المقالات

مسيرة الولاء والنصرة... ووضوح الرؤية

1354 19:44:00 2007-06-26

بقلم : علي حسين علي

مئات الآلاف من العراقيين التي تدفقت على مدينة النجف الاشرف قبل أيام استجابة لنداء سماحة السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الإئتلاف العراقي الموحد ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، كان لها اثر البالغ ومؤشراتها المهمة ورسائلها الواضحة لدي العديد من المراقبين السياسيين المعنيين بالشأن العراقي ولدى الاوساط السياسية والاقليمية والدولية... ويأتي في مقدمة مؤشرات تلك المظاهرة الجماهيرية الحاشدة ان المرجعية الدينية والزعامات السياسية المخلصة لها التأثير الكبير على الشارع العراقي بكل اتجاهاته ومكوناته كان وسيظل طوع المرجعية التي لولا قيادتها الرشيدة وتدخلها في اصعب الظروف لكان حال العراق غير ما هو عليه الآن، او لنكن اكثر صراحة لنقول... ان العراق من الصعب ان يظل موحداً لولا حكمة المرجعية الرشيدة والتفاف الشعب حولها، ولعل هذا اهم مارأه المراقبون والراصدون السياسيون خلال الايام الأخيرة، وقد عبروا في معظم تقويماتهم للشأن العراقي بعد مظاهرة الولاء والنصرة يوم الخميس الماضي.

ولم يخف على الراصد السياسي، بل لعله اثار دهشته، ذلك الوضوح الذي اتسمت به شعارات المظاهرة الجماهيرية.. اذ انها وضعت النقاط على الحروف وجددت بكل صراحة الارادة الجماهيرية المتمسكة بوحدة العراق ارضاً وشعباً كهدف وطني استراتيجي غير قابل للمساومة، وغير خاضع للابتزاز مهما كانت النتائج، وقد ترجمت مظاهرة الولاء والنصرة بحق شعار الوحدة الوطنية وحولته الى ممارسة عملية، سياسية وثقافية واجتماعية من خلال الشعارات والهتافات التي صدحت بها افواه مئات الآلاف من العراقيين.

وما لفت انتباه المراقبين السياسيين هو ان اشتراك القبائل والعشائر العراقية والمؤسسات الدينية والعلمية والطلابية والعمالية كانت جميعها تتكلم بلسان مبين وتؤكد اصرارها على وحدة العراق واستعدادها للتضحية بكل غالٍ ونفيس من اجل بنائه حراً ديمقراطياً تعددياً فيدرالياً.. وهذا الاتفاق ووحدة الخطاب الجماهيري ما هو الا ثمرة للثقافة والوعي لدى مكونات الشعب العراقي ويعود الفضل في كل ذلك الى المرجعية الدينية والتي استطاعت ان توحد قلوب وعقول ابناء الرافدين، وتجعل من تمسكهم بوحدة وطنهم عقيدة راسخة.

وكان الخطاب الذي القاه سماحة السيد عمار الحكيم متماهيا مع كل ما كتب على اللافتات من شعارات وما صدحت به مئات الآلاف من الحناجر، فسماحته عبر بما عرف عنه صدق وصراحة ودقة في التشخيص والذهاب الى المراد مباشرة، عبر عن ضمير ووجدان وخوالج الانسان العراقي عندما حذر من ان الزمر التكفيرية والصدامية الإرهابية عند استهدفت مراقدنا المقدسة ومساجدنا ومعابدنا وحسينياتنا واضرحة الصحابة والصالحين من السابقين.وكانت بجرائمها هذه وافعالها الوضيعة تستهدف نسيجنا الوطني ووحدة بلادنا التي تكسر على صخرتها كل المؤمرات والعمليات الجبانة رغم وحشيتها وقوتها .السيد عمار الحكيم وهو يؤكد اننا مستهدفون بوحدتنا ومشروعنا وطننا ما كان يرضى ان تبقى متفرجين على عمليات الاستهداف تلك، انما نقل المعركة والمواجهة الى عقر اولئك تريدون ان تستهدفونا بوحدتنا، فنستهدفكم نحن بوحدتنا.ولاشك ان هذه المقولة قد اختزلت معاني كثيرة بمعنى واحد جعل من هذه الوحدة هدفا ورقما صعبا غير قابل للقسمة. وجاء تأكيد سماحته وهو يتحدث الى مئات الآلاف من العراقيين على ضرورة ان تعيد الحكومة النظر بإجراءاتها الأمنية والأسرع بإعادة بناء مرقد الإمامين المقدس وتأمين الطريق لوصول المؤمنين لزيارة المرقد الشريف والتبرك بالوقوف في حضرتها المطهرة، وكذلك تأكيد سماحته على محاسبة المقصرين والمتواطئين من القوة المسؤولة عن المرقد الطاهر بسامراء... جاء كل هذا محيرا عن ما في صدور وضمائر الآلاف ممن حضروا الى مدينة أمير المؤمنين (عليه السلام) وممن كانوا في اجواء هذا الحدث ممن لم يقدر لهم ان يشاركوا في مظاهرة الولاء والنصرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك