بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير جريدة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين
واحدة من التفاسير التي تعرّف العراق تقول: ان العراق استمد اسمه هذا لكثرة تشابك عروق وجذور نخيله واشجاره وزرعه داخل التربة العراقية حتى صار ليس بالامكان حرث شبر واحد في ارضنا دون ان تصطدم اداة الحرث بتلك العروق او الجذور.الذي يذهب الى جوار العراق ستأخذه الدهشة وهو يرى خيرات تلك البلدان الصغيرة التي لا انهار فيها ولا ضرع، لا تعد ولا تحصى بحمضياتها واعنابها وخضراواتها وفاكهتها وفومها وعدسها التي لم تنقطع على مدار العام كله، رغم صغر مساحة اراضيها كما في لبنان ورغم قلة او انعدام مصادر مياهها كما في الاردن ولبنان ايضاً واجزاء واسعة من اراضي بلاد الشام وفلسطين.لا ندري كيف تحولت اسواقنا الى افواه وليست الى حقول، فحتى اراضينا باتت هي الاخرى تريد ان تأكل كما نشعر نحن عندما يعتصرنا الجوع.مَنْ يجيبنا على تساؤلات العراقي الذي بات لا يعرف غير الحنطة المستوردة والرز المستورد ومثلهما الرقي والبطيخ والعنب والفاصوليا والجزر والفجل حتى وصل الامر باسواقنا وتجّارنا الى استيراد البيض والفروج والاسماك والشعرية والبرغل والعدس والحمص والالبان والاجبان بل والتمور التي صارت تقتحم اسواقنا من الامارات والسعودية وايران وربما غداً من (الشام) التي دخلت في قاموس الامثال لانعدام نخيلها.التساؤلات موجهة بكل تأكيد الى وزارة الزراعة وانفاقاتها الخيالية في مجالات الاستصلاح والري وتحسين البذور ومحاربة آفة التصحر كما تدعي.كم يا ترى تريد وزارة الزراعة وبعد كل هذه السنوات التي قاربت على الخمسة اعوام من الوقت كي تجيبنا على تساؤل المواطن العراقي (الى أي حدٍ وصل العراق بانتاجه الزراعي وما هي النسبة المئوية التي أنجزتها على صعيد تحقيق امننا الغذائي)؟!.السؤال الآخر فيما إذا تعرضت بلادنا وهي غارقة في الظروف الصعبة الى ظرف اصعب من الذي نعيشه.. ما هي تطمينات وزارة الزراعة لنا ونحن نشتري البطيخ السوري والرقي الايراني والتفاح اللبناني والحنطة الاسترالية المخلوطة ببرادة الحديد والرز التايلندي والحمص الصيني والعدس الاردني والفجل الكويتي والبيض التركي والفروج الفرنسي والسمك الخليجي؟!.أين استقر تسلسلنا في زراعة النخيل؟ والأرقام تتحدث عن ثلاثين مليون غرزتها الامارات في اراضيها بالوقت الذي لم يكن فيها أكثر من ألف نخلة حتى عام 1980 في حين وصل نخيلنا بارقامه الى اقل من ثمانية ملايين وبقدرة انتاجية للنخلة الواحدة لا تزيد عن الاربعين كيلو غرام مقابل النخلة الاماراتية او السعودية او الايرانية التي تعطي سنوياً اكثر من مئتين وخمسين كيلو غراماً من التمر.كيف لوزارة الزراعة ان تقبل باوضاع كهذه وبلادنا تسمى من قبل بلدان العالم بـ(بلاد النهرين) ان ينتهي بنا الحال الى الحد الذي وصلنا اليه رغم ان وزارتنا لم تك هي صاحبة العلاقة 100% في كل هذا التراجع والانكفاء.اذا كانت هنالك مبررات لدى بعض الوزارات في انكفاء خدماتها بسبب انقطاع الكهرباء والبنزين بفعل الارهاب، فعلى ماذا وعلى أي شماعة نعلق اعذارنا في هذا الانكفاء الزراعي والتخبط في السياسة المائية؟! بل ومتى يأكل العراقي خبزه من حنطته وحقوله وارضه ومياهه؟!.اسئلة نطرحها برسم الاجابة في زمن لم يعد صالحاً للتبريرات وتسويق الاعذار.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha