( بقلم : ادم الحسيني )
صعقت وصعق العالم مثلي لمنظر اجساد الاطفال وهي تصارع شهيقها وزفيرها لتبقى مشدوده بغريزه البقاء. المشهد الذي رسمه المكتشفون لهذه الماساة وهم ينقلون مشاعرهم المؤثره وبالذات لمن يجيد الانكليزيه يرى عمق الماساة وفداحتها ولااكتم احدا سرا انني قولبت ماخالجني من شعور بالحنق والغضب ضد الحكومه اولا وضد المسؤولين وضد كل من ارتبط وظيفيا بوزارة العمل والشؤون الاجتماعيه ,
اليوم وقبل ساعه تقريبا ومع صلاة الفجر طالعتنا قناة العراقيه بتقرير عما جرى وكيف وضع هذا السيناريو المحبوك في كواليس الامريكان للنيل من حكومة المالكي . اكل الطبخه اغلبنا وانا منهم حتى بان الخيط الابيض من الخيط الاسود واذا بالامريكان دخلوا هذا الملجأ ليلا" وعند الواحده صباحا ثم ترك الاعلان عنه حتى بعد اكثر من شهر والمصيبه الاكبر انهم تباكوا على هؤلاء المساكين ومن ضمنهم فتاة يافعه مصابة بالشلل نتيجة رميه طائشه من قناص امريكي(حسب قولها) . اما كان الاجدر بهم ان يصوروا هذه المسكينه والتي هي ضحية من ضحاياهم قبل تصوريهم الاطفال الاخرين ولم لم يعلن عن هذه الجريمه في وقتها؟ثم اذا كانت ادارتهم تعلن ليل نهار انها تساند حكومة المالكي فهل هي من الغباء ان تعلن هذا الامر ويبقين عاهرات قناة الشرقيه بلا استغلال ضد الشعب العراقي وتهييج مشاعر المغفلين ضد الحكومه المنتخبه؟ كلنا نتفق على ان الاداره الامريكيه خبيره بهذه الخفايا وهي التي توظف الاف المؤسسات التي تحلل اي خبر صغير ومدى تاثيره على الراءي العام العراقي الداخلي والخارجي ولكن اعلانها هذا وبالطريقه المفضوحه يوحي بان امرا ماقد دبر بليل.
ولو كان الامريكيون فعلا حريصين على حياة ومعاناة العراقيين لكان الاولى بهم حل مشكلة ليس اربعه وعشرين طفلا معاقا ( مع ان هذه الجريمه مخالفه لكل اخلاق انسانيه ) لكن مشكلة مئات الالاف من اللاجئين الذين هربوا من العراق نتيجة عدم تسليم الملف الامني للعراقيين وبسط نفوذ القوات الامنيه العراقيه على الساحه العراقيه وترك العراقيين يتعاملوا مع الارهابيين وتطبيق القانون بحقهم وليس كما يعفل الامريكيون من اطلاق سراحهم بين الفينه والاخرى وهذا ماسبب تردى الاوضاع الامنيه وهروب هؤلاء اللاجئين الى دول الجوار وكان الاولى بامريكا ان تمد يد العون والمساعده كقبولهم كلاجئين حتى يستتب الامن والسلم في العراق ولكن وبعد ضغط الخارج والداخل وافقت ادارة بوش على قبول بضع مئات منهم والباقين لايزالوا يعانون الامرين من العوز والحاجه واضطرارهم الى العمل بابخس الاجور وتحمل الاهانه في سبيل البقاء احياء,, اما كان بامكان الامريكان ارسال صحفييهم لمعرفه هذه الماساة التي لاتقل عن ماساة الميتم ان لم يفوقها عددا ونوعا؟.
وعى قائل يقول ان امريكا بلد الديقراطيه وحرية النشر مكفوله للجميع بلا قيود, لا فامريكا الان ليست امريكا قبل احداث سبتمبر الحكومه الامريكيه هي التي تسيطر على الاعلام وكم من تقرير اوقف نشره بقرار رئاسي والامثله كثيره جدا. لذا نستنتج ان هذا الخبر وتوليفته واعلانه يفسر امرا واحدا وهو ان الخطه الامريكيه وكما اعلن الرئيس الامريكي بتغيير خطته في العراق فاننا نرى ان هذا التغيير انحرف عن تاييد مسيرة الديقراطيه الفتيه التي نادى بها سابقا .
وهذا التغيير تعبير عن فشل الخطه السابقه التي فتحت الباب لادخال الجماعات المسلحه للعمليه السياسيه لضمان سلامة جنوده وبما ان هذه الخطه لم تؤتي ثمارها المرجوه فان التغيير يقضي الان بايجاد بديل لحكومة الماكي تستطيع ايقاف خسائرهم في العراق , السؤال الان هل اذا اوقفت الجماعات المسلحه هجماتها نتيجة فرض حكومه مواليه لهذه الجماعات ان الشعب العراقي الذي انتخب حكومته ويرى ان الامريكيين ابدلوا الذي هو خير بالذي هو ادنى سيقف مكتوف الايدي ويرضي بالخنوع والاستسلام لهذه المؤامره؟ تستطيع ان تفعل المعارضه المسلحه الشيعيه والكرديه اضعاف مضاعفه مما يفعله البعثيين والصداميين لانهم اصحاب حق مغصوب واذا كان البعثيين يقتلون جندي هنا وجندي هناك فان الشعب العراقي سيمحي معسكرات باكملها بل سيفرض الشعب العراقي جدولة انسحاب فوريه اجباريه للاحتلال للهروب من الارض العراقيه.
https://telegram.me/buratha