بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين
عندما يراد الخوض في اطروحة البرلمان العراقي وصناعته فلابد من العودة خطوة الى الوراء، الغرض منها استذكار حجم التضحيات وانهار الدماء التي اريقت في كل شبر من الارض العراقية لغرض الوصول الى هذا المنجز التأريخي والمفصلي في حياتنا المعاصرة.البرلمان العراقي ليست حالة ترفيه او صالة ذات مقاعد ديباجية ومنصة عكاظية وزوايا لعدسات فضائية وفوتغرافية الغرض منها استعراض الحالة القشرية فيما المحاولات قائمة على قدم وساق لنسف هذا المنجز وتفريغه من محتواه وجوهره الذي بات يمثل الشرعية الوطنية والدستورية للارادة العراقية بكل مكوناتها الاجتماعية والفكرية والسياسية.لقد باتت المحاولات الهادفة الى نسف هذا الكيان اكثر من واضحة من خلال التآمر الداخلي والخارجي على هذه التجربة الفريدة بالمنطقة، اذ لا يعقل ولاي سبب كان ان تبقى حركة البرلمان اسيرة مزاجات وتخرصات ومؤامرات انفار من اعضائه كل ما يحملونه من امتياز انهم كانوا يشكلون حتى الامس القريب حجر الزاوية في هيكلية النظام الصدامي البعثي المقبور الذي دمر البلاد والعباد جراء سياساته الكارثية التي فرضها على العراق والمنطقة طوال ما يقرب من اربعة عقود، ولا يمكن للسادة اعضاء البرلمان بعد كل الحقائق والوقائع التي تكشفت امامهم ان يبقوا متمسكين بخيار الصمت او الطرح الخجول ازاء هكذا محاولات تآمرية وصلت الى حد عقد المؤتمرات العلنية في بعض العواصم العربية وغير العربية الغرض منها - كما اسلفنا- تدمير عهدنا الجديد من الداخل والخارج تمهيداً لعودة العسكرتاريا وقرارات الثكنة التي اتخمت البلاد بمقابرها الجماعية.ان المتابع السياسي للشأن العراقي يستغرب اشد الاستغراب كل هذا الصمت الدستوري والقضائي والتنفيذي ازاء اعضاء برلمانيين (عراقيين) يتصدون لقيادة منظمة ارهابية تتخذ من الاراضي العراقية قاعدة لها ليس فقط للعبث بأمن دولة جارة في مخالفة للدستور العراقي وانما لقيادة انقلاب مشبوه ضد ارادة الملايين من ابناء شعبنا في الجانب الآخر لا احد بمقدوره ان يفهم اصرار بعض النواب على مقاطعة جلسات البرلمان منذ تشكيله وحتى الآن في حين انهم – أي النواب- يتمتعون بكل المزايا والحصانات المادية والدبلوماسية والدستورية بسبب حملهم لهذه العضوية ولا ندري ايضاً هل توجد في النظام الداخلي مادة او فقرة تجيز لكتلة او لعضو تعليق العضوية وكما تفعل حالياً جبهة التوافق؟!!. اننا وحسب اطلاعنا على فقرات النظام الداخلي للبرلمان العراقي لم نقرأ او نسمع بشيء من هذا القبيل، وهذا ما يجعل الاستفهامات التي اشرنا اليها تزداد مساحة واصراراً على الاجابة. لا احد بمقدوره ان يفهم اصرار بعض النواب على مقاطعة جلسات البرلمان منذ تشكيله وحتى الآن في حين انهم – أي النواب- يتمتعون بكل المزايا والحصانات المادية والدبلوماسية والدستورية بسبب حملهم لهذه العضوية ولا ندري ايضاً هل توجد في النظام الداخلي مادة او فقرة تجيز لكتلة او لعضو تعليق العضوية وكما تفعل حالياً جبهة التوافق؟!!.
https://telegram.me/buratha