المقالات

العراق ليس مآوى للتنظيمات السرية والإرهابية

1661 19:05:00 2007-06-25

بقلم: سلام السراي

ما زالت بعض الاطراف السياسية تحاول الالتفاف على العملية السياسية والتجربة العراقية الجديد بدعوى الديمقراطية تارة، وتصحيح العملية ومراقبة الحكومة (الطائفية)- كما يصفونها- تارة اخرى.. والمؤسف ان اغلب مشاريع هؤلاء يطرحونها في وسائل الاعلام قبل طرحها عبر الوسائل الدستورية والقانونية.. فكما هو معلوم ان هناك جمعية وطنية منتخبة وحكومة شرعية ومجلس اعلى وطني يضم كل الكتل الممثلة داخل البرلمان، ولكن كل تلك الاسس والآليات تبقى بعيدة عن تلك الاطراف ليكون لباسها الوحيد هو التهجم والتنكيل بتجربة العراق الجديد.. وخير دليل على ذلك ما حصل بشأن التعامل مع منظمة(خلق) الارهابية التي كان النظام البائد يمثل لها الدرع الحصين في ممارسة عملها الارهابي داخل العراق وخارجه، ما ادرى ان تدرج هذه المنظمة ضمن لائحة المنظمات الارهابية التي تهدد الامن الدولي بشكل عام.ولكي لا نذهب بعيدا فان الدستور العراقي، وبشكل واضح، قد نص في المادة السابعة (الفقرة اولاً) على ما يلي:"يحظر كل كيان او نهج يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير او التطهير الطائفي، او يحرض او يمهد او يمجد او يروج او يبرر له، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه، وتحت اي مسمى كان، ولا يجوز ان يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون".. فالمعروف ان منظمة(خلق) ومنذ سقوط النظام البائد قد اتخذت موقفا معاديا للشعب العراقي، بل هي متورطة بملفات ارهابية خطيرة عديدة اودت بحياة كثير من ضحايا الشعب العراقي، فتشير التحقيقات الرسمية ان لهذه المنظمة ضلوع بارز وتنسيق مسبق بقضية ما يسمى بـ(جند السماء) الارهابية التي كان لقواتنا المسلحة الضربة الاستباقية دون تحقيق مآربهم الخبيثة الاجرامية، الى غيرها من الملفات الامنية الاخرى كملف التهجير الطائفي في محافظة ديالى.وحسن فعل مجلس النواب العراقي وبموجب المادة السابعة من الدستور-الانفة الذكر- ان صوت بالاجماع على تحجيم نشاط هذه المنظمة الارهابية وطردها من العراق لاتاحة الفرصة للسلطة التنفيذية باتخاذ اجراءاتها الرسمية في التعامل مع تلك الزمر؛ الا ان الامر المؤسف هو موقف بعض الكتل السياسية التي راحت تمجد تلك المنظمة وتحاول ان تجد الذرائع لابقائها في العراق بحجة انها قد ساعدت العراقيين في محنتهم ايام النظام السابق، وانها-أي منظمة خلق- هي قوات صديقة ولا تهدد امن واسقرار العراق!!، حتى وصلت الكرَّة ببعض السياسيين الممثلين داخل الجمعية الوطنية ان اصبح الناطق الرسمي باسم الهيئة التي انبثقت عن الاتفاق الذي جرى بين تلك المنظمة واعضاء في مجلس النواب (معسكر اشرف) في محافظة ديالى.نعتقد ان تلك الصفقات ما هي الا وسائل ضغط تمارس ضد الحكومة العراقية المنتخبة لما حققته من نتائج ملموسة في خطة فرض القانون، اضافة الى خلق اجواء متوترة لدفع هذا الطرف باتجاه الاخر من اجل تقويظ مسيرة المصالحة الوطنية التي تبنتها حكومة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي..فعلى الحكومة العراقية ان تتخذ اجراءاتها الصارمة بحق كل من يريد عدم الاستقرار لهذا البلد وجعله ساحة حرب للدول الاقليمية، بعد ان نزفنا الكثير الكثير من الدماء الزواكي لاتمام مسيرتنا الديمقراطية..كما هي، في الوقت نفسه، رسالة نوجهها الى دول الجوار الاقليمي والعربي ان يكفُّوا عن تدخلاتهم بالشأن العراقي، لان صورة الاحداث السياسية تلك الدول قد اثبتت ان الارهاب اصبح يهدد امن المنطقة بشكل عام، وما عاد مقتصرا على العراق وحده، حتى تصدر اليه مفخخات الموت وتدعم اطراف مشبوهة ومنظمات سرية وارهابية، وتستخدم سياسة التعتيم الاعلامي لما يجري بالعراقيين لغرض زعزعة امنهم ومصادرة حقوقهم المصيرية.. فان العراق ليس مآوى للارهابيين والقتلة والسفاحين، كما هو ليس ببيت لكل المنظمات السرية والارهابية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك