المقالات

متى نقول لايتام صدام.. اذهبوا ولاترونا وجوهكم ؟!!

1753 16:38:00 2007-07-27

بقلم : طالب الوحيلي

تحديات عديدة تجابه العملية السياسية في العراق منذ سقوط النظام البائد والى حين لايعلمه الا الله سبحانه وتعالى ،وتلك التحديات اصلا تطال الشعب العراقي بكافته ،لانه عانى طيلة العهود الماضية من ابشع الانظمة دكتاتورية وتخلفا وتبعية للقرار السياسي الدولي ،وقد عرف الجميع وحتى الموالون للنظام الصدامي المقبور ان ذلك النظام كان اصلا العوبة بيد القوى الدولية ويحرك بخيوط خفية قد يكون لبعض قادة الانظمة العربية اليد المنفذة ،ووصل به الحال في اوقات الجفوة مع بعضهم الى الهمس واللمز بحقيقة صدام باساليب استخفافية واستهجانية ،يقابلها تهور صدام شخصيا بنعت بعضهم بتلك المفردات السخيفة التي تليق بهم فعلا ،كحسني الخفيف ،او التحدث عن مداسه (اجلكم الله) ناعتا اياه باليمني ،او فضحه لدولة الامارات وكيف اغرته مع بعض مشايخ الخليج بالهجوم على ايران وادخال العراق بحرب غير معلنة طيلة اكثر من سنوات وقعت مرارتها وخرابها على كل ابناء وادي الرافدين ولم يسلم من شرها وذلها احد لا في الشرق العراقي ولا غربه او شماله او جنوبه ،ولم اجد في الكثير من ابناء الطوائف العراقية من كان يحب ذلك الطاغية الا المنغمسين في دماء الابرياء من اجهزة امنية بكافة انواعها ،ومن حزبيين اتخذوا من ذلك المعتوه صنما مطلق الطاعة ،قد لا نجد معاذير للكثير منهم في ان يستسلموا له كمطايا واياد منفذة لقتل وابادة وتدمير العراق وشعبه ،كما يحاول بعض مخترقي الجبهة الشعبية المتحررة من الطغيان المقبور ،اولئك الذين تنفسوا الصعداء بخلاصهم من حكم البعث الفاشي الشوفيني الكافر على لسان مراجع الدين النجباء ،لذا نجد بعض الذين استرقوا الشرعية او حق تمثيل طائفة مهمة من شعبنا وهم لايمثلون قطعا الا شراذم تستمد اصولها من عقيدة الماضي الغابر ووبقايا عصور الظلم وتهميش الاخر سياسيا او اثنيا ،حيث لا يستحيي اعضاء كتل برلمانية من المطالبة بالحاح في الغاء قانون اجتثاث البعث فكرا وعقيدة ونشاطا ،وهو اقل ما يطالب به الملايين من ورثة الشهداء والمغيبين، والآلاف ممن تحملوا الوان التعذيب والاذلال في زنازين وسجون ودهاليز امن ومخابرات واستخبارات، ومطامير المؤسسات الحكومية حيث كانت لاتكاد تخلو وزارة من سجن خاص بها ،كما في مقر اللجنة الاولمبية بقيادة المقبور عدي رمز اغتصاب وتدمير اجمل فعالية انسانية موحدة للشعوب ومتسامية على كل الوان العبودية والتبعية والتفرقة العنصرية كما يفهم من اهداف ومضامين الالعاب الاولمبية ـ للاسف مازال خدم وسماسرة صدام يسيطرون على هذا المحفل الانساني دون ان يكون للسلطة الوطنية والشعبية اي حول او قوة ولذلك احاديث واشجان وشجون ،حيث مازالت تصاوير ابطال التايكواندو تدق الضمائر مطالبة بمقاضاة من كان وراء ذبحهم ،ومازالت الرياضة العراقية وانجازاتها وما يمكن ان تؤديه من اهداف سامية مجيّرة لوهم او اكاذيب حسب الاعلام العربي ،وليس لنتائج نجاح العملية السياسية التي تسير بخطى ثابتة نحو البناء والتقدم ـ او هيئة التصنيع العسكري حيث كانت تعتمد نظاما قضائيا خاص بها يكاد يشابه قسوة الامن العامة نفسها ،ونكاد لا ننتهي لو استمرينا في سرد واقع الاضطهاد والابادة والجرائم ضد الانسانية التي ارتكبها حزب البعث ومنظومته ،مما يقتضي عدم التسامح او التزلف لعناصر ذلك الحزب الذين ضلعوا بجرائم ضد الشعب او ساهموا فيها لان القانون يساوي بين الفاعل والمساهم في الحكم والعقوبة ،او اقل ما يمكن ان يقال لهؤلاء كما قال الرسول (ص) لوحشي قاتل عمه سيد الشهداء الحمزة (رض) بعد ان اسلم واعلن توبته قال له (اذهب ولا تريني وجهك) ،لكن الغريب حقا ان هذا القول تحول ضد ضحايا ذلك الحزب ونظامه في الوقت الحاضر حيث اطلقوا هذا القول لمن يهجرونهم من ديارهم من اتباع اهل البيت في المناطق التي تتعرض الى الفصل الطائفي والعنصري ،حيث يقولون لمن لم يقتلوهم (اذهبوا ولا ترونا وجوهكم ال..)..ترى هل من خلاص كما خلصت المانيا وايطاليا من الفاشيين او النازيين بعد تحريم فكرهم دوليا ولحد الآن ،وذلك سؤال لا يجد اي جواب ايجابي لدى القوى المعرقلة للمسيرة الوطنية باتجاه محو كافة اثار الماضي !!

والسؤال الاخر هو ان اللحمة الوطنية لا يمكن ان تتأثر بمصالح اطراف تمثل اجندة خارجية ،وهذه الاجندة تمثلت بتحالف الاضداد من اجل الاجهاز على حق الشعب العراقي في تقرير مصيره الذي رسمته صناديق الاقتراع ،فخصوم النظام الصدامي السابقين انفسهم اليوم من يدعم الجبهة المضادة للشعب العراقي ،كمعظم الانظمة العربية كسوريا وغيرها ممن كانت اراضيها منطلق للقوات الاجنبية لاسقاط النظام البعثي ،تجد هذه الانظمة وشعوبها صارت حواضن للارهاب ولقياداته ،ولعلنا نتذكر فتاوى مشايخ السعودية في تكفير صدام والبعث لابادتهم للشعب العراقي ايام احتلاله للكويت،تجدها اليوم تكفر الشعب وتناصر الطغاة !!

يستحضرني بهذه المناسبة خطابات لطارق الهاشمي ،وتيسير المشهداني من جبهة التوافق في الحفل التأبيني الذي اقيم بذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم (قدس) وهي تعلن بان السيد شهيد المحراب كان رائدا للمشروع الوحدوي في العراق ،وان يوم استشهاده ينبغي ان يكون يوم الوحدة الوطنية،يقول الهاشمي وهو يصف السيد الحكيم "رجل كان يضم اوجاع بلده في داخله وكان يريد ان يتخلص منها من خلال دعم كل التيارات العربية والكردية التي كانت تريد التخلص من الدكتاتورية لبناء عراق موحد بين كل اطيافه الموجودة" مؤكدا:"ان الطائفية لم تكن موجودة في العراق وكلنا يقين انها اياد خارجية ارادت ان تخلق فرقة بين ابناء البلد الواحد مبينا " اذن اين المشكلة مادام رمز تيار مهم في العراق وهو رائد المشروع السياسي هو بهذا الوصف السامي لدى الدكتور المشهداني ،ولماذا يقع البعض في النفاق السياسي ولمصلحة من ؟!!

جميع التيارات المكونة للائتلاف العراقي الموحد الذي ينبغي دستوريا ان يكون هو الحاكم ،الزمت نفسها على تحقيق مشروع الوحدة الوطنية والمصالحة وقد فتحت صدرها للجميع من اجل المشاركة الفعلية في حكم البلاد للحيلولة دون تهميش الاخرين ،وقد تحقق نجاح كبير في تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية حين توحدت همم وجهود عشائر الانبار مع الحكومة ضد قوى الارهاب وعملاء قوات الاحتلال الذين لايترددون في اعلانهم موقفهم الحقيقي في استهداف الابرياء من شعبنا في كل مكان ،والاذعان للقوات الاجنبية التي تمكنت من تسخيرهم لاهدافها في افشال المصالحة واستقرار البلاد ،كما هو شانها في تسليح تلك العناصر الخارجة عن الارادة الوطنية والقبلية ومزاياها الحميدة ،وتلك هي الصحوة من عقائد البعث والتكفير التي فرضت نفسها على ايتام صدام وبعض المسغفلين ..

يقول السيد عمار الحكيم "علينا العمل على انجاح المشروع السياسي في العراق وتعزيز اللحمة الوطنية، وتعزيز الشراكة الحقيقة، وتوفير الفرص المتكافئة، وضمان حقوق جميع العراقيين ضمن القانون والدستور.. لابد لنا ان نركز على محورية ابناء الشعب العراقي في تقرير مصيرهم عبر صناديق الاقتراع، فلا يمكن ان نرضى او نخضع لاي التفاف على الحالة الدستورية، كما اننا نؤكد على ضرورة ان يأتي الحل حلا وطنيا عراقيا محليا اصيلا مستقلا من قبل جميع القوى الفاعلة في الساحة العراقية، ونؤكد ايضا ان الحل يجب ان يكون حلا شاملا يرضي جميع الاطراف، ووفق القانون والدستور، ونعالج هواجس ومخاوف جميع الاطراف ضمن القانون والدستور ايضا، ونؤكد ايضا ان أي حل للقضية العراقية يجب ان ينطلق من تعزيز وحدة العراقيين وليس في تحقيق الفجوة والانقسام فيما بينهم ، لابد لنا ان نتوحد" .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك