بقلم : علي حسين علي
مئات الآلاف من العراقيين التي تدفقت على مدينة النجف الاشرف قبل أيام استجابة لنداء سماحة السيد عبد العزيز الحكيم زعيم الإئتلاف العراقي الموحد ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، كان لها اثر البالغ ومؤشراتها المهمة ورسائلها الواضحة لدي العديد من المراقبين السياسيين المعنيين بالشأن العراقي ولدى الاوساط السياسية والاقليمية والدولية... ويأتي في مقدمة مؤشرات تلك المظاهرة الجماهيرية الحاشدة ان المرجعية الدينية والزعامات السياسية المخلصة لها التأثير الكبير على الشارع العراقي بكل اتجاهاته ومكوناته كان وسيظل طوع المرجعية التي لولا قيادتها الرشيدة وتدخلها في اصعب الظروف لكان حال العراق غير ما هو عليه الآن، او لنكن اكثر صراحة لنقول... ان العراق من الصعب ان يظل موحداً لولا حكمة المرجعية الرشيدة والتفاف الشعب حولها، ولعل هذا اهم مارأه المراقبون والراصدون السياسيون خلال الايام الأخيرة، وقد عبروا في معظم تقويماتهم للشأن العراقي بعد مظاهرة الولاء والنصرة يوم الخميس الماضي.
ولم يخف على الراصد السياسي، بل لعله اثار دهشته، ذلك الوضوح الذي اتسمت به شعارات المظاهرة الجماهيرية.. اذ انها وضعت النقاط على الحروف وجددت بكل صراحة الارادة الجماهيرية المتمسكة بوحدة العراق ارضاً وشعباً كهدف وطني استراتيجي غير قابل للمساومة، وغير خاضع للابتزاز مهما كانت النتائج، وقد ترجمت مظاهرة الولاء والنصرة بحق شعار الوحدة الوطنية وحولته الى ممارسة عملية، سياسية وثقافية واجتماعية من خلال الشعارات والهتافات التي صدحت بها افواه مئات الآلاف من العراقيين.
وما لفت انتباه المراقبين السياسيين هو ان اشتراك القبائل والعشائر العراقية والمؤسسات الدينية والعلمية والطلابية والعمالية كانت جميعها تتكلم بلسان مبين وتؤكد اصرارها على وحدة العراق واستعدادها للتضحية بكل غالٍ ونفيس من اجل بنائه حراً ديمقراطياً تعددياً فيدرالياً.. وهذا الاتفاق ووحدة الخطاب الجماهيري ما هو الا ثمرة للثقافة والوعي لدى مكونات الشعب العراقي ويعود الفضل في كل ذلك الى المرجعية الدينية والتي استطاعت ان توحد قلوب وعقول ابناء الرافدين، وتجعل من تمسكهم بوحدة وطنهم عقيدة راسخة.
وكان الخطاب الذي القاه سماحة السيد عمار الحكيم متماهيا مع كل ما كتب على اللافتات من شعارات وما صدحت به مئات الآلاف من الحناجر، فسماحته عبر بما عرف عنه صدق وصراحة ودقة في التشخيص والذهاب الى المراد مباشرة، عبر عن ضمير ووجدان وخوالج الانسان العراقي عندما حذر من ان الزمر التكفيرية والصدامية الإرهابية عند استهدفت مراقدنا المقدسة ومساجدنا ومعابدنا وحسينياتنا واضرحة الصحابة والصالحين من السابقين.وكانت بجرائمها هذه وافعالها الوضيعة تستهدف نسيجنا الوطني ووحدة بلادنا التي تكسر على صخرتها كل المؤمرات والعمليات الجبانة رغم وحشيتها وقوتها .السيد عمار الحكيم وهو يؤكد اننا مستهدفون بوحدتنا ومشروعنا وطننا ما كان يرضى ان تبقى متفرجين على عمليات الاستهداف تلك، انما نقل المعركة والمواجهة الى عقر اولئك تريدون ان تستهدفونا بوحدتنا، فنستهدفكم نحن بوحدتنا.ولاشك ان هذه المقولة قد اختزلت معاني كثيرة بمعنى واحد جعل من هذه الوحدة هدفا ورقما صعبا غير قابل للقسمة. وجاء تأكيد سماحته وهو يتحدث الى مئات الآلاف من العراقيين على ضرورة ان تعيد الحكومة النظر بإجراءاتها الأمنية والأسرع بإعادة بناء مرقد الإمامين المقدس وتأمين الطريق لوصول المؤمنين لزيارة المرقد الشريف والتبرك بالوقوف في حضرتها المطهرة، وكذلك تأكيد سماحته على محاسبة المقصرين والمتواطئين من القوة المسؤولة عن المرقد الطاهر بسامراء... جاء كل هذا محيرا عن ما في صدور وضمائر الآلاف ممن حضروا الى مدينة أمير المؤمنين (عليه السلام) وممن كانوا في اجواء هذا الحدث ممن لم يقدر لهم ان يشاركوا في مظاهرة الولاء والنصرة.
https://telegram.me/buratha