( بقلم : اسعد راشد )
يبدو ان الامريكيين استهوتهم كثيرا اللعبة الطائفية وامتهنوها خلال سنوات تواجدهم في العراق فأكتشفوا ـ يا لها من اكتشاف ومفاجأة ! ـ ان "المقاومين" وميليشياتهم المسلحة بل وناسهم وحاضناتهم جميعا هم الاكثر اندماجا مع المشروع الديمقراطي للعراق وانهم اصبحوا الان جاهزون للدخول في "حلف مقدس" معهم لمواجهة خطر الميليشيات الشيعية التي باتت تتواجد حتى على سطح المريخ وتشكل خطرا على المنظومة الكونية دعك عن "الانبار" التي طهرها "مجلس الانقاذ" من القاعدة و غدى اهلها قلقين من "الميليشيات الشيعية" التي تنتشر في كل زقاق وفي كل بيت في محافظة الانبار وهم لا يخشون الا "من عودة الميليشيات الشيعية" التي فرت منها بعد ان اكتسحها "فتية باتريوس" من جيوش "المقاومة" وقمعوا القاعدة حلفاء تلك الجيوش .هذا المشهد ليس هزليا بل هو الواقع تعكسه مجريات الاوضاع والتطورات في عدة محافظات واحياء في العاصمة كانت ومازالت القاعدة وحماتها تعيث فيها الفساد والخراب من قتل وقطع للرؤوس وابادة جماعية للسكان ‘ واليوم اكتشف الامريكيون ان "حضنات " الارهاب وفلول البعث واناس تلك الحاضنات هم ضحايا "القاعدة" وان القاعدة تتواجد حيث تتواجد "الميليشيات الشيعية" ولا ندري اذا كان الامريكيون ايضا قد صدقوا ان جنودهم لم يقتلوا حيث يتواجد قطعان "المكاومة" ولم يستهدفوا في الانبار وفي مناطق تسليح العشائر السنية بل في المحافظات الامنة جنوبا وشمالا ! والتسائل المطروح هل الامريكان بمثل هذه السذاجة والغباء كي يقوموا بالترويج لما يقوله "سكان دولة القاعدة" في ديالي او العامرية او حتى جزر" الواقواق " بان "جنود الميليشيات احتلوا مواقع كثيرة في الشرطة والجيش في ديالي وبغداد واستعملوا القوات الحكومية كغطاء لقتل السنة"! ويبرروا تواجد القاعدة بتلك الميليشيات المزعومة حيث يصور لهم ذلك البعثي النذل بكل خبث "بدون القاعدة الميليشيات ستجتاحنا من جديد"! حيث اصبح عنوان "الميليشيات" بابا لتزكية كما هوحال عنوان "القاعدة" و أصبح البعثي وازلام النظام السابق ابرياء وضحايا !
اما ميليشيات باتريوس و "مرتزقة" كروكر السفير الامريكي والتي اخذت اليوم على عاتقها كما تدعي محاربة القاعدة والدخول معها في منازلة فهي اصبحت اليوم لا تخشى الا "الميليشيات الشيعية" ونسيت انها كانت الحاضنة لهم وهي التي دفعت بالقاعدة والغربان للمجيء الى العراق لممارسة مهنة القتل والتفخيخ والتفجير وقطع الرؤوس .
الواضح ان دهاء البعث في تجيير العقلية الامريكية والضحك عليها لصالح مشروعه الشوفيني والطائفي قد اوقع الامريكيون في العراق في فخ كبير يجعل الخروج منه اصعب من الوقوع فيه خاصة وان الهدف المرحلي الذي وضعه البعث امامه هو جر كل العراق الى ساحة قتال ومعركة ودماء وهذا الامر لا يتأتى الا عبر التسويق الطائفي والترويج لاكذوبة كبيرة على الطريقة الهتلرية وتشغيل ماكينة "غوبلرز" الاعلامية للمضي قدما نحو منع قيام عراق تعددي ديمقراطي فيدرالي تلك الاكذوبة باتت مكشوفة ومفضوحة حيث عندما يتهم ضابط "مضراوي" الميليشيات الشيعية بقتل السنة في ديالي ويصدقه الجنرال الامريكي ويبدأ بالتأسيس عليها نظرياته وتصوراته لعمل قواته في مناطق العراق فان الكارثة ستكون اكبر واعظم خاصة اذا كان الامر يتعلق بضحايا ودماء ابرياء وقيام الطرف المعادي للديمقراطية والعراق الجديد بتزوير الواقع وتحوير الحقائق وقلبها لصالح اجندة طائفية وعنصرية ومصالح خسيسة الهدف فقط هو الحكم والسلطة والعودة بالعراق الى عهد العبودية والمقابر الجماعية والانفال ‘ فمن لا يعلم ان محافظة الديالي قد افرغت من الشيعة ولم يبقى فيها الا القلة القليلة وان الضحايا هم من الشيعة وان اكثر الذي هجروا منها هم من الشيعة بعد ان سيطرت مجاميع القاعدة وازلام البعث عليها وبتعاون مع سكانها بالتحديد بعد تلك المسرحية التي اخرجها بخبث ودهاء ذلك الارهابي المجرم "الدايني" الذي غدى خطابه مثالا يحتذى به لدي كل الذين يريدون تعطيل العملية السياسية والاستحواذ على السلطة وخداع الامريكان ‘ فكيف يمكن التصديق بما قاله ذلك "الضابط" في جيش صدام بان الميليشيات الشيعية تقتل السنة في ديالي وان "بدون قاعدة الميليشيات ستجتاحنا مرة ثانية"! ‘ ومن اتى بالقاعدة قبل ات تأتي الميليشيات ؟ وهل كانت الميليشيات موجودة في الانبار عندما اتت القاعدة وسيطرت على مدنها وحولت تلك المحافظة الى مسالخ بشرية ؟ومن سلم الفلوجة السنية الخالية من الشيعة للارهابيين والقتلة من تنظيم القاعدة ‘ الم يسلمها لهم البعثيون وازلام مخابرات صدام وعلى رأسهم ذلك السفاك المجرم العفن عبد الله الجنابي ؟
نعتقد ان ازلام البعث وباتفاق مع حلفائهم من الارهابيين والاعراب الوافدين يسعون استعمال العقلية الامريكية المنفتحة للترويج الطائفي وزجها في هذه اللعبة الخطرة من اجل تهميش شريحة واسعة من المجتمع العراقي واليوم يدعون اتباعهم ومرتزقتهم للانضمام الى "ميليشيات باتريوس" ليس لمقاتلة القاعدة التي هي في حكم المنتهى وانما كما قال ذلك النتن من "الجيش الاسلامي" في برنامج "صناعة الموت" لقناة العربية لمواجهة الشيعة وميليشياتهم !
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha