المهندس زيد شحاتة
من النادر ان نجد انسانا لايتأثر بانسان اخر, يراه متميزا وفيه من الصفات او يحمل من الافكار, مايتمنى ان تكون له, فنراه يقتبس من افكاره ويردد كلماته. احيانا يكون هذا التأثر بالاخرين اصيلا, عن قناعة بما يحملون من افكار واحيانا يكون كماليا, مجرد خطوة لاضافة شكلية ورمزية الثقافة وسعة الاطلاع..الفارغ.
بداية فان هؤلاء القدوات او النماذج, هم بشر ولا يملكون العصمة الا لعدد محدد منهم, وبالتالي فان كل مايقولون وافكارهم عموما, قابلة لان تكون صحيحة او خاطئة, كليا او جزئيا. المنطق السليم يسمح باخذ الافكار او الكلام الصحيح, بغض النظر عن قائله..بل وحتى اسلامنا العظيم دعى اتباعه الى تعلم مختلف علوم الامم الاخرى, رغم عدم اسلاميتها لاهميتها للحياة الانسانية, لكن هل تصح هذه القاعدة دوما؟!, وعلى كل حملة الافكار؟!.
اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة لطرح الافكار بمختلف مشاربها, وتقديم الرؤى والاطروحات والتحليلات..والشكوى والشتم والسب وكل شىء, ويطغى عليها قيام شباب باقتباس اقوال او افكار لمشاهير, بعظها جميل وبراق..وبعضها منطقي يحمل حكمة, وبعضها فارغ, الا من اطار مغري ولماع.
من المهم ان نعرف خلفية صاحب الفكرة, او المقولة التي نقتبسها, ولما قالها, وكيف وفي اي ظرف قيلت..والا لاصبح اقتباسنا لها, اقتطاعا لكلمة من جملة كاملة, وستفقد تلك الكلمة معناها..وتعطيها تفسيرا غير مطابق لواقعية مقصدها.
من ناحية اخرى, فان معظم من يتم الاقتباس منهم او تقليدم هم مشاهير او عباقرة امم اخرى, وافكارهم واقوالهم نتيجة تجاربهم مع اممهم, ضمن محيطاتهم ومجتمعاتهم, فهل يمكن ان تصح وتنطبق على مجتمعنا؟بكل تفاصيله وتعقيداته؟ ربما بعضها نعم..ولكن غالبيتها ..لا.
ثم من يضمن ان يكون كل هؤلاء المشاهير على جادة الصواب فيما يقولون او يفكرون؟؟ اوضمن مقبولات ديننا في حدها الادنى؟ او اي مقاييس اخرى نتخذها لانفسنا,وحسب اختياراتنا لانفسنا؟.
الاغرب في الموضوع, ان يتم اقتباس اقوال واراء لاناس غير متدينين, عن الدين والاسلام ومعتقداته, او العكس بالعكس, فيتم اقتباس رأي لأدعياء دين, عن الثقافة والعلوم؟!. الاستفادة من تجارب الاخرين دليل وعي وتفتح العقل والفكر..والتمييز بين الغث والسمين من تلك الافكار دليل حكمه.
يجب ان ننجح في جعل الحكمة تقود تفتح الذهن.
https://telegram.me/buratha