل الخلاف بين مكونات الدين الواحد والمذهب الواحد بل المرجع الواحد وبين الفصائل السياسية التي تحمل نفس الاهداف والتوجهات والشعارات. ان هذا النهج الممقوت ديناً وعقلاً وفتوةً تنزه عنه أئمتنا الاطهار وفقاؤنا الابرار ورجالنا الاخيار على مر العصور والدهورعلى الرغم من معاناتهم من سلاطين الجور بالظلم والختل والقتل والغدر وان موقف مسلم بن عقيل الرجولي من محاولة اغتيال عبيد الله بن زياد ـ عليه وعلى ابيه لعائن الله ـ قد ملأ وعاظنا اذن كل شيعي وشهدت اعواد منابر عاشوراء على الواعظ والسامع بذلك . إن على قادة الفصائل الشيعية أينما كانت ان تلتفت الى خطورة جرثومة هذه البدعة المفرقة التي ان نجح سلفيوا البعث في زرعها في الوسط العربي الشيعي الجنوبي فانها سوف لاتبق ولاتذر شيئا فللدماء حرمتها ولاسبيل لقمعها في وكرها ووأد فتنتها ألا بقيام كل رئيس تشرأب له الاعناق في جماعته سواء تيارا كان او منظمة او حزبا او عشيرة بالتبرؤ علنا من نهج الغدر كوسيلة لحل الاختلاف وفصل الخلاف. وعليهم ايضا ان يعلنوا ذلك امام الفقهاء الاعلام ممن لهم الكلمة المسموعة شرعيا واجتماعيا في بلاد الفراتين. إن المراد لجرثومة الغدر ان تنتشر في ربوع وسطنا العراقي في كل مدينة وقرية لتصبح دينا قاعديا شيعيا تحتكم اليه الفصائل الشيعية عند الاختلاف دون العودة الى مرجعيتها الفقهية العارفة بشؤون العباد والبلاد.

أن المبادئ الدينية لاتفرض بقوة السيف فالامام هو امام سواء نهض بالامر ام صمت عنه او أُعطِي له امر الخلافة اختيارا كما حصل للامام على بعد عثمان ام شحت به نفوس قومٍ كما حصل لامير المؤمنين بعد وفاة الرسول وكذلك بقية الائمة الاطهار ولم نعهد من ائمتنا انهم ألجاؤا اصحابهم الى بدعة الغدر منهجا لتحقيق الاهداف الشرعية. واذا احس اي طرف بحيف وقع عليه او ان الاعناق تشرأب اليه دون غيره في ساحة معينه او محافظة مخصصه فما على كل الاطراف ذات المكون الواحد ان تلجأ الى الانتخابات في وقتها المحدد دون تسويف او تأجيل حفظا للمبدأ العام واحقاقا للحق واعادة لزرع الثقة بين الاطراف والمكونات المتعدده ودرأً للفتنة

وكلمة اخيرة اقولها ان نهج الاعتماد على الغير والاستقواء به والاتكاء عليه عند الاختلاف مع اطراف المكون الواحد لن يجدي نفعا فالزبد ذاهب وماينفع الناس باق كما ان ظاهرة التجبّر من قبل اي فصيل عندما يكون مبسوط اليد او له الغلبة في منطقته على بقية الفصائل او المكونات الاخرى ايا كانت طبيعة ذلك المكون لاتدل على حنكة سياسية ولا تنم عن حكمة ولا تشير الى بعد نظر.

على الاخوة الغيورين على دينهم ووطنهم جميعا على اختلاف فصائلهم ان ينتبهوا الى مايحاك لوطنهم ولديارهم وليعلموا ان الصراع القادم هو بين سلفي البعث الناصبي وبين محبي امير المؤمنين على اختلاف مذاهبهم الفقهية او سنة كانوا اوشيعة وانهم ليفرحون ويهللون كلما اوقدوا نار فتنة في صفوف ابناءنا الغيارى وانهم ليسجدون لشياطينهم على قطرة دم تراق لخلاف داخلي كانوا سببا في اثارته وعونا في تفجيره باغراء هذا أو شراء ذمة ذاك او بتخويف هذا المكون من ذاك او وعد ذلك بنصر على تلك . وليعلم كل صاحب دين من اهل العقل والنظر والغيرة والفتوة والشهامة انه لاسمح الله لو تمكن هؤلاء من رقاب امتنا، التي مازالت تئن من سياطهم ،فانهم لن يبقوا لها من باقيه فها انتم ترونهم رأي العين قد سلطوا اوباشهم على مراقد ذرية الرسول الاعظم هدما وتفجيرا في المناطق التي لهم فيها صولة وجولة، أمام اعين من يزعمون محاربته، كي يزيلوا كل معلم تاريخي يشير الى وجود بشري لشيعة الرسول واله في تلك المناطق فكيف بهم بالله عليكم اذا تمكنوا من رقاب المستضعفين من رجالنا ؟ اترك ذلك لكم للاجابة عليه قبل ان يقدح نار الفتنه قلوبكم من ديدنه ودينه لك وتحسبونه منكم وهو ألد الخصام.

أسأل الله العلي القدير أن يرزق أشقاء وأرحام واحباء ورفاق وعيالات الشهيدين القتيلين خليل جليل حمزة ومحمد على الحساني العزيز الصبر والسلوان وأن يتقبلهما شهداء في سبيله وعلى سنة رسوله ومن أمرنا الله بولايته وطاعته بعد رسوله وان يرزقنا الصبر على الطاعة والثبات على سبيله والعمل بما أمرنا من رفع الظلم ونصرة المظلوم والاقتصاص من سافكي الدم الحرام وقاتلي النفس المحترمة الموالية لله ولرسوله ولأمير المؤمنين انه ولي المؤمنين.

الدكتور جاسم حسين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الحساني
2007-08-23
عهدا لكل الشهداء سنواصل درب الجهاد بكل الاساليب المشروعة وسيستمر الشرفاء من العراقيين بمواصلة الطريق ليتحرر العراق من كل اشكال الظلم والقتل والاستبداد فسحقاً لكل المتورطين وعهداً لكما ياشهدينا السعيدين (ابا احمد) و (ابازهراء) سنسير على دربكما الا ان يرزقنا الشهادة بعونه تعالى ولن نضيع دمكما ونحن (البو حسان) اسال عن افعالنا ثورة العشرين الخالدة
حنين محمد
2007-08-20
انا لله وانا اليةراجعون.. كيف اصبح الدم العراقي الاصيل يراق ليل نهار دون ان يلقى الجاني العقاب الذي يستحق ؟! كم من الشرفاء زهقت ارواحم الطاهرة دون ذنب .. ان ذنب الشهيد السعيد الوحيد هو جهاده الطويل مع الرعيل الاول من المجاهدين الابطال الذين حاربوا النظام البائد ..لماذا نترك الجاني يهدر الدماء الزكية من ابطال بدر الذين دافعوا عن الوطن وشعبة ! الجاني هو نفسة من يدعي الجهاد ضد الاحتلال .. هذا اذا صح التعبير!!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك