بقلم: باسم العوادي
لم أكن في يوم من الأيام في راحة ضمير مثلما انا عليه الآن وبالخصوص الموقف تجاة العنف المسلح في العراق وما يسمى ( بالمقاومة ) سابقا او ( المقاومة الشريفة ) واكرر على قيد ( الشريفة ) التي افتضت بكارتها خلال الاسابيع الماضية فما عادت المقاومة مقاومة وما عادت الشريفة شريفة ، ولطالما تسائلت مع نفسي احيانا كثيره هل هناك مقاومة فعلا تريد طرد المحتل والعمل على انجاح مشروع وطني في العراق بصورة صحيحة قد نكون ظلمناها بمواقفنا سابقا ؟؟ لم تطاوعني نفسي ولم يصدق عقلي ولم يطمئن قلبي لاسباب منطقية منها لا الاسماء معروفة ولا الوجوة مكشوفة ولا المشاريع مألوفه ، وكأنك تلهث وارء سراب او ان المطلوب منك ان تؤمن بقيادة مقاوماتية غيبية في حين ان المقاومة دم وللدم حرمة والعاقل من لايسفك دمه بدون معرفة الوجهة والطريق والمآل وحسن العاقبة ورضا الله تبارك وتعالى وإلا فمسؤولية الدم تقع على عاتق الأنسان نفسه وان كان حسن النية يقال ان احدهم قد سئل الإمام السجاد عليه السلام قائلا له : ان والدي كان في جيش عمر بن سعد يوم واقعة الطف وقد اخرجه عبيد الله بن زياد بالقوة وكان خائفا ولكنه بقي طول المعركة لايقاتل لانه لايرد مقاتلكم اهل البيت وكان حسن النية وانما كان حاملا لسلاحة ويقف مع الجيش فقط ، فهل سيدخل الجنة ام النار ، فقال له : النار ، فسئلة ولم يأبن رسول الله ، فقال : لقد كثر السواد بوجه جدي الحسين عليه السلام .
ماذا بقي بعد من كلام لمن كان يتنطع بالمقاومة المسلحة الشريفة ويتمشدق بها ويتحدث عن التحرير ومنازلة المحتل واخراجة من العراق بالقوة وان يوم الاستقلال لقادم بجهود فتيان شنعار الذين تحولوا الى فتية باتريوس وغلمان كروكر السفير الأمريكي في العراق وتحولت المقاومة الشريفة الى وحدة قتال خاصة ينقلها الأمريكان من الرمادي الى صلاح الدين الى ديالي مرورا بالعامرية والبقية آتية.
الصورة الأولى :
من 2003 الى 2006 ـ كانت المقاومة لايعلم عنها اي شيء سوى رائحة الموت وانهار الدم واخبار التفجيرات وصور قطع الرؤوس وخطف الاجانب وحصد ارواح المدنيين بجملتها بعثية سابقا اسلاموية لاحقا او عشائرية او قاعدية تكفيرية فكلها مقاومة وكلها تنشد التحرير وطرد المحتل والاعلام العربي يتغنى بها وببطولاتها ومعه جوقة المتنطعين ممن صدعوا رؤوسنا بشعاراتها وقرب انتصارها التأريخي.
من 2006 الى 2007 ـ تفاجئنا ان المقاومة انشقت واصبحت مقاومة شريفة وأرهاب والاولى هي المجاميع المسلحة غير المعروفة القيادة والتمويل والغايات والثانية هي القاعدة و ان الأولى الشريفة تقاتل الثانية الأرهابية ، ولماذا ؟ لان الثانية غريبة عن الأرض العراقية ! سبحان الله ،فمن اتى بها ومن اطعمها ومن آواها ومن دلها ومن فخخ لها بل من كان يعرض بناته وعرضه وشرفه عليها لكي يتزوجوا منها وصحيفة القدس العربي تنقل التقارير من بعض المناطق التي لا أريد ان اذكر اسمائها احتراما لاخيارها واشرافها واحتراما للعرض والشرف العراقي اقول كانت القدس العربي تنقل وباعرض الخطوط عن تفاخر الشابات بالزواج من المجاهدين العرب وبدون مهور وصداق وغائب وحفلات زفاف وفجأة انقلبت الطاولة على المجاهدين العرب وتحولوا الى ارهابيين وغرباء وقتله وان على المقاومة الشريفة ان تفتك بهم وتزهق ارواحهم بالرصاص الأمريكي وتحارب دولتهم الإسلامية المزعومة .
من 2007 والى اليوم ـ تحولت المقاومة الشريفة الى فرق قتال خاصة يسلحها المحتل وتقاتل بالنيابة عنه وتتحاور وتتحالف معه بل تطالب وبالحاح بان تكون قواته هي المسيطرة على مناطقها مقابل القوات العراقية والاغرب من ذلك ان ابواق النفاق السياسي ممن كانوا يصرخون باعلى اصواتهم مطالبيين بخروج قوات الاحتلال فورا وبدون قيد او شرط ابتدأوا بالانسحاب التكتيكي و اصبحوا اليوم في داخل البرلمان وفي خارجة اول من يعارض خروج قوات الاحتلال لان في ذلك مفسدة ومضرة اكتشفوها اخيرا بل يجب عليها ان تضع جدولا زمنيا ليس لحين اكتمال تدريب وتسليح الجيش العراقي والاجهزة الامنية ولكن كما اتضح لحين تسليح المقاومة وتأهيل رجالها والاتفاق معها.
من اليوم الى مايعلم الله ـ عش رجبا ترى عجبا ......
لم يعد لما سمي بالمقاومة صيت واختفى ذكرها باستثناء بعض الاصوات التي لا تستحي في ان تقف امام الشاشات وامام الاضواء وامام الملايين وهي تكذب وتدجل لاسباب طائفية ام منافعية او بعضهم حتى بسبب الشعور بالدونية ، حتى الأعلام العربي لم يعد يكرر هذه المفردة ولم يعد يتعاطي معها بالشكل الماضي وكيف يتعاطى مع مقاومة اتضح ان نصفها ارهاب اسود ونصفها الآخر جماعات مسلحة تتحالف مع المحتل وهو بدوره يزودها بالعدة والعتاد والوعود بالسلطة ، فيما لم تحرر هذه المقاومة شبر واحد من ارض العراق بكل ماحصلت عليه من دعم معنوني ومادي واعلامي لم تحصل عليه اية من مثيلاتها عبر التاريخ.
الصورة الثانية :
حررت الناصرية وحررت العمارة وحررت الديوانية وحررت المثنى وحررت النجف وحررت كربلا وحررت البصرة تقريبا وسلمت الملفات الأمنية في هذه المحافظات الى ابناءها من اداريين وعسكريين وبقية المحافظات في الطريق الى ان تتسلم ملفاتها الأمنية والادارية وتخضع لسيطرة ابناءها ، نعم هناك مشاكل وهناك عقبات وهناك عنف وسلاح ومعارك تدور احيانا هنا وهناك لكن المحصلة النهائية ان الأرض قد عادت لأهلها وحررت بلا مقاومة شريفة وجيوش وكتائب وبلا ارهاب وانتحاريين بل بعقول سليمة وحكمة ودراية وتخطيط فلم يدخل اهل الجنوب والفرات الأوسط غريبا الى ديارهم لكي يقاتل بالنيابة عنهم ثم يغدروه باسم الإرهاب ولم يفخخوا السيارات لقتل الآخر ولم يقطعوا الرؤوس ولم يزروعوا العبوات الناسفة ولم يتجندوا كعملاء لمخابرات اقليمية تسيرهم كيفما تشاء مرة مع القاعدة ومرة ضدها حسب وجهة الممول واجندته السياسية.
اي الصورتين انصع:
نعم لايوجد عاقل يدعي ان الصورة عندنا ناصعة البياض والأمور سهلة والطرق ممهدة ولكن مقارنة بين الصورة الأولى والصورة الثانية من تكون هي المقاومة الشريفة ؟؟؟؟ مقاومتهم التي ينتهي بها المآل للتعاون مع المحتل ويسلحها ويدعمها ؟؟؟ اين هو الشبر الذي حررته المقاومة الشريفة في العراق باستخدامها السلاح وقطع الرؤوس ؟؟ دلوني عليه ؟؟؟
ام مقاومتنا التي تحرر ارضها بكل عزة وتسحب الصلاحيات من المحتل تدريجيا وتحكم نفسها وتضع قدمها شيئا فشيئا على ارضية التحرير الكامل وقد ابلغت مقاومتنا المحتل مقدما ان لا تجديد للقرار الأممي بتواجدة على أرض العراق إلا بقانون تحديد الصلاحيات وقد اذعن لذلك وهذه اولى خطوات الاستقلال لكامل العراق ، وفي الختام ما يريح ضميرنا اننا لم نخطأ التقييم ولم نشارك بهرق قطرة دم لعراقي لا بالفعل ولا بالقوة ومن احب عمل قوم حشر معهم ، ويبقى التساؤل مشروعا ماذا بقي من مقاومتكم الشريفة بعد؟؟؟؟
Basim_alawadi@yahoo.co.uk
https://telegram.me/buratha