بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة
كلما نحاول الابتعاد عن نبش القوانين الجائرة والخالية في اكثرها من أية حسابات إنسانية، كلما تزداد امامنا ملفات جميعها تبعث على المرارة والألم. ففي اخر تقليعة من هذه القوانين والقرارات باتت الدولة لا ترى مبررا لصرف مخصصات الطعام لشرطتنا الوطنية اسوة بمنتسبي وزارة الدفاع مع العلم بان ما تقوم به شرطتنا من واجبات ميدانية في مواجهتها لفلول الارهاب بات يفوق حتى ما تقوم به اكثر الجيوش اداء قتاليا في العالم اجمع، وربما لم تأت التسميات التي اطلقتها الدولة على ألوية الشرطة كألوية الذئب والعقرب والمغاوير والتدخل السريع والطوارئ والمهمات الخاصة، اعتباطا ، انما كانت الاسماء تحمل دلالاتها الميدانية والتضحوية والبطولية بكل تأكيد.
ونحن نعتقد ايضا ان هذا الشرطي الذي تريد الدولة حرمانه من مخصصات طعامه قد ارتضى ان يكون طعاما لوطنه منذ وقوفه بطوابير مراكز التطوع كي يشبع الاخرون. الذي يلاحظ الشرطي العراقي في مظهره وهو يرتدي بزة لم ترتدها كل فيالقنا العربية وحتى العراقية في زمن حرب السنوات الثماني مرورا باحتلال دولة الكويت لم يصدق البتة بان هذا شرطي بما يحمله من أسلحة ومعدات واقنعة وقلنسوات؛ انما يحكي مشهدا دراميا اقله انه كشبح قادم من عصر الحروب الكونية في زمن يمارس فيه غيره لعبة البيلياردو ولعبه البنغ بونغ في الصالات التي تركها صدام حسين في قصوره الخيالية.
الشرطي هذا يبدو عند بعض اصحاب القرار (روبورت) ليست لديه معدة تهضم الخبز كمعدات البعض التي تعودت على ما تنتجه الكافتريات المخصصة لإطعامهم وفق برنامج غذائي يحسب السعرات الحرارية بدقة متناهية كي لا يقع الطباخون بإشكاليات رفع الضغط او انخفاظ السكر لدى بعض مسؤولينا.
لا ندري كيف يأكل من يفترض إن يكون مؤتمناً على مقدرات البلاد وفق الصلاحيات الممنوحة له وهو يتسبب في جوع السرايا والأفواج التي تقاتل نيابة عنه وعنا جميعا حفاظا على كرامتنا وامننا واستقرارننا، ولمصلحة مَنْ تسن مثل هذه القرارات، ومَنْ الذي يصادق عليها؟!.
تحت أي وازع ممكن ادراج مثل هذه السلوكيات التي افقدتنا بسبب المزاجية الحادة لدى اصحابها؛ الكثير الكثير من ثقة الشارع العراقي والاسرة العراقيه بنا؟.. لماذا ننسى اننا كنا في يوم ما نتخذ من هذه الاسرة مادة انسانية في نظرية جدلنا السياسي مع الاخر وخصوصا عندما كنا مشردين في المنافي لعلنا ننجح في استدرار عطف الرأي العام وكسب مواقف صناع القرار الدوليين لصالحنا.
رجاؤنا لكل مسؤول عراقي حر شريف ان ينأى بنفسه في الايغال بعذابات العراقيين تحت أي ذريعة كانت، فالذي يريد ان يثبت اخلاصه لكتلته ولمسؤوليه عليه ان لا يجعل من الاجتهاد بالقوانين والتكليف الشرعي سروالا يتطابق ومقاساته هو، فيما الاخرون عنده من ابناء هذا الشعب المسكين؛ ليذهبوا الى جهنم وبئس المصير.
وهمسة اخيرة نقولها بكل صدق ومحبة واخلاص.. إياكم والزحف على رغيف خبز الشرطي العراقي الذي تأبى عفته وابوته مضغ رغيفه قبل ان يراه قد اقترب من افواه جياعه سواء أكانوا من الامهات ام من الاباء ام من الزيجات او أطفالا او عابري سبيل.
https://telegram.me/buratha