بقلم : حامد كماش الناصري
في زمن تلتوي بأهله السبل كل التواء , وفي بلد تحاول العصابـــــات التكفيرية فيه تحريف قيم الخير الموجودة لدى أهله .وفي محنة يصطرع فيها الخير والشر ويختصم فيها الحق والبـــــــــاطل وتمتحن فيها الأخلاق أشد امتحان ...في هذا الزمن ... وفي هذا البلد ... وفي هذه المحنة بالذات كان شهيد المحراب :( السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره )جدولا مــــــــن خير وفضيلة وحق يتسلسل هادئا ,صافيا , وديعا فينسكب هدوؤه وصفاؤه ووداعته فــي كثير من النفوس الطيبة انسكاب النور البهيج .حقا كان شهيد المحراب الجدول الطاهر الكريم وكان النعمة فـــــــــي الجدب وكان الواحة فــــــي الصحراء وكان الكبرياء المتواضعة في مزدحم النفوس المتمرغة على الأعتاب والأقدام وكان الضمير النقي المتألق في أفق قاتم عجيب .سيدي أبا صادق عذرا ...أرى الحديث عن شخصك الكريم فيه صعوبة بالغة خاصة عند الخوض في سيرتك ومزاياك أو محاولة استقصاء مواقفك وأفكارك العظيمة التي تركت بصماتها على الواقع والتاريخ والذاكرة .وصدق الشاعر إذ يقول :
تعداد مجد المرء منقصة .................... إذا فاقت مزاياه عن التعداد
سيدي أيها الشهيد المفدى :لما علم التكفيريون أنك صمام أمــــــــان المشروع الوطني العراقي أعدوا عدتهم لاغتيالك بالشكل الذي دل علــــــــى حقدهم وقد ظنوا وخاب ظنهم بان قتلهم قائد حركة التغير سوف تتوقف حركة التغير والثورة علـــــــــــى كل مظاهر ومخلفات النظام إذ جهلوا انك تركت رجالا وتراثا وخطوطا عريضة لمن بعدك .
سيدي أبا صادق ...من لي برد تلك المجالس الحافلة بالعلم ؟؟من لي بإعادة ذلك الفكـــــــــــر المبدع ؟؟من لي بإرجاع ذلك المنطق الفصل والحجة البليغة ؟؟هيهات ما أبعد المدى وأطول النوى وأوجع المصيبة غفرانك اللهم :
(( إن العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول مايسخطك ))
فلو خلد الملوك إذن خلدنا ........... ولو بقي الكرام إذن بقينا
سيدي أبا صادق..........لقد طويت بفقدك ياسيدي صفحة مــن تاريخنا مشرقة السنا باهرة اللمعان لأنك مــــن بقايا الصالحين وأعلام الدين الذين خفق لوائهم فوق كل لـــــــواء وارتفع صوتهم فعم صداه ربوع وأرجاء الإسلام.لانستطيع أن ننساك مادام في الدنيا علم ومـــا بقيت مسائل تحتاج لفكر ثاقب ينير الدياجـــــي ويوضح الطريق لانستطيع أن ننساك ما وجد الشرع والقانون ومــــا ذكر الفحول من رجال الفكر وأعلام البيان .نذكرك ياسيدي عندما تحفل المجالس وتحتشد النخبة المختارة مــن حماة الشرع وحملة الدين ورجال الجهاد.نذكرك ياسيدي حين نشعر بوطأة الأيام وجور الزمان ...... فلعمري كنت المفزع والمستجار .ندرس حياتك ياسيدي فلا نراك تحيد مرة عن سنن الرجال ومنهج الأبطال تعتصم بنفــــــس حر تعاف الدنايا وتنهد للغايات الجسام .تسير قدما لاتلوي على الصعاب ولا تقيم وزنــا للعقبات دخلت ميدان الحياة فكنت الفـارس المعلم وجريت بالحلبة فتركت الورى خلفك يعدون .حاولت ياسيدي وأنا أذكرك أن الم ببعض صفاتك واجلوا بذكرك بعــــــض نواحيك النفسية فكان جلالك فوق ماادرك وأقول .فأستميحك العفو وهو أظهر صفات قلبك الطيب ونفسك الطاهرة .فسلام عليك يوم ولدت في ربوع العلم والدين.والسلام عليك يوم هاجرت فــــي سبيل الدين والوطن والشعب المظلوم .والسلام عليك يوم عدت منتصرا على الطغاة إلى ارض الوطن الذي ضحيت مــــــن اجله بكل غالي ونفيس.والسلام عليك يوم استشهدت في سبيل المبادئ السامية . والسلام عليك يوم تبحث حيا مع الشهداء والصديقين ...والعاقبة للمتقين.............
https://telegram.me/buratha