( بقلم : حميد الشاكر )
لماذا اعلنت جبهة التوافق اللاعراقية نيتها الانسحاب من مجمل العملية السياسية العراقية الجديدة في هذا الوقت ؟.وما هي الاسباب الحقيقية وراء هذه المناورة المفضوحة النوايا السيئة لهذه الجبهة المشبوهة المخططات في اعاقة قيام عراق جديد قوي وحر وديمقراطي ومستقر ومزدهر ؟.
وهل غاظ جبهة اللاتوافق الاستقرار النسبي الذي تشهده الساحة العراقية الامنية ونجاح الخطة الامنية في محاصرة اعمال العنف في بغداد وطرد زمر التكفيريين والصداميين من مناطق حيوية لتحرك ارهابهم الاجرامي ؟.وهل غاظها تحرر العشائر الغربية من الارهاب وتمرد هذه العشائر ومن ثم طردها لاوكار الارهابيين من مناطقهم العراقية المنكوبة بمخططات الصداميين الكوادر الطبيعية لجبهة اللاتوافق ؟.
وهل تستشعر جبهة اللاتوافق هذه بانها في مراحلها الاخيرة ان تطورت الاوضاع الامنية بهذا الشكل الجيد ؟.وهل هناك علاقة بين الضغوط الاقليمية ولاسيما العربية منها والممولة لعجلة الارهاب في العراق على جبهة اللاتوافق وبين اعلان هذه الجبهة نيتها الانسحاب من الحكومة والعملية السياسية العراقية لاسيما بعد رجوع الاعرابي خلف العليان من الاردن الى العراق قريبا وبمخطط اقليمي جديد ؟.لماذا تستشعر جبهة اللاتوافق ان ايامها السياسية في العراق الجديد باتت معدودة ؟.وهل هناك علاقة بين استقرار العراق ، وانتفاء مشروع الجبهة التي أسست على اساس تدمير هذه العملية والغائها بالتمام ؟.هل هناك انقسام ثالوثي كبير بين قيادة هذه الجبهة المشؤومة بقيادة الاعرابي خلف العليان والطائفي المجرم عدنان الدليمي ، والنائب الفلتة طارق الهاشمي صاحب الحزب الاسلامي الذي لم يلتزم او يحترم عهودا او مواثيقا يبرمها مع الدولة العراقية الجديدة ؟.ولكنّ ومن الجانب الاخر ماهي مطالب هذه الجبهة والتي تدعي انها بسبب عدم تطبيقها سوف تعلن انسحابها من العملية السياسية العراقية الجديدة والى الابد ((انشاء الله)) ؟.وهل عندما تنسحب هذه الجبهة يكون انسحابها لمصلحة الامن والاستقرار في العراق ، أ م ان العكس هو الصحيح ؟.وماهي الايجابية التي قدمته الجبهة للعراق وللعملية السياسية حتى الان كي يكون انسحابها سلبيا على العملية السياسية الجديدة في العراق ؟.وهل حقا ان جبهة اللاتوافق تملك قرار الانسحاب او عدم الانسحاب من الحكومة العراقية ؟.أم ان قرار هذه الجبهة خارجي بامتياز وما هي الا اداة لتنفيذ مخططات الخارج العراقي ، وعليه فلا نتوقع جدية في هذا الاعلان المزيف باعتبار ان هذه الجبهة تدرك ان دعم الخارج الاقليمي لها قائم على اساس انها تعيق العملية السياسية العراقية من الداخل ، وفي حال خروجها من العملية السياسية فانها ستفقد مبررات دعم الخارج الاقليمي لها ، لذالك لانتوقع انها صادقة في اعلانها الانسحاب وماهذه الحركة سوى حركة ابتزاز للحكومة العراقية لاغير ؟.ان الاسألة كثيرة حول هذه الجبهة التي أسست بنيانها على غير تقوى الله او حبا للعراق ، ولكن ومع ذالك هي مفروضة على العراق الجديد اميركيا بدعم خليجي وعربي ، ولابد للعراق الجديد من الصبر على الاذى الى حين انكشاف الغمة ورؤوسها الشيطانية للشعب العراقي ليرى العراقيون انفسهم ان سبب كل التدمير الذي لحق ويلحق بهم هو من هذه الجبهة وامثالها التي تعيث في ارض الرافدين فسادا وسفكا للدماء بلا وجل او خشية من احد ومرضاة لاعداء العراق في الخارج ؟.ان ما يميز مطالب جبهة اللاتوافق العراقي العشرة ، انها وبعد دراستها بشكل واقعي وسياسي سنكتشف انها مطالب لاهي قانونية ولا هي وطنية ولا انسانية ايضا ، بل ربما هي مطالب ترتقي الى التخريبية والتعجيزية تماما ، وكأنما هي مطالب وضعت لا لكي تنفذ ، بل كي لاتنفذ مطلقا لتكون حجة لعدم تجاوب الحكومة العراقية مع هذه المطالب والتي نصفها يصب في صالح دعم الارهاب واعادة النشاط والانتعاش لحياته المراد ازهاقها على ارض الرافدين ، فمن هذه المطالب مثلا :اولا: اجراء اصلاحات عاجلة في العملية السياسية .ثانيا : اطلاق صراح المعتقلين (الارهابيين والصداميين )) من السجون وبعفو عام .ثالثا :اجراء توازن في المؤسسات الامنية .رابعا : المشاركة في اتخاذ القرارات السياسية .ان طلب اجراءات او اصلاحات عاجلة في العملية السياسية العراقية الجديدة كان ولم يزل المقصود منه هو الغاء المنجز السياسي العراقي الجديد والاتيان بمنجز شبيه للمنجز السياسي الصدامي القديم ، وهذا المطلب هو نفسه مطلب الارهابي الكبير شيخ القتل والطائفية حارث الضاري ، كما انه هو بعينه مطلب الارهابيين التكفيريين والصداميين القتلة وكذا هو المطلب الخارجي لدول الاقليم العراقي الممتلئين رعبا من العراق الجديد ؟.والعجيب الغريب انه المطلب الوحيد الذي لايطلبه الشعب العراقي نفسه الذي انتخب هذا العراق الجديد بدمائه واشاد من بنيانه !.اليس غريبا ان تطالب جبهة اللاتوافق بمطلب هو ضد ارادة ومطلب الشعب العراقي نفسه ؟.هل سألت جبهة التوافق نفسها ولو لمرة ، ان كان مطلبها هذا عراقيا ام غير عراقي ؟.نعم هو مطلب الصداميين ومطلب التكفيريين ومطلب الخارج العراقي ومطلب اعداء العراق من اصحاب هيئات القتل والموت .....الخ ، لكن هل سألت جبهة اللاتوافق نفسها ولو لمرة هل هو مطلب عراقي ام لا ؟. ان العراقيين انفسهم يقولون وبكل صراحة لجبهة اللاتوافق : ان هذه العملية السياسية التي تريدون الانقلاب عليها وتدمير وجودها هي عملية بصياغة عراقية مئة بالمئة ، وليست هي بحاجة الى اصلاحات انقلابية مشبوهة ومأجورة لهذه الجهة الخارجية او تلك ، وان كانت العملية السياسية بحاجة الى اصلاحات فهناك الاستفتاء الشعبي الوطني العراقي الداخلي ، وهناك صناديق الاقتراع العراقي وهناك الداخل العراقي هو صاحب المطالبة وصاحب الحق الوحيد في المطالبة بالاصلاحات السياسية في العملية السياسية العراقية !؟.أما كونكم تريدون مصادرة حق الشعب العراقي لتنفيذ اجندات معادية للشعب العراقي ، وبأسم جبهة اللاتوافق ترغبون بنسف العملية السياسية الجديدة تحت يافطة الاصلاحات ، فأن هذا ليس هو من حق لا الحكومة العراقية ولا قوى الاحتلال ولا هو من حقكم انتم ايضا ياجبهة اللاتوافق !.ان الحكومة العراقية المنتخبة ( نعم ) هي الامينة على ارادة الشعب العراقي ، وفي حالة خضوعها لابتزاز جبهة اللاتوافق العراقي في ادخال تعديلات او اصلاحات مشبوهة للعملية السياسية العراقية بلا توقيع او تخويل من الشعب العراقي ، يعدّ هذا العمل وبلا مبالغة (( خيانة )) كبرى للشعب العراقي الذي لم يزل يعطي الدماء من اجل الحفاظ على منجزه السياسي القائم اليوم ، وهذا ما لاتريد ان تفهمه جبهة النفاق السياسي اليوم والمندسة في عباءة العملية السياسية العراقية الجديدة !؟.
أما مايتعلق بمطلب (( اطلاق صراح المعتقلين )) فهذا المطلب من العجب العجاب لهذه الجبهة ؟.بعد كل هذه الجهود الامنية لحكومتنا العراقية ، وبعد ان تتمكن هذه الحكومة من لملمت الارهابيين والمجرمين وعزلهم عن ايذاء الشعب العراقي وممارسة الارهاب ، وبعد ان اتت ثمار هذه الاعتقالات للمجرمين في استقرار نسبي للوضع الامني ، يأتي الاعرابي الجلف خلف العليان ليطالب باطلاق صراح القتلة لتعود عجلة الارهاب الى نشاطها وممارسة اجرامها اليومي في شوارع العراق من جديد ؟.اليس هذا من اغرب الغرائب ؟.ولكن ومن جانب جبهة اللاتوافق وحسب رؤيتها للموضوع فأن كل الارهابيين الذين اعتقلوا وهم يقبعون الان تحت سقف العدالة هم من كوادر هذه الجبهة اللاعراقية ، بل وهم الاذرعة التي كانت قائمة على تنفيذ مخططات الجبهة في زعزعة الاستقرار العراقي ، وعليه من واجب الجبهة ان تطالب باطلاق سراحهم من جديد لتعود ماكنة ارهابهم للنشاط من جديد ، ويعود تألق جبهة اللاتوافق من جديد على الساحة الاقليمية التي اوكلت مهمة عدم استقرار العراق لكوادر هذه الجبهة اللاعراقية ؟!.
هذا هو السبب المباشر لمطالبة جبهة اللاتوافق باطلاق صرح المعتقلين من السجون العراقية ، والخضوع لمثل هذا المطلب من قبل الحكومة العراقية او غيرها يعدّ وبلا اي مبالغة ايضا (( خيانة )) للشعب العراقي ومساهمة في ازهاق ارواح اطفاله ونسائه وشبابه وشيوخه على حد سواء ، بل وهو اكثر يعدّ مشاركة متعمدة في ذبحه من جديد على ايدي القتلة التي يراد اطلاق صراحهم من جديد ؟.
نعم لاندعوا الى اعتقال بريئ ، ولاسجن انسان محب للعراق ومسالم ، ولكننا ندعوا وبكل قوة الى عدم التساهل مع الارهابيين او اطلاق صراح المجرمين ليعودوا الى قتل العراقيين وتدمير استقرارهم ونهب مواردهم المعيشية والافساد بالارض ، ونعتبر كل من يساهم في الدعوة لاطلاق صراح اؤلئك المجرمين من السجون العراقية ماهو الا شريك يجب مقاضاته بدعوى الدفاع ودعم الارهاب مباشرة ، وهذا ماندعوا الحكومة العراقية ومجلس النواب العراقي للقيام به من رفع دعوة دعم ورفد الارهاب على كل اعضاء جبهة اللاتوافق العراقية لمطالبتها باطلاق صراح الارهابيين وتحريرهم من بين يدي العدالة ليمارسوا الارهاب من جديد ، فضلا عن ان هذه الدعوة - دعوة اطلاق صراح المجرمين بعفو سياسي - تدخل سافر في شؤون القضاء العراقي السلطة العليا لاقامة العدل في البلاد ؟.
نعم جبهة اللاتوافق العراقي ولهذه اللحظة وربما الى قيام يوم الدين لم ولن تعترف بعراق يقوده القانون وتسوسه العدالة ، ويقتص من المجرمين والفاسدين مهما علا كعبهم الهابط ، لذالك جاءت مطالبها منسجمة مع عقليتها التي ترى كل شيئ خاظع للمساومة السياسية الرخيصة وحتى دماء ابناء الشعب العراقي وامنهم واستقرارهم فهو في ذهنية قادة جبهة التوافق اللاعراقية خاضعة لسوق النخاسة السياسية ، ولاغرابة في المطالبات اللاشريفة واللاوطنية كالمطالبة باطلاق صراح قتلت الشعب العراقي والممارسين لارهابهم والمفسدين لارضهم الطيبة ؟.الحقيقة انني وشخصيا من المستغربيين لهذه المطالب المتدنية من قبل جبهة اللاتوافق ، وكيف ان قادة هذه الجبهة انحدروا الى مستوى مخجل تماما وعلى كافة الصعد ، وحتى وصولهم الى الدفاع عن الارهابيين بل والمطالبة ببرائتهم وربما بالاعتذار للقتلة والمجرمين ايضا من قبل الشعب العراقي وحكومته المنتخبة ؟.ولكن اذا لم تستح فافعل ماشئت !؟.
اما مايخص مطلب ادخال توازن امني وكذا اجراء تعديلات لتكون جبهة التوافق عضوا فاعلا في القرار السياسي العراقي ، فأن كلا المطلبين ، بغض النظر عن وجودهما بالفعل ، فالجبهة مشاركة في القرار الامني والسياسي العراقي بالفعل اليوم ، ولكنّ مفهوم (( التوازن والمشاركة الامنية والسياسية )) في فكر جبهة اللاتوافق العراقي مختلف عن مفهوم التوازن والمشاركة الديمقراطية ، ففي الديمقراطية هو ان تكون مشاركا في القرار السياسي يعني انك مساهما ايجابيا في انجاح هذه السياسة المراد المشاركة فيها ، وكذالك في المساهمة الامنية ديمقراطيا ، فانك عندما تريد ان تكون مساهما فاعلا في الاجهزة الامنية يعني انك تقوم بدورك المناط بك في المحافظة على الامن العام والمشاركة في ضرب الارهاب والاجرام الذي يستهدف امن البلاد وارواح العباد !؟.والان اسأل كل الشرفاء العراقيين بما يعبدون من الهة : هل جبهة التوافق صاحبة مشروع في انجاح المشروع السياسي العراقي الجديد ؟.
واذا كانت صاحبة هذا المشروع فمامعنى المطالبة بالغاء المشروع السياسي العراقي الجديد من الاساس ؟.نعم للجبهة اجندتها السياسية الاقليمية المعادية للعراق الجديد ، ومع ذالك هي تطالب بأن تمكن من القرار السياسي لا لتدفع بالعملية السياسية العراقية الى الامام وانجاحها على المستوى السياسي ؟.لا ...، ولكن هي تسعى للوصول الى القرار السياسي والمشاركة فيه من اجل لي عنق العملية السياسية العراقية والارتداد بها الى الخلف ومن ثم لتتوافق مع الاجندة الخارجية المرسومة للعراق الدكتاتوري الجديد حسب قياسات جبهة اللاتوافق اللاعراقية ؟.!
وهذا هو بالضبط مايسمى بالنفاق السياسي لجبهة اللاتوافق العراقي ، النفاق الذي يحاول الاستفادة الممنوحة في العراق الجديد من فسحة المشاركة الديمقراطية في القرار السياسي ، للقفز على نفس هذه الفسحة والغائها من الوجود السياسي فيما بعد لترجع الدكتاتورية من جديد !.نعم هذه ليست محاكمة للنوايا بقدر ماهي قراءة واقعية لتوجه جبهة اللاتوافق العراقية داخل المعترك السياسي العراقي ، يؤكده وبلا ادنى ريب مطالبة هذه الجبهة (( باصلاحات سياسية جذرية للعملية السياسية العراقية القائمة اليوم )) للتدليل على ان جبهة اللاتوافق اللاعراقية غير مؤمنة بماهو قائم سياسيا في العراق ، ومع ذالك تطالب بالمشاركة السياسية الديمقراطية والتي تعني ان اردت المشاركة عليك انجاح المشروع السياسي وليس المطالبة بالغائه ، وواقع الحال والمطالبة لهذه الجبهة تقول :(( بضرورة الغاء العملية السياسية )) فافهم ؟!.كذالك مطالبة هذه الجبهة اللاعراقية : باقامة توازن امني للعراق الجديد ، فان هذه الجبهة تقع في تناقض مضحك مبكي الى حد ادراك ان القائمين على قيادة هذه الجبهة حفنة من المتخلفين فكريا وعقليا وسياسيا ايضا ، ولم لا ان كان الاعرابي خلف العليان هو قائد المجموعة ، فلم لاتكون هذه الجبهة بهذا المستوى من التناقض والعري العقلي السياسي امام العراقيين جميعا ؟.
هل هناك سياسي عاقل يطالب بالمشاركة الامنية الفاعلة في حماية امن واستقرار بلد ما وهو يطالب جهارا نهارا باطلاق صراح الارهابيين والمجرميين من السجون ليعيثوا في الارض الفساد ويسفكوا دما ابناء العراق ؟.صحيح يكون مفهوما ان انا طالبت بزيادة اشتداد القبضة الامنية على المجرمين والارهابيين ، وتفعيل دور القضاء النزيه لمحاكمتهم محاكمة عادلة ، وهذا صحيح جدا بأمكاني عندئذ ان اطالب بالمزيد من المشاركة الامنية كي ازيد من امن المواطن العراقي واستقراره ونموه ، ولكن هل من المعقول اني اطالب بالافراج عن المجرمين واطلاق صراح الارهابيين ، بالاضافة الى تجاوز دور القضاء ، وبعد ذالك يكون لي الحق بالمطالبة بالمشاركة الامنية او المشاركة في الاجهزة الامنية الوطنية ؟.
واذا سمح لي بالمشاركة الامنية وادخال عناصري لاجهزة الدولة الحساسة في الدولة ، فهل عندئذ ساقوم باعتقال المجرمين والارهابيين وتقديمهم الى القضاء للقصاص العادل ؟.أم ينبغي عليّ ان اطلق صراح المجرمين من السجون ، وتحرير الارهابيين من المعتقلات ، وتجاوز القضاء ، وتموين الارهاب بالمعلومات الاستخبارية ، وافكر لقيادة انقلاب من داخل الدولة ؟.هل هذا معقول سياسيا ياجبهة اللاتوافق اللاعراقية ؟.تطالب هذه الجبهة بالمشاركة السياسية وهي لاتؤمن بأنه يجب انجاح هذه المشاركة بل الواجب الغائها سياسيا ؟.تطالب بالمشاركة الامنية ، وهي تدعوا وتعمل على اخراج المجرمين والارهابيين وتجاوز القضاء العراقي النزيه ؟.تطالب بتعديلات سياسية ، وهي تدعوا الى الغاء صوت الشعب العراقي الذي انتخب هذه السياسة ؟.تطالب باطلاق صراح الارهابيين وهي تشكوا من قيام الدولة بواجبها لحفظ امن المواطن وسلامة موارده الاقتصادية ؟.صدق او لاتصدق ؟.هذه هي معادلة جبهة اللاتوافق التي ارهقت العراقيين كثيرا ، واستنزفت من دمائهم الشيئ الذي لايطاق ، ومع ذالك لم يزل العراق يدعوا الى عدم تشتت ابنائه ؟.هل حقا ان وجود هذه الجبهة في مصلحة العراق الجديد بعد كل هذه الحقائق ؟.واليس من المفيد خروج هذه الجبهة اللانزيهة من العملية السياسية العراقية لتسير القافلة بسرعة اكبر ؟.وما الشيئ الذي ستخسره العملية السياسية العراقية اذا خرجت جبهة اللاتوافق منها زيادة العمل الارهابي داخل العراق مثلا ؟.
اعتقد ان العكس هو الصحيح فأن وجود هذه الجبهة في داخل العملية السياسية العراقية واطلاعها على الكثير من الاسرار السياسية والامنية العراقية ، يشكل خطرا حقيقيا على الامن العراقي ، لاسيما ان الارهاب الصدامي والتكفيري الجزيري سيفقد ممون او مورد حيوي من المعلومات الحساسة من داحل جهاز الدولة العراقية بخروج هذه الجبهة التي جاءت للسلطة في ظروف قد تغيرت الان كثيرا ولابد من اعادة النظر في شعبيتها وما تمثله هذه الجبهة على المستوى العراقي بالاضافة الى ماجلبته هذه الجبهة على العراق بصورة عامة وعلى العراقيين من اخواننا السنة بالخصوص ، فهي من ساهم في تعميق الشرخ الطائفي بين العراقيين ، وهي من ساهم في تدخل الخارج الاقليمي بشؤون العراق الخاصة ، وهي من ساهم بدعم الارهاب والصداميين من خلال الاعلام والمطالبة لهم باطق الصراح من السجون ، وهم من يستعدي التكفيريين على المنجز السياسي العراقي ، وهم من يعيق الاستقرار والامن ، وهي من تساهم في تعطيل المسيرة السياسية .....الخ ؟.اما ماهو الشيئ الذي قدمته وتقدمه جبهة اللاتوافق العراقي ؟.فهو السؤال الذي بحاجة حقيقية لان يجيب عليه العراقيون الذين لم يزالوا يرجون خيرا في هذه الجبهة التي بنيت للهدم فقط وليس لبناء العراق الجديد ؟.
نعم ربما من يعتقد ان هذه الجبهة تمثل شيئا شعبيا عراقيا ، وبخروجها تفقد العملية السياسية لون من الوان الطوائف العراقية ، ولكن الحقيقة ان هذه الجبهة بعد ان فقدت كل مبررات وجودها العراقي ، وبعد ان اصبحت عارا على العراقيين ودمارا على السنة قبل الشيعة العراقيين ، لم يبقى لها من شرعية سوى شرعية دول الجوار الاقليمي التي ترمم من شرعية جبهة اللاتوافق امام المحتل الاميركي ، وبالامكان استبدالها ان توفر البديل العراقي الوطني عن هذه الجبهة الايلة للسقوط وما اكثر الوطنيين العراقيين من اخواننا السنة والمجاهدين بحق ضد الارهاب الوافد على الارض العراقية بمساندة هذه الجبهة اللاتوافقية والتي رحمنا الله سبحانه بان قياداتها الفعلية من اغبى السياسيين في العالم على الاطلاق ؟!.
https://telegram.me/buratha
