المقالات

في ذكرى مولد أمير المؤمنين عليه السلام

1421 14:28:00 2007-07-27

( بقلم :الدكتور عبد المنعم الناصر )

بسم الله الرحمن الرحيموالصلاة والسلام على نبينا وإمامنا ومعلمنا محمد رسول الله وآله الطيبين وأصحابه المنتجبين

يمر المجتمع الإسلامي في هذه المرحلة من تاريخه بأزمة خطيرة تحتاج إلى تأمل وإمعان نظر. فقد أصبح اسم الإسلام على مستوى وسائل الإعلام الدولية ولشديد الأسف عرضة للتهم بالإرهاب والعنف.نتيجة ما يفعله البعض باسم الإسلام ضد مجتمعاتهم وضد جهات من المجتمع الدولي بدعوى الدفاع عن الإسلام. نعم. كان الإسلام وما يزال بحاجة لمن يدافع عنه ويحميه، غير أنه أخذ يصبح رهينة بأيدي جماعات أعطت لنفسها الحق في إصدارالفتاوى واتخاذ القرارات المصيرية بحق آخرين نصبتهم في موقع العداوة والخلاف. وأخطر ما في الأمر أن هؤلاء الجماعات يعدون أنفسهم الوحيدين الذين يمتلكون الحقيقة ويتمتعون بصواب الرأي، ويخطئون كل من عداهم ويكفرونهم ويصفونهم بالخروج على الملة.؛ كما يصنفون بقية الأمم في صنف أعداء الإسلام، حتى إن كانوا يعيشون ضمن دولة مسلمة فيفتون بقتلهم تحت أي مبرر، أو بدون مبرر.

واليوم ونحن نحتفل بميلاد أمير المؤمنين (ع) وهو الذي حمل عبىء المحافظة على نقاوة الإسلام بعد وفاة النبي (ص) وضحى في سبيل ذلك بكل ما يستطيع، ليجدر بنا أن نستلهم من سياسته وكلماته ما يرشدنا الى الطريق الإسلامي الصحيح في أموركثيرة ولا سيما في ما يتعلق بتحديد علاقة المسلمين بغيرهم ، وعلاقاتهم بعضهم بالبعض الآخر. وعندما نتبع الطريق الذي اتبعه الإمام (ع) فنحن على طريق الحق، مصداقا لقول رسول الله (ص) "علي مع الحق والحق مع علي". وضمن ما يسمح الوقت في هذااللقاء لتأخذ مثالا واحدا من موقف اٌلإسلام في التعامل مع الناس كما بينه الإمام (ع) في عهده لمالك الأشتر (رض) حين ولاه مصر. " وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم؛. ولا تكن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم؛ فإنهم صنفان: إما أخٌ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق."

يطلب الإمام من مالك أن يحيط قلبه بمشاعر الرحمة والمحبة واللطف بمن سيتولى رعاية أمورهم.فإذا أخذنا معنى كلمة واحدة وهي المحبة للناس فكيف يستطيع أحد أن يحب قوما لم يعرفهم سابقاً، ربما عدا القليل منهم؟ إن الناس الذين يوصي أمير المؤمنين (ع) مالكاً بمحبتهم هم أهل مصر، منهم المسلم ومنهم المعاهد من أهل الكتاب من يهود ونصارى، ومنهم غيرهم من بقايا الفراعنه والرومان والإغريق. فكيف تكون محبتهم وهم إما غرباء عن الوالي شخصياً، أو من أهل ملل أخرى غير الإسلام؟ وكيف يطلب من أحد أن يحب من لا يعرفهم؟ إن العبرة في هذا الأمر هي أن الإمام (ع) قد رفع علاقة المحبة للناس من المستوى الشخصي ووضعها في مستوى المسؤولية الجماعية، فارتقى بذلك من الذات نحو الموضوع. من الفردية إلى المجتمع. وهذا هو الإسلام الحقيقي.

أما العبارة الأخيرة من قول الإمام فهي تصنيف البشر الى صنفين: أخ في الدين، وهو الإسلام، أو نظير في الخلق، بشر خلقه الله تعالى وله حق الحياة كما لغيره، والله يحكم بين الناس. لا شك في أن هذا التعريف لحقوق البشر في الحياة قد سبق به الإمام كل الشرائع الدنيوية الوضعية التي انتبهت في العصور الأخيرة لحقوق الإنسان، فقررت في المادة الأولى من ميثاق حقوق الإنسان حقه في الحياة. ما أجدر بنا أن نبقى تلاميذ مخلصين لهذا الإمام الذي كان رسول الله (ًص) يزقه العلم زقاً؟ اللهم صل على محمد وآله الطيبين وأصحابه المنتجبين. والحمد لله رب العالمين.

الدكتور عبد المنعم الناصر،أوكلند،

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقية
2007-07-27
بعدما قرأت الكثير عن الأمام علي ومن كتاباته , كان عبقريا بكل معنى الكلمة وكان انسانا متحضرا قبل 1400 سنة وزاهدا وعادلا وشجاعا . لاأرى الشيعة يعبدوه كما يشاع عنهم ولكن يقدسون نزاهته ونقاوته . سبق كل الكتاب والفلاسفة في طروحاتهم بقرون عديدة , الا يستحق أن نقدسه على عبقريته.؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك