( بقلم : علاء هادي الحطاب )
مهما كان مختلف في تعريف المليشيات ...لا اعتقد انه يمكن الاختلاف حول عدم امكانية قيام دولة قانون ومؤسسات بوجود مليشيات تحمل سلاحا (لأي سبب كان). المهم هو حمل السلاح خارج سلطة القانون...ومن هنا كانت الدعاوى التي تنادي بإنهاء التجمعات البشرية المسلحة خارج القانون تلقى قبولا شعبيا ودوليا ...وهذا ما كانت تدعي اقراره في العراق القوات المتعددة الجنسيات .... بإنشاء دولة مؤسسات فوق كل الاعتبارات...وهذا ايضا ما جاء من اجله قادة العراق الجديد...
في كل الاحوال لا يمكن نكران ايجابية هكذا طرح....لكن يبدو ان الديمقراطية الاميريكية باتت متخبطة فيما تفعل فما بين انهاء دور المليشيات..... وتسليح وتجهيز مليشيات اخرى علامة استفهام كبيرة.لا يخلو الواقع من امرين اولهما...اما ان تكون القوات الاميريكية غير مدركة لخطورة ما تقدم عليه من خلال تسليحها هذا... وتلك مصيبة.... او تكون مدركة عن قصد مسبقا هذا الامر... والمصيبة اعظم ...لأن تلك الفصائل التي اعلنت القوات الامريكية تسليحها هي من طيف اجتماعي واحد ... والمشكلة الرئيسة ليس فقط في تسليح العشائر بل في تسليح الفصائل المسلحة التي قاتلت الاميركان على اساس كونهم (محتلاً) والشعب العراقي اساس كونهم اتباع المحتل ... كالجيش الاسلامي وجيش الصحابة وفيلق عمر وجيش محمد وكتائب ثورة العشرين وغيرها كثير ممن اختلفت مع القاعدة حاليا...من جهة اخرى...تلك الفصائل لا تعترف بالعملية السياسية الجارية الان فضلا عن الحكومة القائمة مع ذلك تسلحها القوات الاميريكية فما بين استمرار ادعاء السياسة الاميريكية دعمها للحكومة العراقية علامة استفهام والاقدام على هكذا خطوة استفهام اخرى. مضافا الى ان تلك الفصائل لم تخف استهدافها سابقا وحاليا للقوات الاميريكية والعراقية على حد سواء.
فلماذا تسلح القوات الامريكية من يقاتلها؟ العذر في كل ما تقدم هو قتال القاعدة ...ولا اعرف متى اصبح هؤلاء خصوم للقاعدة؟ واخر بيان لهم كان يسمي ما حصل من معارك (بينهم) من اجل النفوذ على المناطق (قتال اخوة) معلنا توقفه وعدم شماتة الاعداء(الرافضة)بهم...
يبدو ان هناك مخططاً امريكياً كبيراً لا يجاد ارضية صالحة ومهيئة للحرب الاهلية لا سيما بعد مشهد توحد العراقيين ابان نسف مئذنتي العسكريين(ع) فعمد (الامريكان) الى اخراج قضية ابطال منتخب التايكواندوا الى العلن لإشعال الفتنة من جديد ...ولم يفلح الامر.عمدوا الى استهداف الخلاني ومن قبله الكيلاني...وطبعا الادوات في ذلك واضحة وهي (القاعدة) التي لم نسمع عن استهدافها للامريكان (مؤخرا) لا سيما بعد محاورة السفير السابق زلماي لهم في عمان...وهنا تبرز عدة اسئلة ماهو الشيء الضامن بالنسبة للامريكان بعدم انقلاب هؤلاء اذ ما توفر عندهم السلاح وشرعية التحرك بالانقلاب على العملية السياسية والحكومة والشعب العراقي؟كذلك كيف سنبعد شبح الحرب الاهلية وهاهي القوات الامريكية تسلح من تفاخر بقتل العراقيين (سنة وشيعة) على اساس انهم (اقزام المحتل) ومنتخِبو الحكومة اللاشرعية؟ولماذا رفضت القوات الامريكية سابقا فكرة انشاء لجان شعبية لحماية مناطقها وهي اليوم تسلح العشائر لحماية مناطقهم مع ان دعاة اللجان الشعبية سابقا طرحوا ذلك الامر من خلال الحكومة والبرلمان وبرعايتهما؟ الا اذا فهمنا ان دعاة اللجان الشعبية من مكون مذهبي معين وتسليح العشائر من مكون اخر؟وهذا ما تسميه تلك القوات بالتوازن ... ثم اين هو دور الحكومة (كاملة السيادة)او (كاملة الوسادة) لافرق؟ولماذا كان المالكي اخر من يعلم وطبعا من خلال وسائل الاعلام؟يبدو ان الرجل لم يستطع معارضة الامريكان فعمد الى تشكيل لجنة كلجان جسر الائمة... او تفجيرات سامراء السابقة والحالية... ولجان احداث البصرة....وغيرها كثير من اللجان التي لا يتعدى عملها مصدات المنطقة الخضراء ...؟بينما يبقى السؤال الذي لم ولن يستطع احد قوله للامريكان وكذلك الاجابة عليه...من يقول لهم ماذا انتم فاعلون؟ولماذا لم تعترف حكوتنا (كاملة السيادة)...الوسادة...السيارة...) بأحتلالية تلك القوات على الرغم من اعتراف الامم المتحدة بذلك؟وبالنهاية هل يستطيع البرلمان العراقي (المنتخب)ايقاف هذا الامر؟علامة استفهام اكبر................................كاتب واعلامي عراقي
https://telegram.me/buratha