المقالات

يحصل هذا في بلاد الرافدين؟!

1680 17:07:00 2007-06-24

بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير جريدة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين

واحدة من التفاسير التي تعرّف العراق تقول: ان العراق استمد اسمه هذا لكثرة تشابك عروق وجذور نخيله واشجاره وزرعه داخل التربة العراقية حتى صار ليس بالامكان حرث شبر واحد في ارضنا دون ان تصطدم اداة الحرث بتلك العروق او الجذور.الذي يذهب الى جوار العراق ستأخذه الدهشة وهو يرى خيرات تلك البلدان الصغيرة التي لا انهار فيها ولا ضرع، لا تعد ولا تحصى بحمضياتها واعنابها وخضراواتها وفاكهتها وفومها وعدسها التي لم تنقطع على مدار العام كله، رغم صغر مساحة اراضيها كما في لبنان ورغم قلة او انعدام مصادر مياهها كما في الاردن ولبنان ايضاً واجزاء واسعة من اراضي بلاد الشام وفلسطين.لا ندري كيف تحولت اسواقنا الى افواه وليست الى حقول، فحتى اراضينا باتت هي الاخرى تريد ان تأكل كما نشعر نحن عندما يعتصرنا الجوع.مَنْ يجيبنا على تساؤلات العراقي الذي بات لا يعرف غير الحنطة المستوردة والرز المستورد ومثلهما الرقي والبطيخ والعنب والفاصوليا والجزر والفجل حتى وصل الامر باسواقنا وتجّارنا الى استيراد البيض والفروج والاسماك والشعرية والبرغل والعدس والحمص والالبان والاجبان بل والتمور التي صارت تقتحم اسواقنا من الامارات والسعودية وايران وربما غداً من (الشام) التي دخلت في قاموس الامثال لانعدام نخيلها.التساؤلات موجهة بكل تأكيد الى وزارة الزراعة وانفاقاتها الخيالية في مجالات الاستصلاح والري وتحسين البذور ومحاربة آفة التصحر كما تدعي.كم يا ترى تريد وزارة الزراعة وبعد كل هذه السنوات التي قاربت على الخمسة اعوام من الوقت كي تجيبنا على تساؤل المواطن العراقي (الى أي حدٍ وصل العراق بانتاجه الزراعي وما هي النسبة المئوية التي أنجزتها على صعيد تحقيق امننا الغذائي)؟!.السؤال الآخر فيما إذا تعرضت بلادنا وهي غارقة في الظروف الصعبة الى ظرف اصعب من الذي نعيشه.. ما هي تطمينات وزارة الزراعة لنا ونحن نشتري البطيخ السوري والرقي الايراني والتفاح اللبناني والحنطة الاسترالية المخلوطة ببرادة الحديد والرز التايلندي والحمص الصيني والعدس الاردني والفجل الكويتي والبيض التركي والفروج الفرنسي والسمك الخليجي؟!.أين استقر تسلسلنا في زراعة النخيل؟ والأرقام تتحدث عن ثلاثين مليون غرزتها الامارات في اراضيها بالوقت الذي لم يكن فيها أكثر من ألف نخلة حتى عام 1980 في حين وصل نخيلنا بارقامه الى اقل من ثمانية ملايين وبقدرة انتاجية للنخلة الواحدة لا تزيد عن الاربعين كيلو غرام مقابل النخلة الاماراتية او السعودية او الايرانية التي تعطي سنوياً اكثر من مئتين وخمسين كيلو غراماً من التمر.كيف لوزارة الزراعة ان تقبل باوضاع كهذه وبلادنا تسمى من قبل بلدان العالم بـ(بلاد النهرين) ان ينتهي بنا الحال الى الحد الذي وصلنا اليه رغم ان وزارتنا لم تك هي صاحبة العلاقة 100% في كل هذا التراجع والانكفاء.اذا كانت هنالك مبررات لدى بعض الوزارات في انكفاء خدماتها بسبب انقطاع الكهرباء والبنزين بفعل الارهاب، فعلى ماذا وعلى أي شماعة نعلق اعذارنا في هذا الانكفاء الزراعي والتخبط في السياسة المائية؟! بل ومتى يأكل العراقي خبزه من حنطته وحقوله وارضه ومياهه؟!.اسئلة نطرحها برسم الاجابة في زمن لم يعد صالحاً للتبريرات وتسويق الاعذار.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك