( بقلم : باسم العوادي )
بعد انكشاف جريمة ملجأ الايتام انطلقت حناجر واقلام كثيره لتصب جام غضبها على الحكومة العراقية وتتهمها بالتقصير وتفاجئنا حيث تذكر بعض السماسرة ومرملي النساء وثاكلي الامهات وميتمي الاطفال ايام البعث في حروبه العبثية انهم بدوا عبر فضائياتهم القذرة وهو يرددون قوله تعالى (( واما اليتيم فلا تقهر )) مقرونة بصورة الاطفال المؤلمة حقا وتعالت الاصوات وانطلقت الحناجر وهنا فأن لا ألوم هؤلاء لأني اعرف مقاصدهم وغاياتهم ولكني استغرب حينما ينساق الكثير ممن هم اوعى من تنطلي عليهم وسائل استخدام مثل هذه الحالات الانسانية ويركزو سهامهم ويعنون مقالتهم بـ (( نطالب باستقالة الحكومة )) وهنا يكون السؤال ولماذا المطالبة باستقالة الحكومة ؟؟؟؟ ولماذا الحكومة بالتحديد ؟؟؟ واي حكومة ستأتي بعد هذه ستكون افضل واشمل واوسع وستوسع على الأيتام الأرامل وضحايا المقابر الجماعية والسيد النائب طارق الهاشمي يرفض المصادقة على قانون الشهداء لانه يعلم ان اغلب الشهداء هم من التيار الماركسي والتيار الديني التيار الوطني وهم على الأعم الأغلب من الشيعة و الكرد والتركمان وعليه فمذهبة وحزبه سوف لن يكون له نصيب في المؤسسة رغم ان قانون مؤسسة الشهيد فيه ارضية لامكانية ان يشمل جميع ضحايا النظام السابق ومن مختلف التوجهات والقوميات والمذاهب ، سأعود الى لب الموضوع وتساؤلي لماذا المطالبة باستقالة الحكومة ياصوت العراق ؟؟؟جريمة ملجأ الاطفال هذه لا اعتقد ان هناك جريمة ابشع منها على الاطلاق فمن لايرحم الطفل لايرحم حتى نفسه وعليه لايوجد اي انسان يمتلك ذرة من ضمير وليس جزء من ضمير وبالخصوص الآباء والامهات لانهم يعرفون قيمة الأبوة ومعنى البنوة واذا كان هناك مدير ملجأ أيتام ومعه مجموعة من حثالات الدنيا قد اقدموا على اقتراف جريمة بشعه فما هو شأن المالكي وحكومته بصورة عامة ؟؟؟؟
نعم سيأتي من يقول ان الحكومة مسوؤلة عن كل شيء ، مسؤولة عن ازمة ظهور حب الشباب لدى المراهقين والمراهقات لانها لم توفر كريم ( نيفيا ) في الاسواق يساعد على منع ظهور حب الشباب قبل اشتداد الازمة وهذا سيودي بدورة الى تشوهات خلقية لدى الاجيال الجديدة لاتحرك الحكومة اي ساكن من اجل مراعاتها ، والحكومة مسؤولة عن ( تسواهن )الفراشة التي لا تكنس الصفوف في اعدادية ( شرحبيل ابن حسنة ) وهذا تقاعس كبير من الحكومة سيودي الى تراجع القابليات الذهنية لدى الطاقات الشابة في مراحل الدراسة الاعدادية ، ومسؤولة عن كامل اخطاء حاتم العراقي وهو يغني الطور ( الشطراوي ) بالصورة الخطأ حيث يعتبر هذا الخطأ الغنائي اهانة للفن العراقي الريفي الأصيل وهذه الاهانة مربوطة بالواقع الثقافي العراقي الذي لا تراعية حكومة المالكي ، و اهم خطأ يجب على الحكومة ان تستقيل بسببه هو ان ( حسنة ملص ) قد عسرت في الولادة لنصف ساعة وكان السبب هو ان القناة العراقية لم تكن تبث اغاني عاطفية وانسانية ومسلسلات مكسيكية كافية تساعد على تسهيل حالات الولادة لدى النساء وبما ان المرأة تمثل ثلث البرلمان فتعسير حسنه ملص هو اهانة للمرأة العراقية يؤدي الى اهانة المجتمع بالكامل لان المرأة هي نصف المجتمع عدديا وام او اخت او زوجة للنصف الثاني فهذا يعني كل المجتمع وعليه فيجب على حكومة المالكي ان تقدم استقالتها فورا لاهانتها المجتمع بالكامل!!!!
وليخسأ الخاسئون ، وياحوم اتبع لو جرينه.
حسب الطريقة العراقية فرئيس الوزراء مسؤول عن كل شيء في العراق وعن كل خطأ في العراق حتى من يختلف مع زوجته على فراش الزوجية فالمسؤول الأول والأخير هو الحكومة وائتلافها ورئاسة الوزراء ويجب ان تحاسب او تستقيل هذا هو المنطق الذي وصلنا اليه بعد أربعة سنوات من سيل الثقافة السياسية العارم في العراق والانفتاح السياسي والاعلامي والديمقراطي الذي لايمكن لاي بلد عربي او اسلامي ان يتمتع به اليوم .
نعم انها جريمة بشعة ووحشية وتهز مشاعر الانسان من الداخل لكن المسؤول عنها ليس المالكي او كامل حكومته فرئيس الوزراء يرأس الحكومة ويتابع برامجها الاساسية في التطبيق ويتابع وزرائة في تأدية واجباتهم على اكمل وجه ولكنه ليس جبرائيل ولا عزرائيل لكي يكون مخولا من قبل الباري عزوجل في ان يعمل كل شيء بأرادة الله نعم المسؤولية في هكذا جرائم قد تكون تضامنية او تكون بصورة غير مباشرة على الخط الثاني في الحكومة وهو الوزراء بصورة معينة وفي مقدمتهم وزارة الشؤون الاجتماعية اذا كان هناك وزارة من هذا النوع او المسؤول المباشر عن هذه الجريمة هو ادارة او مديرية او مؤسسة الاشراف على المبرات او دور الايتام او قد يكون المسؤول المباشر هو احدى ادارات وزارة الصحة مثلا التي كان عليها ان تراقب اداء مبرات الايتام وتراقب حالة الاطفال الصحية بصورة دورية او قد تكون وزارة التربية مثلا او احد مديرياتها المسؤولة عن متابعة الاطفال القصر والايتام وطريقة تربيتهم واعانتهم وهكذا وعند تحديد الجهة او الجهات المقصرة عندها تحاكم وتعاقب اشد العقوبات وامام مرى ومسمع الراي العام العراقي لكي لا تتكرر مثل هذه الجرائم ، أما المطالبة باستقالة الحكومة او تحميل الحكومة بكاملها هذه المسؤولية فهي نوع من انواع قلة المعرفة بالواقع الاجتماعي او السياسيي.
في بلدان متطورة كاميركا و بلدان الاتحاد الأوربي تتحدث التقارير عن عملية اغتصاب جنسي لطقل او مراهقة او شابة او امرأة في كل دقيقة ناهيك عن جرائم القتل لكن لم يطالب احدا تلك الحكومات بالاستقالة لان المسؤولية في مثل هكذا جرائم يتحملها المقصر الاساسي ، نعم يمكن توجيه اللوم وحث الحكومة والوزارات المعنية على مضاعفة جهودها لكي لا تتكرر الاخطاء ، ونعم ايضا فيما اذا تكررت مثل هذه الجرائم البشيعة عدة مرات وبنفس الصورة ولم يكن هناك اي رعاية او عناية حكومية عندها يمكن توجية اصابع الاتهام الى الحكومة بالتقصير المباشر لانها سكتت ولم تحرك ساكنا ابتداء من الجريمة الأولى وانهاء بتكرارها عدة مرات .
ماذا تفعل حكومة يحاصرها الامريكان واخيرا قاموا بتسليح من يقاتلها داخليا خارجيا واجبرها على اعادة اعداءها البعثيين داخليا تحت عنوان المصالحة الوطنية !!! ؟؟؟
ماذا تفعل حكومة تنفق حكومات مجاورة مئات الملايين من الدولارات لكي لا تحقق اي تطور في مجال الخدمات الضرورية في الماء والكهرباء والوقود لكي تسقط بنظر شارعها ومنتخبوها لأن رئيس وزراءها وزعيم ائتلافها شيعة فقط لاغير!!! ؟؟؟
ماذا تفعل حكومة يطعنها ثلث اعضاءها في البرلمان او الوزارة او الرئاسة ولا تستطيع ان تحرك ساكن لكي لا يفشل مشروع المصالحة الوطنية!!! ؟؟؟
ماذا تفعل حكومة وهي تواجة عصابات القاعدة وابقارها المفخخة وهي تقتل بكل الطرق والاتجاهات وبدعم مالي ومخابراتي وعسكري ولوجستي واعلامي من 50 دولة مسلمة ترى في نمط هذه الحكومة خطرا عليها !!! ؟؟؟
ماذا تفعل حكومة يبث ضدها يوميا ( 1000 ) ساعة بث فضائي و( 150 ) جريدة و ( 100 ) مجلة واكثر من ( 1000 ) موقع الكتروني يرددان وبصوت واحد وبنسق واحد انها حكومة عميلة طائفية مليشياتية قادمة على دبابات الاحتلال وهلم جرا !!! ؟؟؟
ماذا تفعل حكومة لمليشيات واحزاب سياسية وعشائر ومنظمات لا تعرف معنى الحياة والازدهار والتطور و التقدم والتكنلوجيا والرفاهية والمدنية والعمران والعولمة والحوار والرأي الآخر والسلام والديمقراطية وحقوق الانسان واهمها الانسانية ، اقول لا تفهم الكثير من هذه المكونات اي شيء بمقدار فهمها للغة الكلاشنكوف و أر بي جي 7 والمقاومة الشريفة ؟؟؟
ان المشرفين على هذه الجريمة كلهم عراقيون اقحاح المدير والمساعد والعاملات والحراس ومن كان يعلم وسكت عن هذه الجريمة وهؤلاء كلهم ابناء المجتمع العراقي وعليه فالمجتمع بكامله يكون مسؤول عن هكذا جرائم اجتماعية ، العراقيون بكاملهم هم المسؤول الاول عن ذلك ولو لم يكن المجتمع بالكامل هو المسؤول لما ظهرت مثل هذه الجرائم البشعة ( من حوسم المؤسسات الحكومية بعد السقوط ، من سرق آثار العراق ، من هم رموز الفساد الاداري ، من هم اصحاب سرقة المقاولات وعندم انجازها ، من هم عصابات خطف الاطفال والنساء والمطالبة بفدية عنهم او قتلهم ، من هم قطاع الطرق على الطرق الخارجية في داخل العراق ، من يفخخ السيارات للانتحارين العرب ، من يؤوي الاهاربيين في بيته او منطقته او مدينته ، من يزرع العبوات الناسفة في طريق المدنيين ، من يقتل شرطة وجيش بلده ، من يفجر المساجد والحسينيات ودور العبادة ، من يبيع المنتجات المنتهية الصلاحية ، من يهرب النفط والوقود و..و...و... الخ ).
هل هذه اخطاء حكومية ام اخطاء مجتمع وشعب وناس وتربية ووجدان وضمير وانسانية وحق ، ولا تتحمل أي حكومة اخطاء مجتمعية تراكمت عبر سبعة آلاف سنة ، واخيرا لا أريد ان اكون ملكا اكثر من الملكيين او حكوميا اكثر من الحكوميين ولكني اذكركم ياناس راجعوا ما كتبه علي الوردي ، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه .
https://telegram.me/buratha